"بدأنا عهداً جديداً في تاريخ ريال مدريد ومتأكدون أنه سيكون أفضل لمستقبل النادي، لهذا السبب تعاقدنا مع المدرب الجديد رافاييل بينيتيز" بهذا التصريح استهل فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد بيانه الخاص بإعلان رافا مديراً فنياً للنادي الملكي، تصريح أثار تعجبنا لتطرح العديد من الأسئلة بعده، ما هو العهد الجديد الذي تسبب في اقالة أنجح مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا وتعيين مدرب متوسط النجاح في مكانه؟!
قبل ذلك بأيام قليلة تناولت الصحف المقربة من الريال عدة تقارير تتحدث عن شروط بينيتيز لتولي مهام المدير الفني، الشروط انحصرت بالجانب الرياضي وليس المالي ومن ضمنها رغبة رافا في الاشراف على عملية اعداد اللاعبين الشبان والناشئين في أكاديمية النادي الملكي.
بعد انقضاء شهرين فقط ظهرت على السطح بعض البوادر التي ربما تؤكد صحة التقارير التي انتشرت سابقاً، ريال مدريد تعاقد مع المدرب فيكتور فيرنانديز لكي يكون مسؤولاً على أكاديمية النادي بما فيها الفريق الثاني، بينما كشفت الصحف البريطانية اليوم عن رغبة بينيتيز في التعاقد مع كشاف مواهب أرسنال فرانشيس كاجيجاو والذي مر من تحت يده العديد من الناشئين الذين تحولوا لنجوم اثر ذلك.
تحركات ريال مدريد في سوق الانتقالات أيضاً تبين النقلة التي يحاول بينيتيز صنعها في النادي الملكي، استعادة خدمات كاسيميرو ولوكاس فازكويز وكيكو كاسيا يكشف كل ذلك عن تفاصيل جديدة بهذه المعادلة، كما يدور الحديث عن نيته الابقاء على تشيريشيف ضمن صفوف الفريق في حال لم تصل اللاعب عروض مالية جيدة.
تقارير وسائل الاعلام الاسبانية وطريقة عمل بينيتيز والنادي في سوق الانتقالات تجعل الجميع يطرح تساؤل متعجباً، كيف يقوم بيريز بالاستغناء عن أسلوبه الشهير بالتعاقد مع النجوم فجأة والتعاقد مع بينيتيز من أجل الاعتماد على خريجي الفريق الثاني أو أكاديمية النادي؟
في الحقيقة لا يوجد جواب منطقي وسهل لهذا التساؤل، ربما يكون السبب عائد إلى أن ريال مدريد يريد تركيز جهوده في القروض الممنوحة له من البنوك على تطوير ملعب سانتياجو برنابيو خلال المواسم المقبلة لذلك سيلجأ للاعتماد بشكل أكبر على أكاديمية النادي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بيريز لن يتخلى بشكل كامل عن سياسة التعاقد مع أبرز نجوم اللعبة.
سؤال آخر يطل برأسه هنا، حتى لو أراد بيريز فعلاً تطوير أكاديمية النادي فلماذا يعتمد على بينيتيز بالذات وليس كارلو أنشيلوتي؟ التخلي عن أنشيلوتي له أسبابه العديدة وتحدثنا كثيراً في هذا المضمار ، لكن تعيين بينيتيز دوناً عن غيره يعود إلى أن المدرب سبق له الاشراف على فرق الشباب وكاستيا في الفترة ما بين 1986-1995 حقق خلالها عدة ألقاب في مختلف الفئات السنية.
يجب عدم نسيان أيضاً أن آخر مهاجمي الفريق الأول من خريجي أكاديمية الريال مروا من تحت أيدي بينيتيز، رؤول جونزاليس وجوتي ماريا هيرنانديز، ولا ننسى روبن باراخا الذي اكتشف موهبته في بلد الوليد ثم تألق معه بعد الانتقال إلى فالنسيا.
من الجميل والمميز أن يلجأ ريال مدريد للموازنة بين الاعتماد على أكاديمية النادي والتعاقد مع النجوم من الخارج، لكن يجب على بينيتيز أن يكون حذر جداً هنا، معيار النجاح في ريال مدريد لا يتعلق بتخريج أفضل النجوم من الأكاديمية إنما بعدد الألقاب التي سيحرزها المدرب… بمعنى آخر، رافا بحاجة لتركيز كامل جهوده على الفريق الأول حتى لا يجد نفسه خارج أسوار النادي بعد أشهر قليلة أثناء محاولته بناء مشروع كبير…!
** اقرأ أيضاً: فلورنتينو بيريز يخطط للاجتماع براموس في الصين
