رونالدينيو وديكو وبيليتي يعترضون على قرار كولينا في مواجهة تشيلسي - دوري أبطال أوروبا 045

بيرلويجي كولينا، الحكم الايطالي الشهير، الصارم، الهادئ، والقليل الأخطاء. لا يوجد أحد في عالم الساحرة المستديرة لا يقر بتميزه بل وافتقاد المستطيل الأخضر لقراراته الجريئة بعد اعتزاله المهنة.

لكن لكل مجتهد أخطاء وكبوات تتخلل مسيرته، كولينا مثل أي حكم آخر أخطأ في تقدير الموقف بل وبالغ في التزمت عند رأيه، هذا ما حدث في لقاء القمة بين تشيلسي وبرشلونة في ستامفورد بريدج 8 مارس 2005.

وربما يكون مستغرباً لدى الكثيرين الحديث عن ظلم تحكيمي يتعرض له برشلونة على يد تشيلسي، الفكرة التي تدور منذ زمن بعيد بأن البرسا غالباً ما يستفيد من القرارات التحكيمية في مواجهات تشيلسي، لكن هذه الفكرة ليست صحيحة، على الأقل هناك حادثة تؤكد أن برشلونة يكون مظلوم أيضاً.

في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا كان تشيلسي بحاجة للفوز بفارق هدفين إياباً أو الفوز بهدف نظيف لتخطي عقبة برشلونة الذي هزمه في كامب نو بنتيجة 2-1.

البلوز بدؤوا المباراة بقوة مسجلين 3 أهداف متتالية، لكن برشلونة عاد بالمباراة بفضل هدفي الملك رونالدينيو، كل ذلك حدث في أقل من شوط واحد!

الدقائق مرت بسرعة على البلوز خلال الشوط الثاني حتى أتى الفرج، الدقيقة 76، ركلة ركنية لأصحاب الأرض، جون تيري صاحب الأهداف الرأسية الجميلة يقف في عمق منطقة الجزاء بدون رقابة، الكرة تأتي نحوه ليحلق في الهواء ويسددها نحو الشباك مسجلاً هدف الفوز الرابع للبلوز، تشيلسي الآن في دور الثمانية.

ثواني قليلة مرت لنكتشف حجم الخطأ الذي ارتكبه كولينا، الاعادة التلفزيونية أظهرت لجوء كارفاليو مدافع تشيلسي لمسك فالديز حارس مرمى برشلونة أثناء محاولته الوصول للكرة التي سددها تيري، المسك كان واضحاً للعيان بل ظهر وكأنه عملية حجز ومنع تام لحارس المرمى من محاولة ابعاد الخطر عن مرماه.

فور تسجيل تشيلسي للهدف اندفع لاعبوا برشلونة للاحتجاج على قرار الحكم كولينا، فالديز ورونالدينيو وديكو طلبوا من الحكم الالتفات لمساعده، لكن كولينا “ركب راسه” وأصر أن قرار احتساب الهدف صحيح دون الرجوع لمساعده.

خطأ فادح وتاريخي من الحكم الايطالي الشهير رجح كفة تشيلسي للتأهل إلى ربع النهائي، صامويل إيتو مهاجم برشلونة قال بعد اللقاء “يقولون أنه أفضل حكم لكنه في الحقيقة أسوأ حكم على الاطلاق، كان رحيماً جداً مع تشيلسي وتغاضى عن أخطائهم”.

وحتى أكون منصفاً فيجب الإشارة إلى الحادثة التي وقعت في لقاء الذهاب حينما تعرض ديديه دروجبا للطرد لنيله الانذار الثاني بعد تدخله على فيكتور فالديز، الحكم اعتبر أن دروجبا كان متهوراً في رفع القدم وإسقاط الكرة من يدي فالديز في الست ياردات رغم أن قدمه لم تلمس فيكتور، بينما أكد “السبيشل ون” مورينيو ووسائل الاعلام البريطانية أن خطئا دروجبا لا يستحقان الانذار على الاطلاق!

الجدل اشتعل بعد لقاء الذهاب كون جوزيه مورينيو شاهد حكم المباراة  في غرف خلع ملابس برشلونة حينما ذهب لمصافحة رايكارد بين الشوطين، حادثة أشعلت نيران وسائل الاعلام في أوروبا خصوصاً أن هناك شك حول صحة قرار طرد دروجبا والذي قلب النتيجة من فوز تشيلسي بهدف نظيف إلى الخسارة 2-1.

لا نستطيع القول أن كولينا تأثر بما حصل في لقاء الذهاب لذلك رفض الاستماع للاعبي برشلونة الذين طالبوه بالتشاور مع مساعده بخصوص الخطأ الواضح المرتكب ضد فالديز، لكنه يبقى احتمالاً وارداً في ظل الجدل الواسع الذي أحاط لقائي الذهاب والعودة.

بعد 9 سنوات تقريباً على تلك الحادثة أعاد كولينا فتح ملفها، نفض الغبار عن الصور المهترئة ليقول “تابعت تيري جيداً لأني أعرف أنه متخصص بضرب الكرات الرأسية، شاهدته يحلق بالهواء ويرسل الكرة للمرمى، احتسب الهدف ورفضت الاستماع لأحد لأن كنت متأكد من اتخاذي للقرار الصحيح، لكن تفاجأت بعد المباراة برؤية اعتداء كارفاليو على فالديز، عرفت حينها أنّي أخطأت واحتسبت هدفاً غير شرعياً”.

نعم، كولينا اعترف بخطئه، لكن النتيجة لم تتغير، برشلونة بقيادة رونالدينيو الذي يقال أنه كان المنافس الأبرز لميلان على لقب دوري الأبطال تم حرمانه من الوصول إلى اللقب بخطأ ساذج!

** اقرأ أيضاً: حكاية صورة .. بيكهام برشلوني! كذبة صنعت مجد برشلونة