حكاية صورة .. بيرهوف من دكة البدلاء إلى صنع التاريخ بهدف ذهبي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أوليفير بيرهوف يحتفل بهدفه الذهبي

    لو طلب من أوليفير بيرهوف تصميم سيناريو يصلح لفيلم درامي عظيم خاص به فلن يخطر بباله سيناريو أفضل مما حصل في نهائي كأس أمم أوروبا 1996 والذي أقيم على أرضية ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن، بيرهوف قدم أفضل سيناريو وأعظم ملحمة بطولية ستبقى خالدة في ذاكرة اللعبة إلى الأبد.

    لم يكن بيرهوف هو المهاجم الشهير والمعروف على الساحة الألمانية والأوروبية قبل يورو 1996 فتجاربه مع منتخب بلاده اقتصرت على  المشاركة في بعض المباريات الودية فقط في ذات العام، فيما كان مشواره في عالم الأندية يقتصر على موسم وحيد جيد بقميص أودينيزي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وعدة مواسم متوسطة في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، بالفعل بيرهوف كان مهاجم مغمور أكثر من كونه نجماً قبل يورو إنجلترا بعام واحد فقط!

    لكن طموح الرجال العظماء لا يعرف كلمة “مستحيل” ولا شك بأن بيرهوف كان أحد العظماء في عالم كرة القدم قبل عقدين من الزمن، المهاجم الألماني تحول من مهاجم مغمور إلى أسطورة ولاعب عظيم كان له دور في كتابة فصل جديد من منتخب بلاده ألمانيا.

    بداية بيرهوف في يورو 1996 نستطيع القول أنها كانت مخيبة للآمال، المدرب بيرتي فوجتس فضل ابقائه على دكة البدلاء في 4 مباريات من أصل 5 مباريات خاضها الألمان قبل موعد النهائي، فيما شارك بيرهوف في لقائين فقط، واحد كبديل وواحد كأساسي وأخفق في التسجيل خلالهما.

    bierhoffwembleygetty52935228

    لكن كما أسلفنا، من الصعب على بيرهوف أن يتمنى سيناريو أفضل يضعه في قمة هرم أفضل لاعبي العالم من الذي حدث معه بالفعل في اللقاء الختامي ضد منتخب تشيك، أوليفير شارك كبديل في الدقيقة 69 وحينها كانت النتيجة تشير إلى هزيمة منتخب بلاده بهدف نظيف ليحمل بلاده على أكتافه ويصعد فيها إلى المجد؟

    لم يتصور أحد من عشاق المانشافت والمتابعين والمحللين أن يغامر فوجتس بالاعتماد على بيرهوف في اللقاء الختامي للبطولة خصوصاً أنه لم يشركه لأي دقيقة في المباريات الثلاث السابقة، لكن غياب بعض اللاعبين عن المشهد الختامي أجبر المدرب على التفكير في مهاجمه طويل القامة.

    “امنحني الكرة وبضعة دقائق وسأمنحك انجازاً سيخلد في كتب التاريخ” هذا لسان حال بيرهوف في ملعب ويمبلي قبل 20 عام فالمهاجم انتظر 4 دقائق فقط حتى أدرك التعادل لمنتخب بلاده بضربة رأسية ليعيد اللقاء إلى نقطة البداية.

    وحتى يكون السيناريو أكثر روعةً كان لا بد من أن تشتد ظلمة النفق الذي يسير فيه المناشافت نحو المجهول، اتجهت المباراة للأشواط الإضافية مما جعل الألمان في حالة صعبة جداً على الصعيد البدني بعد أن خاضوا 120 دقيقة ماراثونية ضد الإنجليز في نصف النهائي.

    لكنها كرة القدم، الساحرة المستديرة التي تنتهج الجنون كفلسفة أساسية لها، فقبل أن تمر 5 دقائق على انطلاق الشوط الإضافي الأول تهيأت الكرة إلى بيرهوف داخل منطقة الجزاء، المهاجم حجز الكرة بجسده وراوغ المدافع ثم سدد بيسراه نحو الشباك، ولأنها ليلته التاريخية أبت الكرة إلا أن تكافؤه لترتطم بقدم المدافع ثم بيدي حارس المرمى وتسكن الشباك.

    لم تكن فرحة بيرهوف تتمثل في تسجيل الهدف القاتل بل تخطت ذلك لتتمثل في فرحة حصد اللقب الهيستيرية، هدف بيرهوف كان ذهبياً وهو أول هدف ذهبي يسجل في نهائيات بطولات المنتخبات، الهدف الذهبي أنهى المباراة قانونياً بفوز الألمان بهدفين مقابل هدف واحد.

    هدف بيرهوف كان الأول من نوعه بقاعدة الهدف الذهبي الذي طبق عدة سنوات في عالم اللعبة قبل أن يتم الغاؤه، ليسجل في كتب التاريخ أن بطولة قارية عظيمة حسمها مهاجم مغمور بهدف ذهبي بعد أن كان حبيس دكة البدلاء…!

    ثم يسألونك .. ماذا تحب في كرة القدم؟!

    ** اقرأ أيضاً: يورو 2016 .. هل هي نسخة فض الشراكة بين الإسبان والألمان؟

    – شارك بمسابقة توقعات يورو 2016 .. وأثبت أنك الأفضل

    – اشترك بنشرتنا الإخبارية .. اضغط هنا