حينما نتحدث عن الزعامة في عالم كرة القدم الأوروبية، الهيمنة، الأداء الراقي والإنجازات التاريخية، فأول ما يخطر على بالنا منتخبين تسيدا كرة القدم العالمية والأوروبية في الأعوام الأخيرة، منتخب إسبانيا ومنتخب ألمانيا اللذان سيطرا على لقبي كأس العالم وكأس أمم أوروبا في آخر 8 أعوام.
الشراكة بين الإسبان والألمان في السيطرة على أوروبا لا تتعلق فقط في تحقيق لقب كأس العالم في آخر نسختين أو احتكار لقب اليورو بواسطة اللاروخا في أعوام 2008 و 2012، كما يتخطى الأمر حد المواجهة بين المنتخبين في نهائي نسخة 2008، المنتخبين العملاقين يتشاركان فيما هو أكثر أهمية تاريخياً والمتمثل في التربع على عرش كأس أمم أوروبا وفي جعبة كل منهما ثلاثة ألقاب.
المنتخب الإسباني لم يكن قبل عام 2008 من ضمن عمالة كرة القدم في أوروبا والعالم فإنجازاته انحصرت في حصد لقب يورو 1964، لكن مع الراحل لويس أراجونيس وشيخ المدربين فيسنتي ديل بوسكي تغير كل شيء، اللا روخا تحول إلى عملاق يطحن المنافسين في البطولات القارية والعالمية مرة تلو الأخرى.
إسبانيا تمكنت من زيادة حصيلتها في بطولات اليورو لتصل إلى ثلاثة ألقاب بعد الفوز على إيطاليا 4-0 قبل 4 أعوام، كما دون رجال ديل بوسكي أسمائهم في تاريخ البطولة باعتبارهم الوحيدون الذين نجحوا في الحفاظ على لقب المسابقة الأوروبية منذ نشأتها عام 1960.
وإن كان الإسبان مهيمنين على البطولة القارية في آخر نسختين فإن الألمان لم يتذوقوا طعم التتويج بلقبها منذ 20 عام، وبالتحديد حينما خطف أوليفر بيرهوف الانتصار لبلاده على حساب منتخب التشيك بضربة رأسية ذهبية في ملعب ويبملي عام 1996 ليكون بالتالي أول هدف ذهبي في تاريخ كرة القدم.
ألمانيا وإسبانيا هما المنتخبان الأفضل في العالم خلال السنوات الأخيرة ونستطيع القول أنهما أبرز مرشحين لتحقيق اللقب، ومن يدري ربما تكون نسخة فرنسا 2016 هي لحظة الفصل بين المدرستين العريقتين كروياً لتحديد هوية زعيم الكرة الأوروبية.
في فرنسا ستوضع الألقاب الست على جانب المستطيل الأخضر، سينصب تمثالاً للعراقة والتاريخ في البطولة، فيما سيقاتل نجوم المنتخبين لتأسيس حقبة جديدة في تاريخ كأس أمم أوروبا.
** اقرأ أيضاً: أفضل 10 هدافين في تاريخ البطولة
