باستيان شفاينشتايجر، النجم البافاري والمايسترو في خط الوسط، اللاعب الجوكر في تشكيلة بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا والرجل الذي يضحي دائماً من أجل المجموعة، اللاعب القادر على ضبط الايقاع وبناء الهجمات وصناعة الأهداف وتسجيلها، شفايني مثال للاعب المتكامل في عالم كرة القدم.
الآن يدور الحديث في وسائل الاعلام عن إمكانية رحيل باستيان عن صفوف بايرن ميونيخ، يقال في الكواليس أن اللاعب غير مرتاح مع المدرب جوسيب جوارديولا وغير مقتنع بأسلوب التيكي تاكا الذي يريد تطبيقه في البافاري، كما أن اصابات اللاعب المتكررة وجلوسه على دكة البدلاء في بعض المباريات ربما تؤثر على تفكيره في خوض تحدٍ جديد خارج ألمانيا.
في ظل هذه الأنباء نشاهد اهتمام منخفض بالتعاقد مع شفايني من قبل الأندية التي تبحث عن لاعبين خط وسط، مانشستر يونايتد ربما يكون أبرز المهتمين لكن يبدو أنه لا يضغط في الصفقة حتى الآن. لكن الغريب أن لا تلفت أندية مانشستر سيتي وريال مدريد وليفربول وتشلسي وباريس سان جيرمان ويوفنتوس وحتى اي سي ميلان بمشروعه الجديد إلى قدرات شفايني.
وربما نتسائل، لماذا يجب على الأندية الكبرى التعاقد مع شفايني رغم أنه من مواليد 1984 وتعرض لسلسلة من الاصابات مؤخراً؟ الجواب ينبثق من عدة جوانب
أولاً، شفاينشتايجر يمتلك من الخبرة والحنكة والمهارة ما يمكنه من النجاح في أي فريق بالعالم، السيتي الذي يريد شريك لنجمه توريه فربما يكون باستيان خياره الأمثل، بينما اليونايتد يريد ضابط ايقاع ولن يجد أفضل من باستيان في الوقت الحالي لما يتمتع به من خبرة وقدرة على ربط خطوط الثلاث ببعضها البعض، أما ريال مدريد فقد عانى من غياب لوكا مودريتش وكثرة اصاباته لذلك يعد شفاينشتايجر خيار مثالي لتطبيق مبدأ التناوب الموسم المقبل. يوفنتوس سيعاني الموسم المقبل أيضاً من رحيل بوجبا أو فيدال أو بيرلو.
ميلان أيضاً إن أراد العودة إلى القمة فهو بحاجة إلى شخصية بطل قادر على قيادة خط وسط الفريق وشفايني يعد خيار مثالي في هذا المضمار، الباريسي أيضاً بحاجة إلى مساعدة لنجمه الشاب فيراتي كما أنه بحاجة لمنح الفريق شخصية أفضل أمام الفرق الكبرى، شفاينشتايجر سيوفر ذلك بعناده ورؤيته المثالية لأرض الملعب، كذلك الأمر بالنسبة لليفربول الذي يفتقر لأصحاب الخبرة ضمن صفوفه بعد رحيل جيرارد.
ثانياً، مسألة المخاطرة في الصفقة معدومة، سعر شفايني في سوق الانتقالات يقدر بثلاثين مليون يورو، لكن عقد اللاعب مع البافاري ينتهي في صيف عام 2016،أي بعد 12 شهر فقط. هذه الآلية ستؤدي الي انخفاض سعر اللاعب بشكل كبير نظراً لتقدمه في السن أيضاً، بينما تقول بعد وسائل الاعلام أن صفقة انتقاله ستبلغ 8-10 مليون كحد أقصى. مبلغ لن يجعل أي نادٍ يدخل في ضائقة مالية أو مشاكل مع قوانين اللعب النظيف مالياً.
ثالثاً وأخيراً، سهولة التفاوض في مسألة رحيله، المبلغ المطلوب نظير رحيل اللاعب لا يتساوى مع الاضافة المميزة التي سيقدمها للفرق الكبرى خصوصاً أنها جميعاً تفتقر للاعب بمواصفاته، لكن الأهم أن الأندية لن تجد صعوبة في اقناع البايرن بفسخ عقده نظراً لعدم وجود حالة ود تجمع اللاعب مع المدرب جوسيب جوارديولا، ناهيك عن تواجد مارتينيز وتشابي ألونسو وتياجو ألكانتارا ضمن صفوف الفريق مما يجعل التخلي عن اللاعب أسهل نسبياً.
** اقرأ أيضاً: 3 أمور تُجبر جوارديولا على تغيير فلسفته مع البايرن الموسم المقبل
