هل بدأ كاسياس يستعيد بريقه مع ريال مدريد؟

في عالم كرة القدم لا يتاح لمعظم النجوم استعادة مستواهم الطبيعي في حال انخفاضه عند التقدم بالعمر أو التعرض للإصابات، كما أن قلة قليلة من اللاعبين يستطيعون النهوض بعد تعرضهم للانتقادات ومرورهم بمرحلة الاهتزاز النفسي.

لكن هناك بعض اللاعبين ينجحون في تغيير الرأي العام حولهم اذا ما استطاعوا تحسين مستواهم على أرض الملعب، ورغم أن الآراء لا تتغير فوراً أو بشكل كبير إلا أن اللاعب ينال جزء يسير من الثناء الذي ناله في السابق، ربما يكون إيكر كاسياس مثال حي على ذلك.

لا نستطيع القول أن القديس استعاد مستواه المعهود كون التألق أو بمعنى أصح الثبات في بضعة مباريات لا يقدم أدلة كافية على حدوث ذلك، كل ما نقوله أن القديس لم يعد حارس مرمى سيء مثلما كان عليه الحال خلال الأشهر الماضية بل إن أدائه يتطور من مباراة لأخرى ليصبح من اللاعبين المهمين في فريقه ريال مدريد.

في نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي عرفنا جميعاً أن كاسياس لا يمر في أفضل أحواله، الأهداف التي تلقاها مرماه من ريال سوسيداد كان بالإمكان تفاديها لو ظهر بمستواه المعهود بين الخشبات الثلاث، تلك المباراة دقت ناقوس الخطر ليلحقها مجموعة أخطاء كارثية من كاسياس جعلت وسائل الاعلام والجماهير في إسبانيا تفقد صبرها اتجاهه بعد أخطائه في مونديال البرازيل.

أرقام كاسياس المميزة مؤخراً والتي أشارت إليها صحيفة أس ليست هي محور الحكاية، مواجهة إيبار الأخيرة بينت أن كاسياس فعلاً بدأ يستعيد ثقته بنفسه وأصبح يحمي مرمى فريقه جيداً، خروج إيكر المستمر من مرماه لتلقي الكرات العرضية حمى ريال مدريد من تلقي أي هدف في المباراة التي ظهر بها بعض الانفتاح الدفاعي اثر إصابة لوكا مودريتش.

صحيح أن إيبار ليس بالفريق القوي والمحنك هجومياً، لكن لو قارنا بين مواجهة ريال سوسيداد قبيل ثلاثة أشهر والمباراة الأخيرة سنعي أن إيبار كان بإمكانه تسجيل هدفين على الأقل لو خاض مباراته في شهر آب أو أيلول كون سوسيداد سجل هدفين بذات الطريقة التي حاول فيها إيبار على المرمى لاستغلال أخطاء القديس.

الكرات العرضية والضربات الحرة المباشرة أكثر شيء كان مزعج في أداء كاسياس، لكن مباراة الريال الأخيرة وما سبقها بينت بوضوح مدى تطور قائد الريال في الخروج من مرماه ومنع الكرات العرضية من الوصول للمهاجمين وكأنه يستعيد نفحة من التألق في سنوات المجد.

إيكر بدأ يستعيد الثقة شيئاً فشيئاً وهذا الأمر هام لتكوين شخصية الحراس المرمى بين الخشبات الثلاث، لكن الأمر ما زال بحاجة للمزيد من الثبات والتركيز والهدوء حتى يستمر النسق الجيد من مباراة لأخرى قبيل البحث بشكل حقيقي عن الأخطبوط كاسياس…