دييجو سيميوني

ربما يتساءل الكثيرون حين قراءة العنوان، هل حقاً هناك ما هو ملهم واستثنائي في قصة دييجو سيميوني؟

نعم التساؤل في مكانه، لأنك في هذه القصة لن تسمع هنا عن رجل أصابه السرطان فقلب فريقه التأخر في الشوط الثاني كما حصل مع مدرب إشبيلية، ولن تسمع عن جماهير عظيمة ومدرب ألقى أفضل خطاب في مسيرته بين الشوطين وهو متأخر بنتيجة 0-3 ليقلب النتيجة بالشوط الثاني كما حصل مع بينيتيز وليفربول عم 2005، كما لن تسمع عن عن أساطير قدموا بطولة لن تنسى خلال شهر واحد، لكنك ستسمع عن كل ذلك يحدث يوماً تلو الآخر!

إنه سيميوني، الرجل الذي حول أتلتيكو مدريد إلى ليفربول الشوط الثاني في نهائي 2005، وكبرياء لاعبي ألمانيا في مونديال 1954 ، وثقة لاعبي إيطاليا وروحهم القتالية في مونديال 1982، كل ذلك فعله في كل مباراة، وكل ليلة، وقبل كل نزال، وبعد كل نزال.

دييجو سيميوني بطل الدوري الإسباني 13\2014

ليست مبالغة على الإطلاق، فمن يعرف الدوري الإسباني جيداً لم يكن سيصدق بأن هناك فريق قادر على التفوق على ريال مدريد وبرشلونة في فترة يتسيدان خلالها عالم كرة القدم، إمكانات الأندية الإسبانية ضعيفة جداً أمام هذين الفريقين، كما أن الفرق تلعب بدون شخصية ومنكسرة أمامهما في السنوات الأخيرة، لكن مع سيميوني تغير كل شيء.

ربما لا نجد لحظة فاصلة في مسيرة سيميوني، لن نجد نقطة نقف عندها لنشير إليها، ليس نهائي كأس الملك 2013 ولا غيره، لكن نستطيع أن نلخص قصة إلهام هذا الرجل للاعبين بتصريح تياجو موتا الذي قال عام 2014 “بالنسبة لنا كلاعبين، بالنسبة للنادي والجماهير، سيميوني بمثابة الإله“.

ربما لم يقصد موتا المعنى الحرفي، لكنه أراد إيضاح كيف ألهم سيميوني أتلتيكو للانتفاض في وجه ريال مدريد وبرشلونة، على طريقة الثائرين القدماء، على طريق ميل جيبسون في فيلم “قلب شجاع”.

“ما يقوله سيميوني يتحول إلى حقيقة ونتأكد أنه صحيح. أتى إلى أتلتيكو وقلب الأوضاع رأساً على عقب. نحن نتبعه حتى الموت، إن طلب منا القفز فوق الجسر سنقفز من أجله. هو يفهم كرة القدم ونحن رجاله، سنتبعه دائماً”.

ربما لم يحقق دييجو سيميوني لقب دوري أبطال أوروبا بعد أن قال موتا كلامه، لكنه سيبقى يفتخر بأنه من استطاع إزاحة ريال مدريد وبرشلونة عن عرش الدوري الإسباني بعد سنوات طويلة من سيطرتهما عليه وفي عز تألقهما، كما سيبقى يفتخر بأنه استطاع التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا وكان على بعد ثواني قليلة أو ركلة ترجيح من الظفر باللقب.

إنه سيميوني، رجل ألهم فريق ذليل لفترة طويلة ليصبح وحشاً مفترساً.

** اقرأ أيضاً: قصص ملهمة (1) .. بينيتيز رجل أفضل نهائي بالتاريخ

قصص ملهمة (2) .. الشعب الألماني من الإذلال إلى العظمة بفضل هيربرجر