رافاييل بينيتيز ، المدرب الشغوف والمحب للتكتيك ، الذي فاز بألقاب عديدة من بينها لقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول عام 2005 .. وألقاب أخرى في مختلف البلدان : إنجلترا ، إسبانيا وإيطاليا .
بينيتيز الذي كان محط سخرية بسبب نظاراته وجسمه الضخم ، هو رجل شغوف بالتكتيك وغارق في التعقيدات الخططية ، لدرجة أنه في أول عشاء غرامي له مع زوجته آلان مونتس ، أخذ يحدثها ويشرح لها خطة 4-4-2 ، ورسم لها توزيع اللاعبين فوق المائدة التي كانت تحتوي أيضاً على أكلة البيتزا .. كما أن جزءًا من شهر عسله مرّ وهو يشرح لها بعض الخطط الأخرى .
حينما تشاهد رافاييل بينيتيز أثناء المباريات .. حيث يجلس على الدكة خارج الخط ، وفي يده ورقة صغيرة يدون فيها أهم الملاحظات ، مع نظارته الطبية وملامحه الأقرب إلى الحكماء ، ستدرك فوراً أنك في حضرة مدير فني يتعامل مع المباريات وكأنها معركة من البداية وحتى النهاية ، وتعكس هذه التفاصيل الصغيرة جانباً مهماً من أفكار الرجل التدريبية ، إذ إنه تكتيكي بارع بشهادة غالبية الخبراء ، سواء من المتفقين معه أو المختلفين .
يتفق بينيتيز مع مواطنه كارلو أنشيلوتي في حصده لبطولات كؤوس عديدة ، فالرجل فاز بدوري الأبطال مع ليفربول ، ونجح في التتويج بالدوري الأوروبي مع تشيلسي عام 2013 ، وقبلها بسنوات حقق بطولة الاتحاد الأوروبي أثناء وجوده في إسبانيا مع فالنسيا .
لذلك تتشابه مسيرة الثنائي التدريبي في التألق الأوروبي الواضح مع عدة أندية مختلفة ، وخلال فترات زمنية متباعدة .
وتبقى بطولة الدوري هي الأصعب على الرجلين ، فأنشيلوتي فشل مراراً وتكراراً في الفوز بها إلا في مرات قليلة آخرها مع بايرن ميونخ الموسم الماضي ، بينما لم ينجح بينيتيز في الهيمنة المحلية مع ليفربول ، انتر ميلان ، تشيلسي ونابولي ، ليكون النجاح الرئيسي له مع فالنسيا فقط في بطولة الدوري الإسباني بعد قيادته الخفافيش لبطولتين في الليجا رغم أنف العملاقين .. برشلونة وريال مدريد .
حقق فالنسيا لقبي الدوري في 2002 ثم 2004 برصيد نقاط 75 و 77 نقطة .. وهذه الأرقام غير كافية أبداً للفوز بالدوري الإسباني في السنوات الأخيرة .
لعب فالنسيا مع بينيتيز بخطة 4-2-3-1 .. الطريقة التي بدأت في الظهور خلال منتصف التسعينيات ثم صارت الخطة الأكثر شهرة خلال العقد الأخير .
انطلق المدرب من خلال هذه الخطة بوجود رباعي دفاعي، توريس وكاربوني على الأظهرة، بيليغرينو وأيالا في العمق .. وثنائي ارتكاز مكون من روبين باراخا ودافيد ألبيلدا ، مع تواجد خورخي لوبيز وفيسينتي على الأطراف ، وتمركز أيمار في العمق خلف المهاجم الصريح ميستا .
وأصبحت هذه الخطة هي الخطة المحببة لرافا بينيتيز ، ليستخدمها بعد ذلك في انتر ميلان ، تشيلسي ، ونابولي ، ويقوم بمزجها مع الأسلوب البريطاني أثناء حقبته مع ليفربول ، في شكل خططي قريب من 4-4-1-1، أي مزيج بين 4-2-3-1 و 4-4-2 الكلاسيكية .
أوريليو وأربيلوا كأظهرة ، وجيمي كاراجر وأجير في كلاعبي قلب الدفاع ، وأمامهم ألونسو وماسكيرانو لحماية دائرة المنتصف ، ثم بن أيون وديرك كويت في الأطراف ، فيما يتولى ستيفن جيرارد مهمة الوقوف أمام رباعي الوسط وخلف المهاجم الوحيد ، فيرناندو توريس .
ورغم ندرة البطولات المحلية ، إلا أن انضباط بينيتيز وهوسه التكتيكي وصل بالفرق التي دربها إلى مسافات بعيدة بكل بطولات أوروبا .. خاصة دوري الأبطال .
رافا بينيتز أضاف الكثير إلى 4-4-2 ، أعطى سرعة كبيرة لأسلوب الاستحواذ ، كما قام بعمل تنوع ما بين التمريرات الطولية والعرضية ، الأمر الذي جعلنا نشاهد حركة أكبر واستخدام أكثر ديناميكية للطريقة المذكورة .
شاهد أيضاً.. كريستيانو رونالدو ثعلب مربع العمليات: