لماذا تراجع ميسي عن قرار الاعتزال الدولي ؟

رامي جرادات 15:17 13/08/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليونيل ميسي

    زف ليونيل ميسي خبراً ساراً للجماهير الأرجنتينية بعد أن ترجع عن قرار الاعتزال الدولي الذي اتخذه بعد الهزيمة أمام تشيلي في نهاية كوبا أمريكا 2016، مهاجم برشلونة أكد على عودته للمنتخب والقتال من أجل الفوز بالألقاب القادمة.

    وعلى عكس مما توقعه دييجو أرماندو مارادونا وعدد كبير من المحللين الذين اعتقدوا أن قرار ميسي كان نهائياً ولن يتراجع عنه بأي حالة من الأحوال، لكن البرغوث أثبت عدم صحة وجهة نظرهم وقرر العدول عن قراره.

    وهنا نطرح السؤال الأهم، لماذا تراجع ميسي عن قرار الاعتزال بعد صمته طويل ؟

    ميسي لم يعتزل أساساً

    عندما خرج ميسي بالتصريح الذي زلزل الوسط الرياضي باعتزال اللعب الدولي كان من الواضح عليه أنه يشعر بالغضب والإحباط الشديد، فقرار ميسي كان ممزوج بالعاطفة والاستياء من الحظ العاثر ومن الاتحاد الأرجنتيني أيضاً.

    وهذه الأسباب لا تدفع لاعب بحجم وقيمة ميسي لإنهاء مسيرته الدولية مبكراً خصوصاً وأنه لم يحرز أي لقب كبير حتى الآن، فما حصل كان مجرد ردة فعل وتنفيس عن الغضب الذي وصل ذروته بعد إهداره ركلة الترجيح.

    والدليل على ذلك أن ميسي التزم الصمت في هذه المسألة طوال الفترة الماضية، فهو كان يخطط لإعلان تراجعه، فالمسألة مجرد وقت فقط حتى يلتقط أنفاسه ويرتاح من الضغوط الكبيرة ويكسب التعاطف أيضاً، وطالما أن ميسي لم يتغيب عن أي مباراة للأرجنتين في هذه المدة فهو عملياً لم يعتزل من الأساس.

    فوز رونالدو باليورو عجل عودة ميسي

    رغم أن ميسي ورونالدو يحاولان باستمرار التأكيد على عدم وجود أي منافسة بينهما وأن المسألة تقتصر فقط على مساعدة الفرق التي يمثلونها إلى أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، فالمنافسة بينهما أمر محتوم ولا مفر منه، وكل واحد منهما يسير بمسيرته وهو ينظر للآخر إلى أين وصل.

    فوز رونالدو بأول لقب مع المنتخب البرتغالي جعله يتفوق بخطوة على ميسي من حيث الإنجازات، وإن كان النجم الأرجنتيني يتفوق في عدد الألقاب الجماعية بشكل عام.

    ميسي أكد في عدة مناسبات أنه مستعد للتخلي عن جميع الكرات الذهبية التي حصل عليها مقابل الفوز بلقب مع المنتخب، وهو يعلم تماماً المنزلة التي سيصل إليها في حال تحقيق ذلك، فكيف سيكون الحال إن كان منافسه الأول وغريمه التقليدي وصل لهذا الإنجاز وهو يجلس في المنزل لمتابعة المباريات الدولية عبر شاشة التلفاز ؟

    شخصية ميسي لا تعرف الاستسلام

    ربما لا يملك ميسي شخصية قوية مثل رونالدو أو زلاتان إبراهيموفيتش خارج الملعب وأمام وسائل الإعلام، لكنه لاعب لا يفهم معنى الخسارة، فما حققه طوال مسيرته يؤكد بأنه يتمتع بعزيمة وإصرار كبيرين للفوز بجميع البطولات التي يخوضها.

    قوة ميسي ليس في موهبته الفذة فقط بل بالعقلية التي يفكر بها أيضاً، فهو يلعب من أجل الفوز فقط، ودائماً ما يطمح ليكون الأفضل، حتى لو كان يحاول إخفاء ذلك في تصريحاته الصحفية ليظهر كشخص طيب يتجنب الدخول في المعارك.

    ميسي خُلق ليلعب كرة القدم، ليفوز، ليتوج بالألقاب الفردية والجماعية، ليحطم الأرقام، ليحقق إنجازات لم يصل إليها أحد، هذا ما يفهمه ميسي، وهذا ما يحاول فعله دائماً، ولهذا أيضاً لا يمكنه الانسحاب من المعركة التي لم ينتصر بها بعد.