هل هناك تضخيم إعلامي لمقصية رونالدو التاريخية ؟

رامي جرادات 13:29 05/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مرت أكثر من 24 ساعة على مباراة ريال مدريد يوفونتوس، وما زالت مقصية كريستيانو رونالدو حديث العالم أجمع سواء في وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول الهدف بشكل غير مسبوق، وحصل النجم البرتغالي على إشادة ربما لم يتلقاها بعد فوزه بالكرات الذهبية الخمسة.

    البعض يرى أن هناك مبالغة بالتضخيم الذي حدث لهدف رونالدو التاريخي في شباك جيجي بوفون، فرغم اعترافهم بجمالية الهدف، إلا أنهم منزعجون من المبالغة بالتحليل والإشادة بالمقصية، بحجة أن هناك العديد من النجوم الذين سبق لهم تسجيل أهداف بنفس الطريقة ولم يتحدث عنهم أحد.

    نعم، هدف رونالدو أخذ ضجة إعلامية وجماهيرية أكبر من أي هدف مقصي آخر، لكن هناك العديد من الأسباب التي تفسر وتبرر ذلك، وسنذكرها لكم في هذا التقرير:-

    الفكرة ليست بالمقصية

    أبرز ما يميز الدون هو رشاقته البدنية، ولطالما أحرز أهداف مثيرة للاهتمام كالهدف الذي سجله في شباك تشيلسي بنهائي دوري أبطال أوروبا عندما ارتقى بشكل مذهل، ولذلك عند الحديث عن مقصيته في يوفنتوس، فالفكرة ليست بالطريقة وإنما بالتكنيك..

    لو أعدت مشاهدة الهدف وأوقفت اللقطة عندما خرجت الكرة من قدم داني كارفاخال، ستجد أن الدون كان متقدماً بكثير عن مكان توجه الكرة، لكن بلمح البصر عاد للخلف لكي يسددها، وهنا يكمن إعجاز الهدف لأن الدون رغم سيره بعكس تجاه الكرة إلا أنه قفز بالهواء لمسافة كبيرة جداً، وكانت قدمه بزاوية 90 مع بطنه، وهو أمر نادر ما نراه في الأهداف المقصية، فهي لقطة كنا نشاهدها في الرسوم المتحركة فقط، أو في ألعاب الفيديو.

    الهدف استثنائي لظروفه

    عندما تسجل هذا الهدف في شباك أفضل حارس بتاريخ كرة القدم، وأمام كبير إيطاليا، وفي ربع نهائي دوري الأبطال، وتصل من خلاله للهدف 14 في البطولة هذا الموسم، والـ119 في مسيرتك كأفضل هداف في التاريخ، فمن الطبيعي أن يلقى كل هذا الاهتمام، خصوصاً وأننا نتحدث عن لاعب في سن 33 عام وليس مهاجماً يافعاً.

    لماذا لم يلقى هدف ماندزوكيتش التقدير الكافي ؟

    المهاجم الكرواتي سجل هو الآخر هدف أسطوري في نهائي كارديف الموسم الماضي، لكنه لم يلقى هذا التضخيم الإعلامي كما حدث مع الدون، وذلك يعود لسبب بسيط وهو أن يوفنتوس خسر النهائي برباعية، وهي أثقيل هزيمة للفريق في تاريخ دوري الأبطال، فلم يكن هدف السوبر ماريو الحدث الأبرز في المباراة حينها.

    لك أن تتخيل أن رونالدو أحرز هذا الهدف ثم خسر فريقه برباعية في دوري الأبطال، هل سيأخذ كل هذا التضخيم؟ بالتأكيد لا، سيتم الحديث عنه والإشادة برونالدو، لكن ليس بالطريقة التي تحدث الآن.

    جماهير يوفنتوس أعطت رونق خاص للمقصية

    تصفيق جماهير يوفنتوس لرونالدو كانت تشبه وضع حبة كرز على قالب الحلوى، فقد أعطت بعداً آخر لجمالية الهدف ولقيمة الدون في الملاعب، فهذه أول مرة يحصل مهاجم ريال مدريد على التقدير الذي يستحقه من الخصم، لأنه معتاد دائماً على العدائية من الجماهير المنافسة.

    المسألة لا تتعلق برونالدو فقط

    لنكن واقعيين، رونالدو ليس الوحيد من يحصل على اهتمام إعلامي وجماهيري، فليونيل ميسي يحدث معه الأمر ذاته عندما يسجل هدف جميل، فأذكر كيف مجدت الصحف هدف ميسي من ركلة حرة مع الأرجنتين في شباك كولومبيا قبل عامين، على الرغم من جمالية وروعة الهدف، لكننا نشاهد أسبوعياً أهداف مميزة من الركلات الحرة ولا يتحدث عنها أحد أيضاً.

    محمد صلاح كذلك حصل على اهتمام غير مسبوق في إنجلترا على بعض أهدافه هذا الموسم، وانتقل ذلك إلى منطقتنا العربية بطبيعة الحال كونه لاعب مصري، وحدث الأمر ذاته مع نيمار في أكثر من مناسبة.

    رونالدو يعد اللاعب الأكثر شعبية في العالم، فعدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي يفوق جميع الرياضيين بالعالم، وبالتالي من الطبيعي أن نجد كل هذه الضجة على هدفه المميز، فكلما كان اللاعب صاحب شعبية كبيرة، سنجد أنه يحصل على صدى إعلامي كبير عندما يسجل هدف جميل.

    “السوشال ميديا” كلمة السر

    لم يقل أحد أن مقصية رونالدو هي الأفضل في التاريخ، فهناك أهداف لا يمكن أن تنسى، حيث مر حوالي 20 عامي على مقصية ريفالدو الشهيرة على فالنسيا وما زال يحظى هذا الهدف باهتمام الصحافة والجماهير، ولو جاء في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، لانفجرت الصفحات الرياضية بتداولها للهدف.

    رونالدينيو أيضاً أحرز هدف لا يسنى في شباك أتلتيكو مدريد قبل 12 عام، وحصل حينها على ضجة إعلامية غير مسبوقة، لكنها كانت محصورة بالصحف العالمية والقنوات الرياضية لأن معظم مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن قد تأسست بعد.

    كذلك من ينسى هدف زلاتان إبراهيموفيتش الأسطوري، فقد حصل على ضجة إعلامية مشابهة للتي حصل عليها الدون رغم أن هدفه جاء في مباراة ودية، وحتى اليوم يتم الاستشهاد به كواحد من أجل الأهداف المقصية في التاريخ.