ربما لا يذكر كثيرون المدرب الصربي الراحل رادومير أنيتيتش لأن فترة تألقه التدريبية تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي ، أي إلى أكثر من عشرين عاماً . لكن هذا الرجل الذي تفرد بكونه قد درب ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد (والأخير أحرز معه ثنائية عام 1996 ) كان له بصمات واكتشافات غيرت وجه العملاقين برشلونة وريال مدريد .
أحد أهم ما قام به انيتيتش لريال مدريد والكرة الاسبانية هو تقديم الشاب (وقتها) فيرناندو هييرو قليلاً إلى الأمام ليلعب أقرب إلى منتصف الملعب ليستجيب هييرو بشكل كبير ويسجل 21 هدفاً وهو أعلى معدل تسجيلي له خلال مسيرته كاملة التي استمرت أكثر من عشرين عاماً. الملفت أنه في هذا الموسم تمت إقالة أنيتيتش وهو متصدر للدوري بفارق سبع نقاط ومتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا ربما في أغرب حالة إقالة في الدوري الاسباني.
تولى أنتيتش المهمة بداية عام 2003 خلفاً للويس فان خال . وقد قام بالاعتماد على تشافي أكثر فأكثر. لكن الأهم كان تغيير مركز تشافي أكثر ليكون خلف خط الهجوم مباشرة وهو ما حرره من المهام الدفاعية التي كان فان خال يفرضها عليه في مركزه السابق وسمح له بتفجير كل إمكانياته ومكنه من فرض نفسه كأحد أفضل اللاعبين في التاريخ في هذا المركز.
أنيتش لم يكتفي فقط بهذا الأمر ، فهو من أدخل إنيستا إلى قائمة الفريق الأول وأيضاً فيكتور فالديز ، باختصار هو أول من بدأ في الاعتماد على هذا الجيل اذي صنع مجد برشلونة مستقبلاً.