منافسة أحادية القطب، هذا ما نستطيع أن نصف به الأشهر الثلاث الأولى من عام 2015 لتنس الرجال، الصربي نوفاك ديوكوفيتش يتربع على قمة الهرم العالمي بدون منافس في الوقت الحالي بعد انقضاء الربع الأول من الموسم الجديد مع حصد ألقاب بطولات أستراليا (جراند سلام) وإنديان ويلز وميامي (ماسترز).
وعندما نعود بالذاكرة إلى عام التسونامي الصربي، 2011، نعرف حينها أن انطلاقة ديوكوفيتش في عام 2015 مشابهة إلى حد كبير لبدايته في العام التاريخي، مع فارق وحيد يتمثل في انتزاع نولي في 2011 لقب بطولة دبي (500 نقطة) بينما اكتفى في العام الحالي بالوصول إلى المباراة النهائية التي خسرها لصالح كوكب التنس روجر فيدرر.
لكن ما يجعلنا نتنبأ بمشاهدة تسونامي آخر من ديوكوفيتش في عالم التنس ليس احتكاره للألقاب الكبيرة في بداية العام ولا نسبة انتصاراته المرتفعة (93%) بقدر ما يعود الأمر إلى غياب المنافسة الفعلية له في مختلف البطولات.
إقرأ أيضاً: ديوكوفيتش بالصدارة وموراي يتقدم على نادال في تصنيف التنس
وإقرأ أيضاً: ديوكوفيتش يهزم موراي ويتوج بلقب بطولة ميامي للتنس
ففي الوقت الذي وسع خلاله ديوكوفيتش الفارق الذي يفصله عن روجر فيدرر صاحب المركز الثاني في التصنيف العالمي، قدم الماتادور الاسباني رافاييل نادال مستوى مخيب للآمال وأقل بكثير من المتوقع بعد شفائه من الإصابة التي عانى منها خلال الثلث الأخير من موسم 2014.
ونستطيع القول أن نادال قدم أسوء مردود في عالم الكرة الصفراء منذ عام 2004، فرغم مشاركته في ست بطولات حتى الآن لم يستطع تحقيق سوى لقب يتيم في ريو دي جانيرو على الأراضي الترابية، بينما ودع بطولتي أستراليا وإنديان ويلز من ربع النهائي وفشل في تجاوز الدور الثالث في ميامي.
فشل نادال في بالبطولات الكبيرة (الماسترز أو الجراند سلام أو حتى ذات 500 نقطة) ليس هو المشكلة الرئيسية، فلو دققنا أكثر في سجل مواجهات الاسباني سنجد أنه حقق 15 انتصار مقابل تلقي 5 هزائم في ظرف ثلاثة أشهر وبنسبة انتصارات تبلغ 77%، هذه النسبة تعد الأسوء في مسيرة الاسباني منذ عام 2004.
وربما نقول أن نادال معذور كونه عائد من إصابة والموسم المفضل بالنسبة له (موسم البطولات الترابية) لم ينطلق بعد، لكن ما هو حال باقي المنافسين وهل ستقتصر منافسة ديوكوفيتش على الموسم الترابي فقط؟
إقرأ أيضاً: فيرداسكو يعمق جراح نادال ويطيح به من ثالث أدوار ميامي
روجر فيدرر رغم تفوقه على ديوكوفيتش في نهائي دبي، لكنه لم يظهر بوادر تمكنه من مواصلة التنافس على الألقاب حتى نهاية الموسم، أي أن ظهور السويسري سيكون على فترات بحكم تقدمه في السن، موراي هو الآخر يبدو أنه بعيد عن مستوى نولي حيث تعد أفضل انجازاته الوصول إلى نهائي أستراليا وميامي.
الأسماء التي نافست على الألقاب الكبرى في الأعوام الماضية على فترات (فافرينكا، كي نيشيكوري، شيليتش، راونيتش، بيرديتش) لم تظهر أي تقدم أو تطور في المستوى خلال بداية 2015 مما جعل نولي يسير وحيداً في التصنيف العالمي بدون أي منافس.
لا نريد استباق الأحداث فما زال الموسم طويل وربما سيشهد العديد من التقلبات، لكن لن نتعجب إن شاهدنا تسونامي جديد من ديوكوفيتش فالمنافسين يبدو أنهم يمرون بمرحلة انحدار كبير في المستوى الفني.
