تعرض نجم التنس السويسري روجر فيدرر لإصابة مفاجئة بعد خروجه من نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة على يد الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول الأسبوع الماضي.
وكانت بعض التقارير الإخبارية قالت أن فيدرر تعرض للإصابة عندما كان يتنزه مع عائلته في يوم نصف النهائي الثاني أي بعد مباراته مع ديوكوفيتش. وهذا ما أكده هو بنفسه على صفحته الرسمية على “فيسبوك”.
وبذلك غاب فيدرر المصنف الثالث عالميا عن بطولة روتردام المفتوحة للتنس، كما أعلن انسحابه من بطولة دبي التي يحمل لقبها، وذلك ما شكل صدمة كبيرة لمحبيه وعشاقه لا سيما في المنطقة العربية.
وبعد هذه الإصابة التي ألمت بفيدرر وهو في سن الـ34 بدأ البعض يعتقد أن النجم السويسري لن يتمكن من العودة لقمة مستواه ومن الممكن أن تكون سنة سيئة عليه.
لكننا سنطمئن العشاق والمحبين على إمكانية عودة المايسترو للطريق الصحيح بعد الإصابة، نستعرض في هذا التقرير 3 أسباب ستجعل فيدرر يعود أقوى.
* مرض عام 2008
يُعد عام 2008 الموسم غير الناجح لـ روجر. بإمكاننا توضيح ذلك. أثناء بطولة استراليا المفتوحة, عانى روجر من “mononucleosis”.
خسر في النصف نهائي ضد نوفاك جوكوفيتش الذي توج باللقب بعدها .
أعراض هذا المرض, تتضمن الحمى, التهاب الحلق, والتعب، من المعروف أن هذا الأخير يستمر لأشهر .
الأخبار لم يتم تأكيدها حتى وقت متأخر من العام. إلا أن المرض لم يمنع فيدرر من التغيب عن مباراة، وصل إلى النهائي في بطولات , مونتي كارلو , هامبورغ , رولان غاروس , ويمبلدون , حيث خسر في كل منها ضد رافاييل نادال , الأخيرة في مباراة لا يزال يتم التحدث عنها حتى الآن .
في اللحظة التي تخطى فيها مرضه, بدأ النجاح في العودة . فاز بذهبية الأولمبياد في فئة زوجي الرجال إضافة لبطولة أمريكا المفتوحة .
على الرغم من هذا المرض الخطير , قاوم فيدرر هذا العام و تمكن من إنهائه في المركز الثاني.
في نهايته , عانى من إصابة في الظهر , تكررت طوال مسيرته الاحترافية .
* إصابة الظهر في عام 2013
في بداية العام 2013 تعرض فيدرر لإصابة على مستوى الظهر خلال مشاركته في بطولة انديان ويلز للأساتذة ذات الـ1000 نقطة، واستمرت إلى أن هزت الثقة في جسده. ثم عاد وأصيب ظهره في مرة أخرى في هامبورج, حيث قال روجر بنفسه: “كان علي أن انسحب من البطولة”.
هذه كانت أسوء فترة في مسيرته, تعرض فيها لأسوأ خسارة له في البطولات الكبرى منذ 2003, حين خسر ضد سيرجي ستاخوفسكي في الدور الثاني من ويمبلدون .
انتهى رقمه القياسي (36) في الوصول المتتالي للدور ربع النهائي من بطولات “الجراند سلام”, وعلى آثرها خرج من التوب 4 للمرة الأولى منذ يوليو 2003 .
لكن, و كعادة روجر الوفية, عاد مباشرة إلى العمل. عدّل برنامج تدريبه البدني وبدأ باختبار مضارب مختلفة. اللعبة كانت تتغير و عليه مواكبة هذا التغير .
مثل 2008 , فقد عاد بقوة . أنهى ابتعاده عن البطولات حين فاز بدبي, كما و وصل إلى نهائي ويمبلدون, حيث خسر في مباراة عظيمة من 5 مجموعات ضد نوفاك ديوكوفيتش منذ ذلك الحين, عاد إلى التصنيف الثاني .
* الرجل الحديدي المطلق
من بين أبطال الرياضات الحديدية , أسم روجر يظهر مع Cal Ripken و Brett Favre . ريبكن لعب 2632 مباراة متتالية في رياضة البيسبول على مدى 16 عاما .
Favre خاض 321 مباراة متتالية في الـNFL .
فيدرر دائما ما يظهر. لم ينسحب من 1221 مباراة لعبها . شارك 65 مرة متتالية في البطولات الكبرى , 15 عاما من الاستمرارية .
هذا لا يتعلق فقط بجيناته و حظه الجيد , لقد صنع حظه الجيد، ظل يتعامل بذكاء مع جدول بطولاته حتى لا يرهق نفسه للأخير .
يعيش حياته بشكل جيد و يتدرب بشكل جيد. هل هي طبيعته أم نشأته ؟ سؤال مخادع . الإجابة : الاثنان معا .
جسده لم ينجو فحسب, بل ازدهر على مدى الـ15 عاما من لعب التنس الاحترافي .
قد لا يكون من العدل أن ننتظر منه أن يعود و يفوز بكل البطولات القادمة ,
لكن روجر دائما ما ظل في مصاف المنافسين , و يبدو من غير المحتمل انه بعد عام قوي في 2015 , سيتراجع كثيرا .
إن كان هناك أي شخص سيعود أقوى من بعد الإصابة : فهو روجر فيدرر .
