بهدوء … قراءة شاملة في فضيحة الكلاسيكو والحكم المدريدي

محمد عواد 11:22 22/10/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليس خبراً عادياً الذي يحتل العناوين الرئيسية في الصحف الإسبانية أثناء ليلة مباريات دوري الأبطال حيث كان يشارك 3 فرق اسبانية؛ ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وإشبيلية، فالخبر الذي يستطيع هزم 270 دقيقة من المواجهات الكبرى يمكن تسميته بالقنبلة.

    القضية شائكة، والتفاصيل فيها غير واضحة، لذلك سنقوم باتباع أسلوب تقسيمها إلى قضايا أصغر، حتى نصل إلى استنتاج لما جرى، وقراءة لما سيجري.

    حتى الآن .. الأمر اتهام شخصي

    يجب الانتباه قبل المسارعة إلى الافتراض وتوزيع الأحكام إلى أن القضية حتى الآن مجرد مسألة شخصية، أي أن محامياً كتلونياً ذهب واشتكى لهيئة مكافحة الرشوة في برشلونة، ولم يتبين بعد إن كان تقدم بالتهمة مدعوماً من حكم الراية الذي يقال أنه رفض التورط في الفضيحة.

    لو كان المحامي تحرك من اجتهاد شخصي بناء على كلام سمعه، فهنا لن يصل إلى شيء، لأن حكم الراية لو قال "هذا كذب"، انتهت الحكاية، ويجب التذكير بأن شكاوى قديمة تم تقديمها بهذا الشأن من أطراف عديدة في الحرب الدائرة بين برشلونة وريال مدريد، كان منها شكاوى الدعم الحكومي المالي تجاه الأطراف المدريدية، وشكاوى تورط بالمنشطات تجاه برشلونة.

    كل القضايا السابقة مجرد أخبار وشكاوى، ثم لم نسمع عنها شيئاً!
    لذلك علينا الصبر، لنعرف أين تتجه القضية، فلو أنها مجرد شكوى فردية بناء على مزاعم لن تنتهي لشيء، وستبقى زوبعة في فنجان.

    مصدر الخبر .. مجرد ناقل
    معظم مصادر الأخبار تناقلت أنباء الفضيحة المحتملة على أنها خبر من إذاعة "كادينا كوبي"، لكن الحقيقة أن الإذاعة ليست مصدراً، أي أنها لم تكشف عن الوقائع بذاتها، بل هي مجرد ناقل لشكوى المحامي.

    الإذاعة التي تنال بعض المصداقية في بلادها، لم تقل أنها تملك أدلة ولا وثائق ولا اتصالات ولا حتى أسماء للمتورطين، فهي مجرد مسجلة لسبق صحفي، لمسألة ليست حصرية، لأنها الآن في مكاتب مكافحة الفساد في برشلونة.

    ومن الملاحظ غياب الكلام عن أدلة، أو عن مبادرة رسمية للتحقيق، على العكس من مقدمات الكالشيوبولي.

    ريـال مدريد ليس المستفيد الوحيد
    لافت أن اسم ريال مدريد لم يرد اسمه كمتورط فيما جرى حتى الآن، فالكلام يتهم الحكم الرئيسي المرشح والمسؤولين في لجنة التحكيم، لكن لصالح من؟.. من غير المعلوم ذلك!

    التلاعب بالنتائج لم يعد مجرد بطولات كما حدث في الكالشيو بولي، فهناك أطراف جديدة تلعب في الساحة مثل شبكات المراهنات، ووكلاء أعمال اللاعبين، إضافة لشبكات البث التلفزيوني ورجال الأعمال المستفيدين من بطولة يبقى فيها المداورة بين الأبطال.

    في الملعب، المستفيد منطقياً من القضية – لو ثبتت – هو ريال مدريد، لكن قد يكون هناك مراهناً في مكان آخر، كسب 10 مليون يورو بسبب هذه المباراة، أو هناك عقد بث كبير يلوح بالأفق دفع بعض المسؤولين لأخذ الخطوة المجنونة، أو حسابات سياسية في ظل تقدم الأحزاب الكتلونية الإنفصالية.. لا أتهم أحداً هنا، لكن أقول "لو ثبت التلاعب.. علينا أيضاً أن نعرف من المستفيد فالمسألة معقدة".

    الظروف ساعدت على تدعيم الخبر
    يشعر البرشلونيون منذ بداية الموسم أنهم مستهدفون، فالعقوبات والتحقيقات والغرامات، إضافة إلى أن معظم لاعبيهم اللاتينيين في المحاكم بتهم التهرب الضريبي.

    كانت هناك تسريبات مطلع الموسم عن اعتقاد النادي الكتلوني باستهدافه تحكيمياً هذا الموسم، وكل هذه الظروف، هيأت الوعي العام في الطرف البرشلوني لتصديق الخبر مباشرة، وجعلته موثوقاً بلا تردد.

    ماذا علينا أن نفعل الآن كمتابعين؟
    الصبر والانتظار .. رغم الحماسة في عالم كرة القدم!

    هذا هو المطلوب منا الآن، فالقضية قد تكون مجرد فقاعة وبالتالي سنتورط في اتهام أطراف ودفاع عن مواقف، ثم نشعر بأننا كنا صيداً سهلاً لفخ استعراضي.

    وقد تكون القضية حقيقة، وهنا نحن أيضاً قد نقع بتسرع، فالمتهم ليس بالضرورة ريال مدريد، لكنه سيكون أحد الأطراف المرشحة للاتهام إعلامياً وجماهيرياً، وحتى نعرف المتهم الحقيقي – إن وجد – والملابسات الكاملة، يصبح النقاش في الخطوة التالية أكثر منطقية.

    لجميع مقالات الكاتب .. اضغط هنا

    تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: