أيام قليلة تفصلنا عن بداية الدوري الإسباني، أيام قليلة تفصلنا عن المتعة والشغف، الليجا تقترب من العودة يا أهل اللعبة، الكلاسيكو وحماسة ديربيات الأندلس ورعب ديربي مدريد كل هذا سيعود قريبًا، لكن قبل البداية يجب أن نسلط الضوء على كبير الليجا وملكها ريال مدريد وعلى ما فعله في سوق الانتقالات وفي الفترة التحضيرية التي اقترب من الوصول إلى نهايتها..
يدخل الفريق الملكي البطولة المحلية بجلد وشكل جديد مع مدربه الإسباني رافاييل بينيتيز، وذلك بعد إقالة إدارة النادي للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد أن فشل في تحقيق أي بطولة الموسم وخرج من الموسم خاليًا الوفاض.. رافا بينيتيز ظهر مع الفريق الأبيض خلال الأونة الأخيرة بطرق لعب جديدة واعتماد كبير للغاية على الدولي الويلزي جاريث بيل، مع ظهور العديد من الشباب الصغار، لكن بعد اقتراب الفترة التحضيرية للفريق من الانتهاء علينا النظر إلى نهج وفلسفة الرافا الإسباني مع الفريق؛ المجموعة المتواجدة حاليًا أصبح همها الأول هو الدفاع وتضييق المساحات وغلق كافة الطرق على المرمى سواء عرضيًا أو طوليًا وهذا ظهر في كل المواجهات التي خاضها الفريق.
الفريق ظهر في المواجهات التي خاضها بأكثر من خطة لكنهم من طينة الرباعي الخلفي؛ فكانت لخطة 4-4-2 الكلمة ومعها التغيرات التي تجعلها تتحول إلى 4-2-3-1 دائمًا، شاهدنا في مدريد وأخيرًا عدم وجود مساحات في وسط الملعب لكن كيف؟ رافا اعتمد على أسلوب الكبير أريجو ساكي في تضييق المساحات وذلك بأن تكون المسافة بين خط الدفاع وخط الهجوم من 25 إلى 20 مترًا تقريبًا أي أن المسافة بين راموس ورونالدو قريبة للغاية.
ما لفت النظر في تلك المواجهات هو دور الثلاثي بيل وكاسيميرو وبنزيما، الويلزي ووفقًا لما شاهدنا سيكون هو محور أداء الفريق وعمود بينيتيز الفقري في الملعب، الأخير منح الويلزي حرية أكثر في التحرك للعمق وترك الأطراف نهائيًا لرونالدو وخيسي وهنا نتأكد جميعًا أن دور بنزيما قد انتهى في مدريد في حال اعتماد بينييتيز على بيل ورونالدو وخيسي وخاميس في الأمام.
كاسيميرو صاحب الرقم 14 يبدو أنه وعد الجميع بأن يرتدي رقم ألونسو ويحقق ما حققه في البداية، اللاعب البرازيلي كالفارس الذي لا يشق له غبار، يُمرر الكرات الطولية بحرفية شديدة كالنجم الإسباني ويقوم بدور القاطع في وسط الملعب كما كان يفعل تشابي، أمر جعل بينيتيز يفرح كثيرًا خاصة أنه بات قريبًا من حل المشكلة الدفاعية.
وبعيدًا عن الخطط، يجب أن نسلط الضوء على صفقات الفريق هذا الموسم والميركاتو الغريب حتى الأن، حيث لم يبرم النادي أي صفقة قوية كما عودنا، مجرد أسماء كبيرة مرتبطة بالنادي، لكن ليس هناك أشياء رسمية سواء صفقة الحارس الإسباني دافيد دي خيا التي باتت على المشارف، لكن رويس، أجويرو, بوجبا؛ الأسماء الكبيرة التي ارتبطت بالنادي خلال الفترة الأخيرة؟ لا أحد يعلم شيء وبات على الميركانو أيامًا ويذهب بعيدًا، فإن قام بيريز رئيس النادي بإبرام صفقة من العيار الثقيل سيتغير شكل الريال كليًا وإن لم يفعل شيء وتم جلب دي خيا فقط سيخوض الفريق الموسم الجديد بعنصر الشباب بنسبة أعلى من عنصر الخبرة.
المطلوب من الفريق هذا الموسم هو تحقيق بطولتي الدوري والكأس في المقام الأول والوصول إلى دور بعيد في دوري الأبطال في المقام الثاني، لكن الأساس في البطولتين المحليتين.. فهل ينجح الإسباني البدين أم سيكون الموسم شبيهًا لموسم بيليجريني؟ لننتظر.
