دائماً نسأل أنفسنا، ما الذي يميز العظماء؟ هل الموهبة فقط هي سر تميز أفضل نجوم كرة القدم؟ لماذا أصبح المدربين يستخدمون الحرب النفسية كجزء هام من أسلوب تدريبهم لكرة القدم؟ لماذا تتلقى فرق كبيرة هزائم تاريخية؟ لماذا يتراجع مستوى ذلك اللاعب بشكل مفاجئ؟ ما الذي يجعل شخصاً رياضياً مثيراً للجدل؟ الجواب دائماً يكون حاضر إن تعمقنا في النفس البشرية، إن حاولنا الوصول إلى تفاصيلها الدقيقة وجزئياتها العميقة، هذا ما سنجده في "البعد النفسي" بعالم كرة القدم.

يحصل في بعض الأحيان أن أحد اللاعبين يفسر لك ظاهرة ما بتصريح يطلقه عبر وسائل الإعلام، هذا ما حدث تماماً عندما قال إيدين هازارد في الأسبوع الماضي "أدركت انه لا يمكنني الوصول لمستوى رونالدو وميسي، فلا أملك العقلية التي يتمتعان بها".

تصريح النجم البلجيكي كشف لنا الغطاء عن العديد من الأمور المهمة في عالم الساحرة المستديرة، مثل سبب عدم تقديم أحد اللاعبين أداء مميز على الرغم من امتلاكه مهارات كبيرة، أو عدم قدرة لاعب على مواصلة النجاح مثلما حدث مع رونالدينيو مثلاُ، فكل هذه الحالات سببها الرئيسي الطريقة التي يفكر بها اللاعب والتي تتضمن الأهداف التي وضعها والدوافع بالإضافة إلى الحوافز الداخلية والخارجية.

كيف تكون مميزاً؟

هناك شروط معينة ومقننة يجب تحققيها لكي يتمكن اللاعب من الوصول للقمة في الألعاب الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، أول هذه الشروط هي امتلاك الموهبة، وتعني أن يملك اللاعب مهارات أكثر من المعدل المتوسط لأقرانه، أما الشرط الثاني هو المثابرة والإلتزام في التدريب، والشرط الثالث والخفي هو طريقة الحياة السليمة، في حين أن الشرط الرابع هو القوة الذهنية التي يملكها اللاعب.

هذه العناصر الأربعة هي التي تحدد مستوى كل لاعب في العالم، وإن أردت أن تكون في القمة ومتفوقاً على الجميع عليك أن تحقق الشروط الأربعة دون إحداث خلل في أحدهم، وهذا ما ينطبق على لاعبين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في عالم كرة القدم، نوفاك دجوكوفيتش، رافييل نادال وروجر فيدرر في كرة المضرب، أوسن بولت في السباقات، كوبي براينت ليبرون جيمس في كرة السلة.

ولو استثنينا العنصر الأول وهو الموهبة سيتبقى لدينا ثلاثة عناصر مرتبطة بشكل مباشر في عقلية ونمط تفكير اللاعب، فالسلوكيات اليومية الروتينية مثل مواعيد النوم ونوع الغذاء كلها ناتجة من الأفكار، كذلك الأمر بالنسبة للالتزام في التدريب والمثابرة في العمل، أما القوة الذهنية فهي القدرة العالية على فصل المشتتات التي تعيق تحقيق الهدف.

ومن خلال ما سبق نستطيع تفسير لماذا لا يمكن لهازارد أو غيره الوصول لمستوى أفضل لاعبين في العالم رغم أن لدى البعض موهبة مماثلة تقريباً، فالأمر متعلق في طريقة التفكير التي يسيران عليها رونالدو وميسي وكل لاعب بمواصفاتهما في مختلف الرياضات، فهم دائماً ما يحققون الشروط الأربعة، وإن حدث خلل في أحدهم خلال فترة معينة نرى هبوط في مستواهم بشكل مفاجئ مثلما حدث مع ميسي قبل المونديال ورونالدو مع بداية عام 2015، لكنهما سرعان ما يصححان الأوضاع من خلال تعديل طريقة التفكير.

إقرأ أيضاً: يوفنتوس يريد تخليص إيسكو من دكة ريال مدريد