حتى موعد ارتباط مورينيو بنادٍ آخر سيكون النبأ الأكثر تداولاً في وسائل الاعلام والأكثر ترقباً من قبل المتابعين، "عودة جوزيه مورينيو إلى ريال مدريد". لا شيء سيحصل على صدى إعلامي وجماهيري مثله ليكون الحدث الذي سيغير الكثير من معالم الموسم الكروي الحالي بالنسبة للريال وربما غيره من الأندية!
عودة مورينيو إلى الريال ليست مستحيلة ولكنها ليست بتلك السهولة أيضاً، المدرب رافاييل بينيتيز لم يفقد فرصة الصراع على الألقاب حتى الآن وفريقه ما زال نتائج قابلة للتحسن، الريال لم يسقط أمام فرق متواضعة ومغمورة كما تصدر ترتيب مجموعته في دوري أبطال أوروبا، نتائج تجعل اقالة المدرب قبل نهاية الموسم أمر قرار من الصعب اتخاذه.
في ذات الوقت لا نستطيع القول أن بينيتيز لا يمر بفترة صعبة خصوصاً في ما يتعلق بتقبل الجماهير ولاعبي الفريق له، الأمر الذي يجعل ارتباط مورينيو بريال مدريد حدثاً خاصاً، لكن هل سيكون مفيد؟ المسألة متشعبة وتحتمل السلبي والإيجابي.
رونالدو سيقبل بنار بينيتيز أم جحيم مورينيو؟
الاسم الأبرز في تشكيلة ريال مدريد واللاعب الذي يؤثر دائماً في من حوله، البرتغالي هداف الفريق أصبح من الواضح عدم اقتناعه بأفكار المدرب بينيتيز وعدم ارتياحه في الموسم الحالي.
في ذات الوقت نعلم جميعاً أن رحيل مورينيو عن ريال مدريد جاء بعد فترة سيئة جداً في العلاقة مع رونالدو تفوق ما يحدث بين البرتغالي والمدرب الاسباني حالياً، جوزيه حينها انتقد رونالدو بشكل مباشر في غرف خلع الملابس كما هاجمه بشكل علني فور توليه منصب المدير الفني في تشيلسي ونذكر له تصريح "هناك رونالدو واحد فقط أعرفه" وقصد حينها البرازيلي.
الخلاف الحاد وتراشق التصريحات بين رونالدو ومورينيو تجعل مسألة عملهم سوياً صعبة على كلا الرجلين خصوصاً اللاعب الذي ربما سيواجه مصير سيء في حال لم يرغب المدرب بتجاوز خلافات الماضي.
هذه المعضلة ربما ستجعل رونالدو يعيد حساباته بشأن التفاعل مع بينيتيز حتى لو لم يكن الاسباني بارعاً في التواصل مع الآخرين، كما من المرجح أن يعمل على التأثير بزملائه الآخرين للتفاعل مع المدرب بمساعدة من بعض اللاعبين الآخرين الذين يملكون مشاكل مع جوزيه وأبرزهم بيبي، التواصل بين المدرب واللاعبين سيحسن من نتائج الفريق بكل تأكيد وسيساعد رافا على تطبيق الأفكار التي يريدها على أرض الملعب.
لا أستطيع التأكيد بأن رونالدو يفضل بينيتيز على مورينيو، لكن المنطق يقول ذلك ما دام المدرب الاسباني يحاول التقرب من نجمه الأفضل في الأسابيع الأخيرة.
وسائل الاعلام في مدريد ستحارب قرار عودة مورينيو
صحيفتا ماركا وأس لا تملكان علاقة طبيبة مع البرتغالي مورينيو والذي وصل الحد فيه إلى رفض الاجابة على أسئلتهم في بعض المناسبات، لذلك من المفترض أن يعلنا حرباً مبكرة ضد قرار بيريز، ماركا فعلت ذلك بالفعل بعد ساعات من قرار اقالة مورينيو حيث استشعرت الخطر لتنشر تقريراً تذكر فيه الجماهير وصحيفة أس بأن البرتغالي "جبان" وكان يختبئ خلف كارانكا.
الاعلام يستطيع تحويل اخفاق أي رجل إلى انجاز، كما يستطيع تهدئة الأجواء حوله ومنحه الاستقرار والدعم الكافي لتحقيق ما يصبو إليه الجميع، بينيتيز عانى من انتقادات جماهيرية وإعلامية له منذ اليوم الأول في مدريد كون الجميع عارض قرار اقالة كارلو أنشيلوتي من منصبه بالأساس، وما دامت الصحف تفضل ابن جلدتها رغم أخطائه على عودة المشاكس مورينيو، فإن بينيتيز سيكون المستفيد نسبياً بهذه المعادلة.
الجماهير تتأثر بما تقوله الصحف
هذه معادلة ثابتة لا يستطيع أحد انكارها، الموسم الحالي في ريال مدريد خير دليل على ذلك كون صحف مدريد تحضر لمحاربة بيريز منذ مدة الأمر الذي انعكس على الهتافات في مدرجات سانتياجو برنابيو، كذلك الأمر في الموسم الثالث للريال في عهد مورينيو حينما صدحت صفارات الاستهجان ضده ليتحول من معشوق الجماهير إلى المكروه الأول بامتياز.
إن أرادت صحف مدريد دعم بينيتيز في العام المقبل فحينها سيحصل المدرب على الدعم في المدرجات بدلاً من صفارات الاستهجان، طبعاً الأمر يجب أن يترافق مع تحقيق النتائج الايجابية.
رغم كل ما سبق، بينيتيز يجب عليه أن يقلق من أنباء عودة مورينيو!
حتى لو صحت الافتراضات السابقة (حصول بينيتيز على دعم رونالدو ثم وسائل الاعلام وبالتالي الجماهير) فإن ذلك لن يفيده بشيء ما دام رئيس النادي اسمه فلورنتينو بيريز، رافا يعلم جيداً أن بيريز لن يأبه برأي أي شخص لو قرر فعلاً التخلي عن خدماته لأنه سبق له فعل ذلك في العديد من المناسبات آخرها كان قرار اقالة أنشيلوتي.
رافا يعلم كذلك أن علاقة بيريز ومورينيو مثالية ولا تشوبها شائبة، لذلك إن استمر مورينيو بدون عمل فسوف يبقى المدرب الاسباني تحت الضغط الكبير الذي سيزيد من توتره وربما سيؤثر على قراراته التكتيكية والفنية.
** اقرأ أيضاً: ريال مدريد يستعد لإقالة بينيتيز وتعيين مورينيو في منصبه
