نعم هي فكرة مستحيلة أو من الصعب جداً حدوثها، لكن لا يستطيع أحد انكار أنها حل مثالي لمشاكل وأزمات ريال مدريد في الموسم الحالي، صانع السلام _كما يحلو لصحف إسبانيا مناداته_ هو الشخص الأكثر قدرة في الوقت الحالي على الخروج بالبيت الأبيض من الأزمة الكبيرة التي يمر بها.
أنشيلوتي لا يملك عصا سحرية ولا تعني عودته بأن يعود ريال مدريد إلى صدارة ترتيب الدوري الاسباني، وربما لن يستطيع الريال معه الصعود لمنصات التتويج في الموسم الحالي، لكنه على أقل تقدير يملك الأمل والروح، الكلمات التي أصبحت مفقودة في قاموس لاعبي الريال المتكاسلين على أرض الملعب.
نعم حقق ريال مدريد فوزاً عريضاً على خيتافي وقدم شوط أول جيد جداً الأفضل له خلال الموسم الحالي (بعد مواجهة ريال بيتيس)، هي ردة فعل تحسب لرافاييل بينيتيز ورجاله في الوقت الصعب الذي يمر به النادي والسخرية التي يتعرض لها منذ الصيف في صفقة كاسياس ثم دي خيا ومروراً بأزمة الكلاسيكو وأخيراً الاقصاء من كأس ملك إسبانيا بفضيحة مشاركة تشيريشيف الموقوف.
في ذات الوقت من الواضح أن الريال يفتقد السعادة والمثابرة ضمن صفوفه، بينما تعتبر هذه المصطلحات من ميزت فريق أنشيلوتي خلال موسمين قضاهم في سانتياجو برنابيو، كارلو يمتلك علاقة مثالية مع جميع اللاعبين ومعظمهم ينظرون له بمثابة القائد أو الأب الروحي للعاشرة الأمر الذي سيجعل عودته بمثابة الشرارة التي ستوقد في الفريق الحماس والرغبة في تحقيق الانتصار والقتال على أرض الملعب.
ليس انتقاصاً على الاطلاق من قيمة رافاييل بينيتيز، مدرب كبير ولم يأخذ فرصته مع ريال مدريد وما زال بإمكانه تقديم المزيد من العطاءات بل والصعود لمنصات التتويج، إلا أن أوضاع الريال الحالية تتطلب رجل يستطيع صنع الهدوء داخل الفريق ويوحد صفوفه ويزيل الخلافات ويعقد هدنة مع وسائل الاعلام في مدريد، هذا الرجل هو أنشيلوتي بدون أدنى شك، إن لم نقل فيسنتي ديل بوسكي، الفكرة المستحيلة الأكبر!
شخصياً أؤمن دوماً بضرورة أخذ المدرب فرصته لمدة موسمين على أقل تقدير قبل اصدار قرار الإقالة، لكن في وضع الريال حالياً المسألة لا تتعلق بالعاطفة اتجاه رافا أو بالمنطق الكروي السليم، المسألة أكبر من ذلك بكثير، ريال مدريد يواجه مشاكل عظيمة ليس من السهل على أي مدرب تخطيها، بينيتيز من الممكن أن يقع ضحية لهذه المشاكل والمعوقات.
عودة أنشيلوتي إلى ريال مدريد وإن كانت ستجعل اللاعبين ينتقلون بأدائهم إلى أقصى مرحلة إلا أنه من المستحيل حدوثها، فلورنتينو بيريز لن يقبل بعودة كارلو بسبب ملاحظات سجلها ضده لا تتعلق بالأداء الفني أو عدم الفوز بالألقاب، كما أنه لن يستطيع اقالة بينيتيز بعدما قال في الصيف الماضي "نخطط لمشروع كبير ورافا المدرب القادر على قيادة النادي والمشروع في المستقبل".
إقالة رافا ستجعل بيريز في موقف أكثر ضعفاً وتجعله يعترف تماماً بارتكابه خطأ في اقالة أنشيلوتي، كما سيوجه له سؤال من قبل وسائل الاعلام في مدريد "أي مشروع يتم التحقق من نتائجه في 5 أشهر؟". حالة تذكرنا بموقف فلورنتينو نهاية عام 2005 حينما أقال لوكسمبورجو من منصبه ليضطر بعدها للاستقالة بضغط من وسائل الاعلام وجماهير سانتياجو برنابيو.
هي فكرة مستحيلة، وظالمة بالنسبة لمدرب قدير (بينيتيز)، لكن مستقبل الريال أحق أن ينظر له.
** اقرأ أيضاً: خاص .. المهلة المحددة أمام ريال مدريد لاستئناف عقوبة الكأس
