فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد

وضع رافاييل فان دير فارت نجم ريال مدريد الإسباني السابق يده على الجرح في النادي الملكي من خلال تصريحاته التي نقلتها صحيفة آس الإسبانية.

النجم الهولندي وصف اللوس بلانكوس بأنه أكثر نادٍ غير صبور في العالم، وسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي يفرضها ريال مدريد لدرجة أن خسارة مباراة تُعتبر وكأنها نهاية العالم !.

في الواقع، هذه هي الأزمة الحقيقية التي يعاني منها ريال مدريد. صحيح أنه من المنطقي والمقبول جداً ان يكون سقف المطالب هو الأعلى في نادٍ بحجم وقيمة وتاريخ ريال مدريد ولكن الأمر زائد عن الحد – في رأيي- وأدى إلى كثير من القرارت الخاطئة والمتسرعة، كما أدى إلى حصول ريال مدريد على عدد قليل من البطولات خلال المواسم القليلة الماضية إذا استثنينا الموسم الأول لكارلو أنشيلوتي مع الميرينجي، مع خروج الفريق الأبيض من الموسم الماضي خالي الوفاض من الألقاب.

الضغوط التي تفرضها وسائل الإعلام الإسبانية بالإضافة إلى الرئيس فلورنتينو بيريز والجماهير المدريدية فوق طاقة تحمل أي بشر، وبالتالي هي فوق طاقة تحمل لاعبي ريال مدريد. صحيح أنهم من نوعية خاصة ولاعبين كبار قادرين على العمل تحت ضغط، ولكن ذلك عندما تكون الضغوط طبيعية وفي الحدود المقبولة .. القصد أن يكون هنالك هامش للخطأ، بمعنى أنه من الوارد أن يكون اللاعب ليس في يومه في مباراة أو بعض المباريات، من الطبيعي أن يبتعد المهاجم عن التهديف في بعض المباريات، من الطبيعي أن يخسر الفريق مباراة لم يكن جيداً فيها .. كل هذه أمور طبيعية وواردة في عالم كرة القدم، فلا أحد يفوز في المطلق، ولا أحد يخسر في المطلق كذلك.

من الوارد أيضاً ألا يحصل مدير فني على أي بطولة خلال موسم كروي، هذا لا يعني على الإطلاق في المطلق أنه مدير فني غير كفء أو غير مؤهل لتحمل المسئولية والبقاء في منصبه. قرار إقالة كارلو أنشيلوتي من تدريب الريال هذا الصيف كان قراراً بعيد كل البعد عن الصواب والمنطق والعقل، فالفني الإيطالي في موسمه الأول نجح في إعادة الهدوء إلى غرفة ملابس سانتياجو بيرنابيو بعد ثلاث سنوات عاصفة بالمشاكل وعدم الاستقرار مع جوزيه مورينيو، كما استطاع بخبراته العميقة قيادة الملكي للتتويج بالتشامبيونزليج العاشرة في تاريخه، تلك البطولة التي استعصت على الميرينجي طيلة 12 سنة رغم وجود العديد من المدربين الأكفاء على رأس العارضة الفنية للفريق مثل جوزيه مورينيو، المدرب الحاصل على لقب دوري الأبطال من قبل مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي.

نستمر مع الضغوط الهائلة التي يتعرض لها لاعبو ريال مدريد جميعاً بدون استثناء، انظروا إلى جاريث بيل وكم الانتقادات الشرسة التي تعرض لها خلال موسمه الثاني مع اللوس بلانكوس، رغم تقديمه لموسم أول جيد وتسجيله في نهائيي كأس ملك إسبانيا، هدف من مجهود فردي مذهل، ودوري الأبطال، هدف الحسم.

حتى كريستيانو رونالدو نجم الفريق الأول والذي يسجل ذلك الكم الغزير من الأهداف للفريق كل موسم لم يسلم من الانتقادات، حتى أنه خرج عن شعوره في إحدى المباريات وقام بسب الجماهير .. هل هذا معقول يا سادة؟!.

ولا يمكن أن تمر طريقة خروج إيكر كاسياس أسطورة الحراسة الإسبانية من ريال مدريد مرور الكرام، فليس معنى تراجع مستوى "القديس" مع نادي العاصمة الإسبانية في المواسم القليلة الماضية أن يخرج بتلك الطريقة المهينة .. أرجوك لا تقل لي: لقد أقام فلورنتينو بيريز تكريماً له في سانتياجو بيرنابيو قبل رحيله، لأنك تعلم قبل مني أن ذلك جاء بعد الضغوط والانتقادات التي تلقاها فلورنتينو لطريقة خروج كاسياس المهينة.

طريقة خروج كاسياس من مدريد لم تكن مقبولة ولم تكن من الأساس متوقعة أبداً أو مستحقة نتيجة لسنين الكفاح والعرق والإخلاص والتفاني التي قضاها كاسياس بين جدارن النادي.

انخفاض مستوى كاسياس لم يكن مبرراً أبداً لفلورنتينو بيريز لدفع القائد والكابتن دفعاً خارج ريال مدريد بهذه الطريقة من أجل جلب دي خيا، فإذا أراد فلورنتينو ذلك، فكان يجب أن يتم بصورة محترمة ولائقة بكل من ريال مدريد وإيكر كاسياس. عندما يودع ريال مدريد قائده، فيجب أن يكون باحتفالية كبيرة وتكريم خاص واستثنائي كفيل بأن يجعل كاسياس يخرج مرفوع الرأس، راضياً وسعيداً وفخوراً للانتماء والدفاع عن ألوان الميرينجي طيلة كل هذه السنوات.

إقرأ أيضاً: دي ماريا إلى باريس سان جيرمان خلال الساعات القادمة