اللياقة البدنية أحرجت أنشيلوتي “الأب” وجماهير البرنابيو ضد الريال

احمد الملاح 19:22 17/03/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كارلو أنشيلوتي ولاعبو ريال مدريد

    لا يختلف اثنان حول تراجع أداء ونتائج ريال مدريد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فالفريق الذي لا يقهر وهو وصف اطلق على النادي الملكي في العام المنصرم، أصبح لا يرعب المنافسين سواء على صعيد المنافسات المحلية أو الأوروبية.

    خسارتين متتاليتين أمام أتلتيك بيلباو وشالكه دقا ناقوس الخطر في البيت المدريدي بخصوص تضاؤل فرصة الاحتفاظ بكأس الأذنين والتتويج باللقب المحلي للمرة 33 في وقت يصعب فيه التعويض.

    ونسلط الضوء في هذا التقرير الخاص من صحيفة سبورت 360 على خمس محاور استحوذت على اهتمام جماهير ريال مدريد ووسائل الإعلام في الأونة الأخيرة:

    اللياقة البدنية سبب رئيسي في التقهقر

    تراجع الأداء البدني عند كافة لاعبي ريال مدريد مع بداية العام الجديد، ومن الطبيعي حدوث ذلك مع فريق قدم مجهود هائل في الموسم الماضي حتى توج بلقب دوري أبطال أوروبا فضلاً عن مشاركة عدد كبير من نجومه في مونديال البرازيل إلى جانب خوض منافسات كأس العالم للأندية في المغرب ومباراة ودية جمعت الريال مع ميلان في دبي.

    كارلو أنشيلوتي لم يحسن التعامل مع هذه المشكلة وأصر على الزج بنجوم الصف الأول “المرهقين” في أغلب المباريات خاصة تلك المحسومة على الورق ورفض فكرة المداورة بين اللاعبين.

    كان أمام أنشيلوتي فرصة لإراحة بعض من لاعبيه أو خفض عدد دقائق مشاركتهم خلال الفترة الممتدة بين شهري يناير وفبراير قبل بدء مرحلة الحسم الحالية. لكنه أرهق نجومه خاصة اللاعب المتوج بكأس العالم “توني كروس” الذي لعب 41 مباراة حتى الآن فضلاً عن المباريات الودية واللقاءات الدولية مع ألمانيا الأمر الذي تسبب في تراجع مستواه بشكل واضح خلال المباريات الأخيرة.

    المدافع البرتغالي بيبي اعترف مؤخراً أن أنشيلوتي يتبع أسلوب “التعذيب” في التدريبات من خلال استخدام الأثقال في الجري وهو ما لم يتبعه المدرب السابق جوزيه مورينيو حسب قول اللاعب. علماً أن هذا النوع من التدريبات يطبق عادة قبل بدء الموسم أو في مراحله الأولى لأنه يستنزف طاقة كبيرة من جسم الرياضي وقد يتسبب باجهاد عضلي (الإصابة) مع أي احتكاك بسيط على أرض الملعب.

    من سوء حظ أنشيلوتي أن بعد أيام هناك توقف دولي وهو من شأنه أن يزيد الإرهاق والتعب على لاعبي ريال مدريد وهي نقطة ربما لم يأخذها المدرب الإيطالي بعين الاعتبار.

    رونالدو وبيل وبنزيما

    الجماهير المدريدية “قاسية”

    تكررت صافرات الاستهجان والهتافات المسيئة ضد اللاعبين من قبل جماهير الريال بعد كل سقوط حتى أن هذه التصرفات تحدث أحياناً قبل بدء المباراة أو خلالها الأمر الذي يزيد من الضغوط على كاهل الفريق، ولعل طريقة احتفال جاريث بيل بهدفه الأول في شباك ليفانتي بوضع يديه على أذنيه دليل على استياء لاعبي الميرنجي من تصرفات جماهيرهم.

    من المعروف أن الجماهير تلعب دوراً كبيراً في نتائج فرقها لكن أنصار اللون الأبيض ينحرفون عن هذا المسار بمهاجمتهم اللاعبين تعبيراً عن غضبهم من النتيجة أو الأداء، على عكس جماهير بوروسيا دورتموند مثلاً إذ بقيت خلف فريقها في الضراء هذا الموسم عندما كان الفريق يواجه شبح الهبوط ولعلها كانت سبب رئيسي في عودته إلى المسار الصحيح بعد ذلك.

    لابد من الجماهير المدريدية أن تبتعد عن معاقبة فريقها بهذه الطريقة التي تسهل من خلالها اصطياده في الماء العكر سواء من قبل الصحافة أو الأندية الآخرى فالاستقرار والتماسك ضروريان لاستعادة التفوق.

    جماهير ريال مدريد

    الثقة في أنشيلوتي يجب أن تتجدد لهذا السبب؟

    اتخذ رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز خطوة ممتازة عقب الخسارة أمام شالكه بعد أن عقد مؤتمر صحفي ليؤكد دعمه المطلق لمدرب فريقه “أنشيلوتي” وتمسك بخدماته وسط تقارير تنفرد بها الصحافة الإسبانية حول إمكانية رحيل الإيطالي فور نهاية الموسم.

    فلورنتينو بيريز” لدينا الثقة الكاملة في مدربنا ولاعبينا، أيا كان ما سيحدث في الأسابيع المقبلة سيبقى أنشيلوتي مدرب ريال مدريد”.

    بغض النظر عن الأخطاء التكتيكية أو الفنية الذي يكون قد ارتكبها أنشيلوتي خلال فترة تواجده مع الريال، غير أنه أعاد أجواء الاستقرار في البيت المدريدي التي فُقدت إبَّان حقبة جوزيه مورينيو ومن الضروري الحفاظ على هذه النقطة الإيجابية التي قد تزول في حال رحيل أنشيلوتي عن الفريق.

    العلاقة بين أنشيلوتي واللاعبين أشبه بالصداقة على الرغم من فارق السن بينهم أو كمعاملة الأب لابنائه، وهذا ما لا نراه في أغلب الفرق حيث أن الجدية بين المدرب ولاعبيه هي السَمّة المطلقة، وهو ما أدى إلى وصف أنشيلوتي من قبل وسائل الإعلام بـ”المدرب المتراخي أو المتساهل” الأمر الذي نفاه صاحب الـ55 عاماً قائلاً” العلاقة القوية مع اللاعبين هي الأكثر أهمية، يمكنك أن تصفها بالصداقة، لكنها ببساطة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، على الرغم من أنني أحب الضحك والمزاح معهم”.

    الريال سواء فاز بلقبي الدوري الإسباني ودوري الأبطال هذا الموسم أو خسرهما لا يجب التفريط بكارلو، الفريق إلى حد كبير متكامل – مزيج من لاعبي الخبرة والشباب – مع بعض التغييرات والتعزيزات التي يحتاج إليها، في المقابل ليس من السهل جلب مدرب جديد بعقلية جديدة إلى فريق بحجم ريال مدريد… بمجرد فوز أنشيلوتي بلقب دوري أبطال أوروبا بعد غيابه عن خزائن النادي الملكي منذ 12 عاماً وفشل في تحقيقه 10 مدربين خلال هذه الفترة فإن أنشيلوتي يستحق البقاء على رأس عمله لأطول فترة ممكنة تقديراً له على هذا الانجاز فبيريز نفسه قال أنه يريد أن يجعل من أنشيلوتي “فيرجسون مدريد”.

    أنشيلوتي وفلورنتينو بيريز

    رونالدو لن يبقى خارق طوال الموسم فهناك ميسي

    تراجع أداء كريستيانو رونالدو بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية مطلع العام، تحديداً من ناحية تسجيل الأهداف خاصة عندما نقارن مستوى البرتغالي بفترته الذهبية بين شهري أغسطس وديسمبر الماضيين نجد أنه سجل خلالها 32 هدفاً في 25 لقاء أي بمعدل 1.2 هدف في كل مباراة وكان يغرد خارج السرب في صدارة هدافي الليجا بفارق 9 أهداف عن مطارده وغريمه ليونيل ميسي.

    لكن مع بداية 2015 تراجع المعدل التهديفي لرونالدو إلى 0.6 هدف في المباراة الواحدة مما أدى إلى خسارته صدارة هدافي الدوري الإسباني لصالح ميسي الذي بدوره قدم أداء مميز معوضاً بدايته السيئة.

    سر تراجع رونالدو قد تتفق عليه أغلب الأقلام الصحفية والخبراء المحللين من شتى المنابت والاصول، ألا وهو المشاكل التي تعرض لها اللاعب خارج المستطيل الأخضر (التركيز الذهني) لعل أبرزها انفصاله عن عارضة الأزياء الروسية إيرينا شايك بعد علاقة دامت خمس سنوات، حيث ظهر هذا الشيء على تصرفاته في الميدان كانفعاله السريع واعتراضه على قرارات الحكام وهو ما تسبب بطرده أمام قرطبة عقب اعتدائه على “إديمار”.

    هناك أسباب آخرى أيضاً، من بينها انخفاض مردوده البدني وعودة مشاكل الركبة فضلاً عن تذبذب منظومة BBC مجتمعة لأن بطبيعة الحال اليد الواحدة لا تصفق.

    مواصلة تسجيل هدفين أو ثلاث في كل مباراة ليس بالأمر العادي ولا يوجد أي رياضي يبقى محافظاً على مستواه – الوصول إلى حد الكمال – حتى لو كان الأفضل في لعبته ورونالدو ليس استثناء، لكن صاحب الـ30 عاماً سبب رئيسي في وضع نفسه تحت الضغوطات من خلال التذمر بعد كل فرصة يهدرها أو انفعاله الزائد على زملائه حتى وصل الأمر إلى قيامه بشتم جماهيره وهذا ما شاهدناه في المباراة الأخيرة أمام ليفانتي الذي فشل فيها رونالدو من التسجيل، فأفضل لاعب في العالم شعر أن ميسي سحب بساط التفوق من تحته وأصبح يتخبط في تصرفاته.

    رونالدو وميسي

    عودة المنقذان

    تشكل عودة سيرجيو راموس ولوكا مودريتش طوق النجاة لريال مدريد قبل لقاء الكلاسيكو الذي سيحدد معالم الصراع على لقب الليجا فيما تبقى من جولات، حيث كان واضح تأثر الريال بغياب هذين النجمين.

    على صعيد خط الدفاع فإن الفرنسي رافائيل فاران لم يحسن ملء الفراغ الذي تركه راموس، حيث ظهر للعيان سوء التفاهم بينه وبين زميله في قلب الدفاع بيبي إلى جانب ارتكابه هفوات ساذجة في بعض المباريات الناجمة عن قلة التركيز.

    استعادة أنشيلوتي لخدمات راموس “الخبير” يمنح الفريق ثقة أكبر بما أن اللاعب يمتلك الروح القيادية على أرض الملعب فضلاً عن تفاهمه الكبير مع بيبي وظهوره في الأوقات المناسبة لانقاذ فريقه برأسه الذي يجيد طريق مرمى الخصوم.

    رغم أن راموس يتعرض بين الفينة والأخرى لانتقادات اسوة بزملائه، غير أنه كان اللاعب الأهم الذي فقدهم ريال مدريد من بين لاعبيه المصابين، بما أن نسبة فوز ريال مدريد في حضور سيرجيو تبلغ 82.1% وفي حال غيابه والزج بفاران بديلاً له فإن نسبة الانتصار تنخفض إلى 76%.

    قد يخالفني البعض لأنني أوصف راموس “بالغياب الأهم” متجاهلاً مودريتش. قيمة الكرواتي لا أحد يستطيع أن يشكك بها فغيابه هو الآخر شكل ضربة موجعة لبطل أوروبا منذ نوفمبر الماضي، لكن في ذلك الوقت كان ريال مدريد في أحسن أحواله من حيث جاهزية اللاعبين ورغبتهم في اكتساح كل من يعترض طريقهم فالمهام الذي كان يقوم بها مودريتش تكفل بها باقي اللاعبين، لكن مع تراجع أداء الفريق أصبح من الضروري أن يعود “المايسترو” ليحمل عصاه من جديد ويوجه العازفين لعزف مقطوعة “التفوق والابداع”.

    مودريتش وراموس