كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد

من الطبيعي والصحي وجود اختلاف في وجهات النظر ومن البديهي أن لا يتفق جميع البشر على رأي واحد سواء كان ذلك في عالم الرياضة أو السياسة أو الأفكار الدينية. لكن في بعض الأحيان تنتشر مقولة أو فكرة خاطئة لدرجة الاستفزاز، حينها لا نعلم هل ما يقتنع به شريحة واسعة من البشر صحيح أم خاطئ.

في أغلوطة نسلط الضوء على فكرة معينة أو ظاهرة أو مقولة تفشت في المجتمع الرياضي العربي أو العالمي لنتبين من مدى صحتها.

أنشيلوتي مدرب فاشل!

ليس غريب أن يتعرض كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الاسباني للانتقاد والسخرية بعد سقوط فريقه بشكل مخزي في عام 2015 لدرجة جعلته يتلقى خمس هزائم في ظرف شهرين تقريباً. الايطالي يتحمل جزء كبير من مسؤولية تراجع مستوى فريقه بدءً من سوق الانتقالات الشتوية الذي فشل في استغلاله رغم معرفته بحجم الارهاق الذي نال من لاعبيه، انتهاءً بإصراره على عدم منح بعض اللاعبين قسط من الراحة رغم حاجتهم لها ناهيك عن اشراك مهاجمين ليسوا في قمة مستواهم وعدم منح فرصة للشاب خيسي.

خيسي رودريجيز نجم ريال مدريد

أنشيلوتي أخطأ وهذه حقيقة، لكن الكذبة تكمن في القول أنه مدربه فاشل، ضعيف الشخصية، لا يمتلك أي أفكار تكتيكية. هذه الصفات انتشرت بين جماهير ريال مدريد وحتى جماهير الأندية الأخرى بشكل غريب.

من السخيف جداً اطلاق لقب فاشل على شخص تاريخه يشهد له بالنجاح المستمر، ربما نقول أنه فشل في هذه المرحلة الزمنية المؤقتة، أو فريقه تعرض للفشل في هذه المرحلة، لكن الفشل المطلق أمر لا يمكن القبول به.

أنشيلوتي هو أحد مدربان (إلى جانب بوب بايسلي) استطاعا انتزاع لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في مسيرتهم الاحترافية. هذا الانجاز لم يحققه أي مدرب آخر والأقرب إلى معادلته هم الثنائي الشهير جوزيه مورينيو وجوسيب جوارديولا (لقبين لكل منهما).

إقرأ أيضاً: أنشيلوتي يحدد من سيتولى حراسة مرمى الريال في الكلاسيكو

وإقرأ أيضاً: أنشيلوتي يفكر بمفاجأة تكتيكية في الكلاسيكو

كارلو أنشيلوتي يرفع كأس دوري أبطال أوروبا

كما أن الايطالي استطاع حصد لقب الدوري الايطالي والدوري الإنجليزي والدوري الفرنسي، أما القول أنه مدرب لا يجيد بناء الفرق فهذه مقولة سخيفة أخرى فميلان العظيم (2003-2007) صنعه أنشيلوتي من الألف إلى الياء. كذلك الأمر في باريس سان جيرمان الذي يعتبر من أقوى فرق أوروبا في الوقت الحالي.

أنشيلوتي ليس بحاجة لشهادة من أحد لكي يؤكد نجاحه، لكن المشكلة تكمن في جماهير ريال مدريد العربية التي تطالب دائماً بإقالة المدرب من منصبه قبيل أن يستلم مهامه!

أما بخصوص ضعفه التكتيكي فربما لم يرى من ينعت الايطالي بهذه الصفة ما الذي فعله الموسم الماضي، أنشيلوتي طبق أسلوبين تكتيكين مختلفين عن الآخر خلال موسم واحد، الأول الاستحواذ على الكرة والاعتماد على التمريرات القصيرة المباشرة، والثاني أسلوب الهجمة الايطالية المرتدة، أسلوبين مختلفين طبقهما ريال مدريد بمرونة بناءً على ما يقدمه الخصم على أرض الملعب، فاستحق من خلال ذلك نيل دوري أبطال أوروبا.

على أية حال مهنة التدريب يبدو أنها سهلة للغاية وأي شخص يستطيع النجاح خلالها ما دام حامل الرقم القياسي في دوري الأبطال يعد مدرب فاشل أو ضعيف!