NBA .. كيف تغيرت اللعبة خلال العقدين الماضيين؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليث ملحس – تغيرت كرة السلة الأمريكية بشكل كبير عبر السنين وأصبحت اللعبة مختلفة تماماً عما كانت عليه في التسعينيات وفي بداية الألفية الجديدة. أصبحت طريقة التدريب واللعب مختلفة، ويعتبر الرياضيين الجدد في كرة السلة الأمريكية على النقيض التام للاعبي الماضي.

    دائماً ما اعتمدت كرة السلة الأمريكية على قوة النجوم الذين استقطبوا ملايين الجماهير والمعجبين حول العالم. ورغم شعبية الدوري، هناك مشاكل أساسية تؤثر سلبياً على لعبة كرة السلة في أمريكا.

    الرميات الثلاثية

    كانت النقاط الثلاث وسيلة رائعة لتقليص الفارق ومعادلة النتيجة في كرة السلة الأمريكية خلال العقد الماضي، لكن لم يسبق أن تمت إساءة استخدامها لهذه الدرجة التي تحدث الآن. أصبح هناك المزيد من اللاعبين الذين يبقون خلف القوس في اللعبة اليوم، وقد يكون ذلك رائعاً بالنسبة لفرق مثل جولدن ستيت ووريارز لأنهم لديهم اثنين من اللاعبين الممتازين في تصويب الرميات الثلاثية، لكن عندما تشاهد الفرق الأخرى تحاول باستمرار الاعتماد على الثلاثيات في الميدان، فإن ذلك يبدو مفرطاً.

    بلغ معدل محاولات نادي هيوستن روكيتس 51.0 رمية ثلاثية لكل مباراة خلال المباريات الثلاث السابقة هذا الموسم، ومعدل 40.4 محاولة لكل مباراة على مدار الموسم. ويبلغ متوسط المحاولات للفرق هذا الموسم 26.7 لكل مباراة، فيما بلغ متوسط الرميات الثلاثية الناجحة 9.7 لكل مباراة.

    سيكون هناك خبراء يدعون بأن اللاعبين يتطورون ليصبحوا أفضل في التصويب ورمي الثلاثيات ولهذا يجربون التصويب من مناطق أبعد حالياً أكثر من العقود الأخيرة. لكن اللعبة أصبحت نوعاً ما فائضة بالرميات الثلاثية والدنك dunk.

    انتقد تشارلز باركلي، وهو واحد من نجوم قاعة المشاهير في كرة السلة الأمريكية، هذا الأسلوب الهجومي، حيث أشار إلى أن الفرق لا يمكنها الاعتماد حصراً على الرميات من خارج القوس، لا بد من الاعتماد على اللعب تحت السلة وأن تكون الرميات الثلاثية مكملة لذلك.

    حتى أفضل رامٍ في الدوري يعيش كبوة حادة، فقد سجل ستيفين كيري لاعب جولدن ستيت ووريارز رقماً استثنائياً في عدد الرميات الثلاثية غير الناجحة فقد بلغت 0-11 ضد نادي فيلادلفيا فكانت ليلة للنسيان في 28 فبراير الماضي.

    لا شك في أن الرميات الثلاثية مهمة، لكنها ينبغي ألا تكون المصدر الأساسي للهجوم وتسجيل النقاط. سيعطي تحول اللعب من الداخل إلى الخارج اللاعبين المختصين بالرميات الثلاثية الكثير من المحاولات خلال المباراة. سيستمر اندثار واختفاء الكثير من مهارات كرة السلة إذا واصل هذا التوجه هيمنته على لعبة كرة السلة الأمريكية.

    دفاع المنطقة

    قد لا تتذكر الجماهير الشابة أسلوب الدفاع الذي كان سائداً خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية، لكن ذلك ليس عذراً، فالمتابع الحقيقي للعبة ينبغي عليه أن يعود إلى الماضي ويشاهد كيف اختلفت هذه اللعبة من زمن لآخر.

    باستطاعة معظم جماهير كرة السلة الأمريكية تذكر الفترة التي كان فيها لاعبي الارتكاز والمهاجمين ذوي البنية القوية يشكلون مصدراً للخطورة من خلال اللعب حول المنطقة المرسومة. كان الجانب البدني في الدفاع شيئاً أساسياً في كرة السلة، وكان المدافعون يدفعون “ثمناً” في طريقهم إلى السلة. اقترن الحجز أو الوقوف في طريق المدافعين بالاندفاع للوقوف في مكان مناسب، فكان للمدافعين القدرة على إنجاح الهجوم في الحصول على كل نقطة.

    كان ظهور دفاع المنطقة مؤذٍ جداً للمهارات الدفاعية الفردية. ببساطة، يخفي دفاع المنطقة اللاعبين الذين لا يستطيعون الدفاع جيداً، بينما يعتبر دفاع رجل لرجل استراتيجية تظهر مدى جودة وقدرة للاعب على التغطية على خصمه.

    يحتسب الحكام أخطاء كثيرة ويعتبر اللمس البسيط خشونة، فالقوانين أصلاً مفصلة لمنح المهاجمين مزيداً من المرونة. حتى استخدام الأيدي أصبح خارج اللعبة الآن، وبالكاد يستطيع المدافع أن يلمس اللاعبين اليوم دون احتساب خطأ عليه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنجوم البارزين.

    اللعب تحت السلة

    اللعب تحت السلة غير موجود عملياً في كرة السلة الأمريكية اليوم. يتطور العديد من لاعبي الارتكاز والمهاجمين ذوي البنية القوية باستخدام مهارات اللعب تحت السلة. دعنا لا ننسى الفترة التي كان فيها شاكيل أونيل مسيطراً على الدوري من مركزه كلاعب ارتكاز، إنها الفترة التي كان فيها تيم دنكان يستخدم مهارته في اللعب تحت السلة وأساسيات الهيمنة على مركز المهاجم قوي البنية.

    ابتكر كيفين جارنت تسديدة الـ15 قدماً التي استخدمها في اللعب تحت السلة. أما اليوم فإن لاعبي الارتكاز والمهاجمين ذوي البنية القوية يعتمدون أكثر على اللياقة البدنية، حيث يوسعون رقعة اللعب ويعتمدون على التصويب من مسافات متوسطة ويوصفون بالمهاجمين الموسعين لرقعة اللعب.

    يبدو أن كرة السلة تتطور لتصبح من خارج القوس، حيث تدفع بجيل من اللاعبين نحو التركيز على نسب التسديد وتحليلاته. ما يزال هناك لاعبان يلعبان حول وتحت السلة وهما ديماركوس كوزنز وأنتوني ديفيز. هناك لاعب ارتكاز آخر يلعب تحت السلة لتسجيل عدد كبير من النقاط وهو اندري دروموند.

    لا شك في أن التوازن الجيد بين الأسلوبين من شأنه أن يكون مفيداً لكرة السلة. سيأتي لاعبون إلى الدوري باستطاعتهم توسيع رقعة اللعب والتسديد من بعيد، لكن ينبغي على لاعبي الارتكاز العودة إلى التحكم باللعب تحت السلة هجومياً ودفاعياً.

    التحكيم

    يتعرض حكام كرة السلة الأمريكية لانتقادات المدربين واللاعبين باستمرار في الكثير من الأمور. فقدت اللعبة جزءاً من تميزها عندما يتعلق الأمر بالشغف والحماسة، حيث يتم اتخاذ الإجراءات الفورية بحق اللاعبين الذين يظهرون عاطفتهم أو يعبرون عن مشاعرهم. وسيؤدي اللعب البدني إلى الكثير من الصافرات في كرة السلة الأمريكية اليوم، والخطأ الذي كان نادراً ما يحتسب في الماضي أصبح اليوم يعتبر خطأ فادحاً.

    تعرض ستيف كير، مدرب جولدن ستيت ووريارز، للطرد هذا الموسم بعد جداله مع الحكام، وكان كير في كلتا الحادثتين ساخطاً على القرارات وأظهر غضبه للحكام. غالباً ما يتنازع المدربين والتحكيم على الأخطاء التي لا ينتبه لها الحكام والأخطاء غير الضرورية التي يحتسبونها دون داعي، كما يواجه المدافعون أيضاً صعوبة في تجنب الأخطاء التي يحتسبها الحكام والتي تؤدي في الغالب إلى حرمانهم من اللعب بقتالية.

    الارتماء

    الارتماء هو عندما يتظاهر اللاعب بتعرضه للاعتداء من أجل التسبب باحتساب خطأ على الخصم. وحتى بعد أن بدأت رابطة كرة السلة الأمريكية بمعاقبة الارتماء والتمثيل، فإن ذلك ما يزال يحدث اليوم، حيث يحاول بعض اللاعبين إقناع الحكام بوجود خطأ ارتكب ضدهم.

    يتسبب الارتماء بازدراء اللعبة التي نعشقها ونتابعها جميعنا. تم وضع القواعد والقوانين للحد من هذه الظاهرة وتعطي الحكم الحق في التقدير ليقرر ما إذا كان اللاعب يمثل أم لا.

    الفرق العملاقة

    تتشكل الفرق العملاقة عندما ينضم عدد من النجوم البارزين معاً لفريق واحد لتحقيق لقب البطولة. قد تكون الفرق العملاقة إضافة رائعة للعبة وتكون مفيدة للأندية التي تحصل على النجوم، لكن لها تأثير سلبي على بقية الفرق في الدوري. وعبر تاريخ كرة السلة الأمريكية، دائماً ما كانت هناك فرق عملاقة تتنافس عادة على البطولات والألقاب. من المستحيل أن يتم توزيع ونشر المواهب بالتساوي لجعل الفرق الـ32 منافسة، لكن مع ذلك، فقد كان ما يزال هناك عنصراً للمقاومة ضد الفرق الكبرى خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية.

    خلال المواسم الثلاث الماضية، يسيطر فريقا جولدن ستيت ووريارز وكليفلاند كافالييرز على دوري السلة الأمريكي. أما القصة الوحيدة التي كانت مثيرة للاهتمام بعيداً عن هاذان الفريقان هي ما إذا كان باستطاعة أوكلاهوما سيتي ثاندر الظفر باللقب رفقة راسل ويسبروك وكيفين دورانت.

    انتهت تلك الحكاية بانتقال كيفين دورانت إلى جولدن ستيت ووريارز خلال فترة توقف الموسم. شكل ذلك الانتقال غير المسبوق صدمة لعالم السلة الأمريكية. ذهب دورانت إلى الفريق الأفضل في النصف الغربي الذي خسر النهائي بصعوبة.

    حدث الأمر ذاته لكليفلاند كافالييرز مع ليبرون جيمس وكيفين لوف اللذان انضما إلى كيري ايرفينغ الذي كان موهبة صاعدة في ذلك الوقت ووقع مع كالفالييرز عام 2011. وتحتكر فرق الشمال في الجانب الشرقي القوة، حيث يعتبر فريقا بوسطن سيتليكس وتورونتو رابترز الوحيدان القادران على تشكيل خطورة على فريق كافالييرز.

    يعتبر الجانب الغربي متشابهاً إلى حد كبير من هذه الناحية، حيث يتسيد جولدن ستيت ووريارز جدول الترتيب دون منافسة تذكر من جانب سان أنطونيو سبيرز وهيوستن روكيتس. يمتلك لوس أنجلوس كليبرز عدداً من المواهب، لكن لا يبدو أنه قادر على تحقيق النتائج المرجوة في الأدوار النهائية بقيادة المدرب دوك ريفرز ولاعبه كريس باول الذي يعاني من الإصابات.

    في المحصلة، يحتاج الدوري إلى المزيد من العمل لتصبح كرة السلة أكثر إثارة ومتعة. من المؤذي لكرة السلة الأمريكية أن تنحصر المنافسة على اللقب بين أربعة فرق فيما تقبع بقية الفرق في المؤخرة.

    دوري السلة الأمريكي منتج عالمي ويتطور باستمرار وستشهد كل حقبة زمنية أسلوباً مختلفاً لهذه اللعبة. بناء على ذلك، قد لا تلاحظ الجماهير التي لم تشاهد لاعبي وفرق العقد أو العقدين الأخيرين مدى تغير كرة السلة في الآونة الأخيرة. هل يتجه تطور اللعبة إلى جودة أعلى في كرة السلة؟ أميل إلى التفكير في اتجاه آخر.