مقاتل عظيم، ضرباته محكمة وأرقام ثروته وحدها تسبب الدوار لكل من يسمعها سواء بسواء مع لكماته، يبدو متواضعا، ولكن من الإنصاف أن نقول إن هذا ليس تصرفه الطبيعي، العالم يترقب مواجهته ضد الفلبيني ماني باكياو في قاعة المشاهير "إم.جي.إم" في لاس فيجاس فجر الأحد المقبل، في مباراة وُصفت بأنها "نزال القرن".
صوته منخفض، موزون، ويفكر بعمق، وهذه هي خطة لعبه على حلبة الملاكمة، لم يخسر في 47 لقاء وحاصل على 10 ألقاب عالمية في 5 أوزان مختلفة إلا أن ماله هو ما يشتهر به!، حتى أنه ملقب بآلة المال، وتوقعات بوصول ثروته إلى 600 مليون دولار بعد مباراته التاريخية ضد باكياو.
وعن نزال القرن، قال مايويذر خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق الحدث الكبير: إن المواجهة بيني وبين باكيو ليست صراع بين الخير والشر!
وتلك المواجهة ستكون مرتقبة من الجميع فالأمريكي قدّم لعالم الملاكمة الكثير واستحق عن جدارة لقب الأسطورة في تلك الرياضة العنيفة، فهو يتميز بخطوات محسوبة ومواجهات متدرجة أوصلته للقمة، كما أنه محبوب من الجمهور الذي يطلق عليه "الولد الجميل".
أما باكياو فقال خلال المؤتمر الصحفي إنه يريد فقط أن يكون مثال جيد ويقدم مباراة رائعة مع مايويذر.
وظهر مايويذر خلال المؤتمر عصبيًا إلا أنه بدأ حديثه بشكر الله، وهو ما بدا للمراقبين بأنه مشهد تمثيل روحاني أمام الجمهور، خاصة أنه معروف عنه حبه للمال أكثر من الإيمان بالمعتقدات الدينية.
ويقول خبراء الملاكمة أن نتيجة اللقاء تبدو محسومة لفلويد، والذي جمع قبل خمس سنوات مبلغ خمسين مليون دولار، والآن تبدو القيمة أربعة أضعاف مما كانت عليه، حيث من المتوقع أن يجني 200 مليون دولار بعد مواجهة باكياو.
ووفقا للعديد من وسائل الإعلام فلم يعد فلويد بحاجة للمال بعد أن بات من كبار الأثرياء بفعل الأموال التي جناها من مكاسبه في حلبات الملاكمة.
ويتمتع مايويذر بشعبية كبيرة جدا، حتى أن حادثة الحلاق في مدينة بريكستون البريطانية العام الماضي كانت محط أنظار واهتمام وسائل الإعلام، حيث قابل هناك امرأة لا تعرفه، وقالت إن آخر ملاكم تعرفه هو مايك تايسون، وكان هذا أمرا غريبا نظرا لشهرته الكبيرة.
ولكن في الواقع يكفي كتابة اسم مايويذر على موقع جوجل لتعرف أنه حصل على 10 ألقاب عالمية وبطولة العالم سبع مرات في خمسة أوزان مختلفة وحاز على جائزة "أفضل ملاكم للسنة" في عامي 1998 و2007 ولم يُهزم في أي نزال خلال مسيرته الاحترافية التي تضمنت 47 نزالاً حسم منها 26 بالضربة القاضية.
ويوضح مشهد الحلاق الأخير مدى الشعبية والشهرة التي حصل عليها النجم الأمريكي، الذي يعتبر حاليًا من أثرى أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية بعد بيل جيتس، وشاكيل أونيل أسطورة كرة السلة والذي تقدر ثروته بـ 300 مليون دولار.
ويقول مايويذر عن ثروته: أنا أعيش في جبال الألب بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ومنزلي يتكلف الملايين من الدولارات، وجيراني من مشاهير العالم في كل المجالات الفنية والرياضية، وهو ما يكلفني الكثير من المال.
ويحمل مايويذر خلال اللقاء شعار شركة TMT، بينما يحمل باكياو شعار شركة نايك، وهو ما يجعل الأرقام التي يقدرها الخبراء لتكون أرباح اللقاء طبيعية خاصة مع بيع كل تذاكر اللقاء.
الغريب أن الملاكم الأمريكي رغم تلك الثروات الطائلة إلا أنه قضى بعض الفترات من حياته في السجن بسبب اتهامه في أكثر من مرة بالاعتداء على النساء وهم صديقاته السابقات خلال أعوام 2001، 2003، 2010 ، حتى أنه كان معرضا لحظر ممارسة الرياضة طيلة حياته، وامضى 90 يوما في السجن عام 2012 بعد اتهامه بالعنف الزوجي.
ورغم اداءه العالي وبطولاته الكثيرة إلا أن ماضيه في الاعتداء الجنسي وعلى الفتيات، بالإضافة إلى غطرسته وغروره التي يعلمها الجميع، كل ذلك لا يجعله لقب الأفضل على الإطلاق، إلا أنه نموذج يحتذى به إذا كان الموضوع يتعلق بالملاكمة فقط.
