فريق أوروبي كبير يعاني ويعيش فترة صعبة سواء رياضياً أو مالياً، هو اي سي ميلان الإيطالي النادي الأكثر تتويجاً بالبطولات القارية في أوروبا.

عاش الفريق اللومباردي فترة صعبة خلال الموسم الماضي سواء تحت قيادة ماسيمليانو إليجري المدرب الإيطالي المقال في منتصف الموسم أو رفقة خليفته سيدورف الذي واجه ذات المصير في نهاية الموسم، حيث خرج خالي الوفاض وكان بعيداً عن المنافسة أيضاً بإحتلاله المركز الثامن على مستوى الدوري الإيطالي لينحرم من المشاركة الأوروبية في الموسم الجديد والخروج من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد في ربع النهائي.

ومع نهاية الموسم بدأ النادي الملقب بـ"الروسونيري" بتدعيم صفوفه من أجل العودة إلى مكانه الطبيعي في الموسم الجديد حيث عين هداف الفريق ومدرب البريمافيرا السابق فيليبو إنزاجي وأبرام أربع صفقات بالتعاقد مع حارس المرمى إجاتزي وقلبي الدفاع اليكس وعادل رامي والمهاجم جيريمي مينيز.

لكن في ظل ذلك يوجد لدى إدارة النادي المتوج بسبع نسخ من مسابقة دوري أبطال أوروبا الكثير من الأسئلة، سنقوم بعرضها من خلال هذا التقرير:

1-  اين العودة إلى فترة الثمانينات يا بيرلسكوني

بعد الموسم الفاشل الذي قدمه ميلان في العام الماضي، خرج بيرلسكوني بتصريحات قوية أكد فيها بأنه يريد إعادة الروسونيري إلى العصر الذهبي كما كان في فترة الثمانينات مسيطراً على أوروبا والعودة إلى منصات التتويج من جديد.

لكن حتى الآن لم يظهر بيرلسكوني أي مبادرة حتى لإعادة الميلان إلى المنافسة كأثر تقدير، فلم يبرم سوى صفقات لاعبين منتهية صلاحيتهم أو ضائعين في أنديتهم.

2- "صلحة جالياني وباربرا" لم تغير شيئاً 
لقد شهد الموسم الماضي توتر في البيت الميلان ليس فقط على المستوى الرياضي بل داخل الإدارة أيضاً حيث رأينا كيف كان الوضع سيئاً بين ثنائي الإدارة أدريانو جالياني وإبنة بيرلسكوني باربرا قبل أن يتدخل رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق بتقسيم المهام.

لكن هذا الأصلاح لم نرى فائدة له لأن المشاكل الأساسية كانت بسبب عقلية جالياني في سوق الإنتقالات وكانت باربرا ترغب بتغيير ذلك الأسلوب والذي لم يتغير.

3- لماذا المواصلة بإبعاد الأسطورة باولو

لاعب أسمه باولو مالديني ليس بحاجة للتعريف به لجماهير كرة القدم بشكل عام وعشاق الميلان بشكلٍ خاص، فلماذا لا يتم الإستعانة به في منصب إدارة كما فعل ريال مدريد مع زين الدين زيدان مما جعل اللاعبين الحاليين يتمنون الإنضمام إلى ملعب سانتياجو برنابيو بسبب تواجد الأسطورة الفرنسية.

قد تكون تجربة باولو في مناصب الإدارة ضعيفة لكنه يعتبر من بين أعظم من حمل شارة القيادة في التاريخ وسوف يعمل تواجده كميغناطيس لجذب اللاعبين إلى صفوف الفريق.

4- مشروع الشباب بحاجة لتواجد قائد 
أعربت الإدارة في الميلان عن إعجابها بمشروع الشباب في الفريق وبدأت لكن بشكلٍ غير كامل وقامت بترفيع العديد من اللاعبين من فريق البريمافيرا.

لكن أين ذلك المشروع من القائد المتواجد في الملعب الذي يستطيع توجيه اولئك اللاعبين الصغار كما فعل مورينيو عندما أتى بديديه دروجبا خلال الصيف الحالي وتواجد فيليب لام في بايرن ميونخ وايكر كاسياس في ريال مدريد.

هذا الشيء  الذي يؤكد بأن قرار تخلي الميلان عن البرازيلي ريكاردو كاكا كان خاطئاً، فـ"معشوق الجماهير" يعتبر اخر لاعبي الزمن الجميل في "سان سيرو" وأحد أفضل اللاعبين الذي مروا عليه عبر التاريخ.
5- لماذا إيتوروبي وتشيرشي وايو و حاتم بن عرفة وليس عادل تعرابت

قام ميلان خلال فترة الإنتقالات الشتوية الماضية بإبرام صفقة التعاقد مع النجم المشاكس عادل تعرابت على سبيل الإعارة من صفوف كوينز بارك رينجرز الإنجليزي حيث قام لاعب الوسط الهجومي بمخالفة التوقعات وقدم أداءاً مميزاً كأنه لم يجلس على مقاعد البدلاء في "كيو بي أر" لفترة طويلة.

لكن مع نهاية الموسم وعودة تعرابت من الإعارة إنتهت الأنباء التي تربطه بالإنتقال النهائي إلى الروسونيري كأن الأخير لم يستعيره ولم يرى إبداعه على أرض الملعب.

لكن المثير في الأمر أن الإدارة بدأت المفاوضات مع عدة لاعبين كإيتوروبي الذي رحل إلى روما مقابل 30 مليون يورو واليسيو تشيرشي الذي يبلغ سعره 20 مليون يورو ولاعبين غامضين كاندريه أيو وحاتم بن عرفة وترك تعرابت بعيداً رغم أن سعره في السوق لا يزيد عن 6-7 ملايين يورو.

6- "سوبر ماريو" ليس سوى "ميني ماريو"

تعتبر إدارة ميلان بأن المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي نجم الفريق الأول والذي يعتمد عليه لإعادة الفريق إلى الواجهة من جديد.
 لكن ألم يتم إدراك بأن اللاعب الملقب بـ"سوبر ماريو" لا يعتبر قائداً على أرض الملعب ويجب التعاقد مع نجم أكبر منه لإستلام هذه المهمة ومن ثم يصبح "ميني ماريو".

كل هذه المشاكل مستمرة حتى هذه اللحظة ورأيناها في الموسم الماضي وخلال فترة الإنتقالات الصيفية الحالي، وتستطيع إدارة النادي العريق تفاديها وإصلاحها خلال الفترة المقبلة إن أرادت ذلك.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك هنا