منذ اليوم الأول لتسلمه تدريب اليوفي وساري يتلقى من الانتقادات ما يتلقاه من جمهور السيدة العجوز الذي لم يوافق على أفكاره وطريقه لعبه وخسارته للقبي كأس السوبر سابقاً وكأس إيطاليا مؤخراً وتلقي مجموعة من الهزائم غير المقبولة بحسب وجهة نظر عشاق اليوفي. اليوم تغير الوضع تماماً بعد ثلاثة انتصارات متتالية وكمية كبيرة من الأهداف مع أداء كبير هجومياً من ديبالا ورونالدو وفوقها عدم تلقي سوى هدف واحد فقط والأهم الابتعاد في الصدارة بفارق سبع نقاط.
أوضاع اليوم لم تنقذ ساري ، وفي الحقيقة هو لم يكن معرضاً للإقالة _ على الأغلب لأنه ليس هناك مدرب غير معرض للإقالة في عالم كرة القدم _ رغم كل الضغوط التي تعرض لها سابقاً . والسبب أنه ليس مجرد مدرب جاء ليدرب اليوفنتوس في وقت ما بل هو جزء من رؤية واستشراف للمستقبل الذي اعتادت عائلة إنيلي القيام به منذ زمن طويل.
في الفيلم الجميل جداً ” فورد ضد فيراري ” من بطولة النجمين مات ديمون وكريستيان بيل والذي يتحدث عن محاولات شركة فورد للفوز في سباق الـ 24 ساعة أو “ le Mans 66 “
يفاوض إنزو فيراري في بداية الفيلم شركة فورد لبيع شركته لهم بعد أن عانى من صعوبات مادية كبيرة نتيجة سعيه الدائم نحو الوصول للسيارة المتكاملة .فيسأل مندوب فورد سؤالاً واضحاً : ” هل أنتم قادرون على منعي من التسابق في حال أردت ذلك ” فكان الجواب : ” نعم لكن هذا أمر مستبعد الحدوث ” فكان أن انفجر في وجه المندوب وطرده . وصلت هذه الأنباء لل ” أفوكاتو ” جياني فيراري عميد عائلة إنيلي ومالك فيات فقدم عرضاً بـ 18 مليون دولار (مبلغ هائل جداً في الستينيات) .
من وقتها عرفت عائلة إنيلي كيف تستشرف المستقبل وتقتنص الفرص والدليل وضعية فيراري اليوم سواء كصانع سيارات أو كفريق يتسابق في الفورمولا واحد وأيضاً وضعيتها كعلامة مسجلة للسيارات الخارقة والفارهة . أمر استمر عائلة إنيلي حتى أيامنا الحالية عندما قرروا المضي في مشروع الملعب رغم الكالشيو بولي والهبوط إلى الدرجة الثانية حيث كانت الضغوط تؤكد على ضرورة العودة والتركيز على الفريق أكثر ليعودمتصدراً كما كان. الحالة نفسها تكررت مع تغيير الشعار وهو أمر انتقده الكثيرون وفي الحالتين تبين أن إدارة اليوفي تنظر للمستقبل و تقوم بتغيير جلد النادي وعلامته المسجلة بشكل يناسب العصر. وفي كلا الحالتين أثبتت الأيام حسن استشراف المستقبل لدى الإدارة واليوفنتوس حالياً هو الفريق الإيطالي الوحيد الذي يملك بنية تحتية مؤسساتية تضاهي الكبار في أوروبا.
واليوم تصل الإدارة لمرحلة جديدة تعمل فيها على الجانب الفني لتشكيل فريق يلعب كرة قدم تلائم العصر من ناحية السرعة والتموضع والمراكز والمتطلبات البدنية وتجذب الجمهور والرعاة في وقت واحد. وبناء عليه تم جلب ماوريسيو ساري لأنه الخيار الأفضل المتاح لتقديم فريق يلعب كرة القدم هذه في ظل عدم توافر جوارديولا أو كلوب أو من من مدرستهم.
اليوفي يعرف تماماً أن ما سيقوم به ساري هو انقلاب استراتيجي على كامل الثقافة الكروية لليوفي والتي استمرت حتى الموسم الماضي لذلك التغير سيكون بطيئاً ويحتاج وقتاً طويلاً. واليوفي بخبرته الطويلة في تحمل ضغوطات الجمهور في كامل مراحل التجديد التي قام بها سيكون قادراً على التعامل مع الفترة الانتقالية مع ساري ولن يقوم بإقالته إلا في حال أفلتت الأمور تماماً من يديه بمعنى ” الفشل الكامل ” وهو ما لم يحدث حتى اللحظة لأن الفريق يتطور ولو ببطء ويكسب الأفكار ولو ببطء ورأينا تألق ديبالا ورونالدو منذ العودة من انقطاع كوفيد 19 K كما أن جميع التعاقدات (وآخرها أرثور وبيع بيانيتش ) هي لخمة أفكار ساري ومشروعه.
رونالدو و ديبالا هذا الموسم في كل البطولات ⚫️⚪️
78 مباراة 🏟
46 هدف ⚽️
20 أسيست 🅰ثنائي متميز يمتلكه اليوفي 🔥💪 pic.twitter.com/QCQi4EAFzE
— Sport360 Arabiya (@Sport360Arabiya) July 4, 2020
ساري هو جزء من توجه عام ستسير عليه إدارة اليوفنتوس في السنوات القادمة لأهداف رياضية واقتصادية كما أسلفنا سابقاً هدفها تعزيز مكانة الفريق في عالم المستقبل الرياضي الكروي. وحتى لو قررت الإدارة تغيير ساري لسبب ما فالمدرب الذي سيأتي بعده سيكون من بنفس التوجه ونفس الأفكار. فالأفضل للجمهور أن يصبر وينتظر النتائج (القادمة قريباً وبدأنا نرى بشائرها لأن إدارة الأبيض والأسود لن تنظر للخلف.