كتاب أنشيلوتي(18): قادة الميلان .. نيستا ومالديني!

أسامة شاهين 12:35 26/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كما ترك كارلو المجال للعديد من نجوم الكرة للحديث عنه في كتابه ,فسح أيضاً المجال لأسطورتي الميلان أليساندرو نيستا و باولو مالديني ,كلمات امتزجت بالحنين لأيام الميلان الجميل الممتع.

    في هذا الجزء الأخير من كتاب كارلو أنشيلوتي ,يشرح نيستا و باولو أهمية كارلو أو كارليتو كما يفضل مالديني تسمية مدربه , كما يوضحان لماذا أنشيلوتي هو الأفضل في تاريخ الميلان مع العبقري ساكي.

    انتقال نيستا إلى الميلان:

    التقيت مع كارلو قبل قدومي إلى الميلان بخمسة أشهر عندما كنت أتدرب مع المنتخب في الميلانيلو ,كنت أراه هناك دائماً , أتى إليّ في إحدى المرات و أخبرني أنه عليّ اللعب مع الميلان في الموسم القادم.

    “لا ,لا أريد الانتقال إلى هنا ,أريد البقاء في لازيو فكما تعلم أنني مشجع للفريق أيضاً ,كما أنني لا أحب ميلان ,أفضل مدينة روما أكثر” بعد ثلاثة أشهر انضممت رسمياً إلى الميلان!

    كارلو كان المدرب الأهم في مسيرتي لأنه غير عقليتي و طريقة تفكيري في اللعب ,في روما كان الوضع مختلفاً لأنه لو فاز لازيو على روما في الديربي فهذا يعني أن الموسم كان جيداً ,بينما في الميلان عليك أن تفوز في كل مباراة و إلا فإنك ستكون خارج الفريق في الموسم الذي يليه.

    مثل هذه الأمور تمثل الفرق بين فريق مانشستر يونايتد و المانشستر سيتي على سبيل المثال ,عندما تلعب لليونايتد فلا شيء يرضي الجمهور سوى الفوز ,مانشستر سيتي ما زال في مرحلة البناء ولكنهم بالتأكيد لا يملكون تاريخ اليونايتد.

    أنشيلوتي ونيستا

    أنشيلوتي ونيستا

    الأيام الأولى لنيستا مع الميلان:

    لم أكن سعيداً في البداية في ميلان بعد رحيلي عن مدينتي المفضلة روما ,  ولكن كارلو كان دائماً ما يقول لي:

    “هذا المكان هو الأفضل بالنسبة لك, إذا أردت أن تكون الأفضل فعليك أن تلعب مع الأفضل ,راقب و تعلم من مالديني و كوستاكورتا ”

    أصبحت بالفعل لاعبأ أفضل في الميلان ,في السابق كنت ألعب كما لو أنني لوحدي بين المدافعين الآخرين وألعب لنفسي فقط .في الميلان كنا نتدرب ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً على اللعب معاً كخمسة مدافعين:مالديني ,كافو ,كوستاكورتا ,كالادزه و أنا بالإضافة إلى حارس المرمى و لاعب الوسط المدافع الذي كان في ذلك الوقت أندريا بيرلو الذي كان يتعلم على مركزه الجديد.

    أهمية كارلو:

    كارلو كان يملك الإضافات اللازمة التي تجعله مؤهلاً للتدريب في الميلان ,فزنا معاً بلقبين في التشامبيونزليغ و عملنا سوياً قرابة الثماني سنوات.التدريب في الميلان مهمة صعبة جداً لأن هناك برلسكوني و غالياني الذين يضغطون عليك بشكل يومي ,غالياني قوي ولكن برلسكوني أسوأ منه ,صدقوني.

    كان كارلو كالجدار بين اللاعبين و هذين الاثنين ,كانوا دائماً يحاولون الضغط على اللاعبين بكل الوسائل ولكن كارلو منعهم من ذلك ,هو الأفضل بالتأكيد.

    أنشيلوتي وبيرلو

    أنشيلوتي وبيرلو

    كيف صنع أنشيلوتي أندريا بيرلو:

    كارلو غيّر الكثير تكتيكياً ,عندما وصلت للميلان كان بيرلو يلعب كرقم 10 في الفريق ,و لكن كارلو وضعه أمام المدافعين في الخط الخلفي.شيفشنكو أصبح يلعب على الخط مع مدافعي الخصم و يعلم أن بيرلو يستطيع أن يضعه بتمريرة واحدة خلف المدافعين ,كارلو رأى هذا كله وأقنع بيرلو باللعب هناك.

    كارليتو دائماً ما يخبرك بأخطائك على الفور ,هو يعلم أنك إذا كنت بطلاً و نجماً فإنه يستطيع أن يخبرك بخطئك لتتعلم منه ,كريستيانو رونالدو مثالاً ,بإمكانك أن تقول له أي شيء تريده لأن البطل سيبقى بطلاً و لكنه سيسمع نصيحة مدربه ليتعلم منه.كارلو كان لاعباً نجماً كما هو الحال بالنسبة له كمدرب لذلك هو يفهم النجوم جيداً ,مع كارلو ببساطة كنا نتعلم من الأفضل .

    ليلة إسطنبول:

    الجميع اعتبر ما حدث في تلك الليلة على أنه خطاً كارلو ,ولكته لم يكن كذلك على الإطلاق.عندما ذهبنا في استراحة بين الشوطين أخبرنا كارلو بأننا لم ننتهي بعد , أخبرنا أنه علينا أن نسجل هدفاً و اثنين في الشوط الثاني لنقتل المباراة ,و لكننا أخطأنا عندما سمحنا لليفربول باللعب لعشر دقائق ,عشر دقائق فقط من أصل ال 120 دقيقة كلفتنا المباراة و البطولة.

    أخطأ كارلو معي مرة واحدة عندما لم يختارني لضربات الجزاء في النهائي ضد جوفنتوس في الأولد ترافولد في مانشستر ,و لكنني أخذت أحد الضربات و سجلتها.

    في نهائي إسطنبول لم يختارني مرة أخرى و لم أتقدم لأي من الضربات ,أعتقد أن هذا هو الخطأ الوحيد الذي ارتكبه في 8 سنوات ,ليس سيئاً أعتقد!

    أنشيلوتي ومالديني

    أنشيلوتي ومالديني

    مالديني:كارلو بنى عائلة الميلان:

    كنا كالعائلة في الميلان و بالنسبة لكارلو فكرة العائلة هي الفكرة الاهم.لم يكن يغضب إلا نادراً و يتحمل كل الضغوط التي تحصل في الفريق لوحده , حتى أكثر الرجال صبراً في العالم كان لينفذ صبره لو مر بمواقف مشابهة لتلك التي مر فيها كارليتو.

    أتذكر مرة في لوغانو كان غاضباً جداً في أحد المباريات التحضيرية قبل الموسم ضد الفريق السويسري ,بدا و كأنه قد فقد عقله و شتمنا بأسوأ الكلمات ,حتى أنني لا أستطيع أن أعيدها عليكم ,أحسست فجأة برغبة بالضحك لأن الرجل بدا خارج السيطرة و لم أراه أبداً على ذلك الحال.

    كان قد تحول لون وجهه إلى اللون الأحمر و كان يجلس إلى جانب غالياني الذي كان يرتدي ربطة العنق الصفراء الفاقعة ,بدا الرجلين إلى جاب بعضهما البعض كقوس قزح!

    بالطبع لم يمر يومين حتى أتى إلينا ليعتذر عما حصل ,كارلو لا يحتاج لكي يكون السبيشال ون لكي ينتصر و لا يحتاج ليقوم بما يشابه الألعاب النارية أمام شاشات التلفاز ,هو دائما ما يحب أن يبتعد عن الأضواء و يسعى لتحقيق السلام الداخلي في الفريق.

    كانت تجمعنا علاقة مهنية مريحة ,عندما يفقد أعصابه كان يأتي إليً فورأ:

    “باولو هل أنا مخطئ؟”

    يحب دائماً أن يشاركه الجميع في اتخاذ القرار و يفضل ذلك على أن يفعل كل شيء لوحده ,تلك أحد الإشارات التي تدلك على ذكائه الكبير , ولذلك أينما ذهب كارلو حقق النجاح:في الميلان و تشلسي و ريال مدريد .معرفته بكرة القدم ضخمة جداً و حتى عندما كان لاعباً كان يقرأ المباريات بشكل جيد.اذا انتقدته على الجانبين المهني و الإنساني فأنت لست عادل بالتأكيد.

    الأبطال مع دوري الأبطال

    الأبطال مع دوري الأبطال

    كارليتو هو الأفضل في تاريخ الميلان:

    في الميلان و منذ أيام ساكي حظينا بالعديد من المدربين ,تقريباً كلهم عرفوا لغة الانتصار ,و لكن كل منهم درب الفريق على طريقته. بغض النظر عن النتائج و الاحصائيات و اذا نظرنا عن المدرب الذي أخرج أفضل ما في اللاعبين و عاش الميلان معه أفضل أيامه فإن هذا الرجل بالتأكيد هو كارليتو.

    قبل أن يأتي إلى ميلانيلو كان كارلو  أكثر جموداً و قسوة و أقل انفتاحاً على التكتيك ,و لكن كل شيء تغير مع الوقت ,تطور كارلو وتطورنا معه ,تحتاج لأن تعطي رجلأً مثله اللاعبين المناسبين لا اللاعبين الذين يحبون أن يأخذوا الأفضلية على مدربهم ,كانت الثقة متبادلة من الطرفين.

    عندما يحاول أحد اللاعبين عبر السنين أن يأخذ الأفضلية على حساب الفريق كنا نقف مباشرة في طريقه ,كنا حرصين على أن يعرف الجميع كيف يتصرف مع كارليتو ,بسبب الطريقة التي تعامل بها كارلو معنا خارج الملعب إضافة بالطبع لكونه الرجل الذي كان قادراً على أن يقدم السحر مع الميلان داخل الملعب.

    سيتلكم العديد من الأشخاص عن كارلو في هذا الكتاب ,سيوصفون كارلو بآلاف الصفات و الكلمات .أما بالنسبة إلي فإنه صديقي و أنا أشتاق له.

    ترجمة: أسامة شاهين