معلومات اللاعب :
البداية والإنطلاقة
كانت انطلاقة مانويل لوكاتيلي مع الفريق الأول لنادي آي سي ميلان الإيطالي في المباراة الأخيرة من موسم 2015-2016 كلاعب أساسي ضد فريق نادي آي أس روما ضمن بطولة الدوري الإيطالي الكالتشيو ، ومرت البداية من دون أي ضجة ، حيث كان الميلان في حالة من التخبط الذي معه كان من المستحيل على أي لاعب صاعد أن يبرز موهبته ويلفت أنظار الصحافة والجماهير والنقاد .
لوكاتيلي الذي بدأ مسيرته الكروية كناشئ في صفوف أتالانتا عام 2007 بسن الـ9 سنوات ، حتى انضم إلى صفوف ناشئي الميلان بعد سنتين وتحديداً سنة 2009 ثم تدرج في نادي الميلان حتى وصل الفريق الأول موسم 2016-2017 ، حيث كانت أول مشاركاته أمام نادي كاربي في بطولة الدوري الإيطالي الكالتشيو ، حيث اشترك لدقائق معدودة في نهاية المباراة ، لكن البداية الحقيقية التي بدأت موهبة مانويل بالتوهج كانت هذا الموسم تحت قيادة المدرب الجديد للميلان ، فينتشينزو مونتيلا ، الذي كان من الواضح أنه يضع الشاب الإيطالي ضمن خططه .
مصائب قوم عند قوم فوائد
لم يكن الناشئ لوكاتيلي ذو الـ14 ربيعاً يعلم حين ترك تعليقاً على صفحة قائد الميلان ريكاردو مونتوليفو على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك عام 2012 ، حيث قال : ” كل ما أريده أن أغدو مثلك!! ” أن الأيام ستدور ، وأن انطلاقته الحقيقية مع الميلان ستكون على حساب قدوته ، حيث أخذ لوكاتيلي دوراً أساسياً في الميلان منذ إصابة ريكاردو مونتوليفو في مباراة المنتخب الإيطالي ضد نظيره الإسباني ضمن تصفيات القارة العجوز للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا ، قطع في الرباط الصليبي سيغيب الكابيتانو حتى نهاية الموسم ، وبالتالي كانت مصائب مونتي عند لوكا فوائد ، لوكا الذي سجل هدف التعادل الرائع أمام ساسولو قبل أن يسجل الميلان ويفوز في تلك المباراة التي تأخر فيها 3-1 عندما نزل بديلاً لقائد الفريق ، شائت الأقدار أن يكون معوض مونتوليفو بعد إصابته ، وكانت أولى مبارياته كأساسي هذا الموسم أمام كييفو في منتصف أكتوبر الماضي .
قصة هدف
“ما زلت لم أدرك ما الذي قمت به ، لقد سجلت ضد أفضل حارس في العالم” ، هذا ما قاله لوكاتيلي بعد مباراة اليوفي التي سجل فيها الهدف الذي فتح له آفاق الشهرة على مصراعيها ، حيث أنه عندما تكون المباراة ضد الغريم التقليدي للميلان ، وحين يكون هذا الغريم بطلاً للكالتشيو في المواسم الـ5 الأخيرة ، وعندما يكون هذا الهدف هو هدف فوز الميلان الأول أمام اليوفي في بطولة الكالتشيو منذ عام 2012 ، أضف إلى ذلك أن حارس المرمى الذي يقف بين الخشبات الثلاث هو أفضل حارس في التاريخ ، جيانلويجي بوفون ، ومع تسليط الضوء على معلومة قد لا ينتبه لها الكثيرون ، وهي أن التصويبة التي صوبها لوكاتيلي على مرمى جيجي بوفون ، هي فقط ثاني تسديدة على المرمى للشاب الإيطالي في الكالتشيو ، كل تلك المعطيات ، تجعل من هدف مانويل لوكاتيلي ، هدفاً تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وإنجازاً للاعب صاعد ، جعل كل العالم يعرف من هو لوكاتيلي ، وفتح له آفاقاً واسعة لمستقبل مشرق .
المنتخب الإيطالي
مثل لوكاتيلي الفئات السنية للمنتخبات الإيطالية ، تحت 15 و16 و17 وأخيراً تحت 19 عاماً ، حيث حقق أبرز إنجازاته في الصيف الماضي ، حيث حل المنتخب الإيطالي وصيفاً في بطولة الأمم الأوروبية تحت 19 عاماً ، ومع حجز مانويل لمركز أساسي في فريقه ميلان ، وتألقه الدائم حتى الآن ، بات الإستدعاء الدولي للمنتخب الأول لكرة القدم ، الآتزوري ، منتظراً ومترقباً ، وقريباً حسب ما يتوقع متتبعي كرة القدم الإيطالية ، المتعطشة لمواهب شابة تدعم المنتخب الإيطالي الذي تنتظره تصفيات صعبة للتأهل لكأس العالم القادمة في روسيا 2018 .
أسلوب اللعب
لعل من تتبع نجمنا الشاب ، لاحظ أبرز مميزات أسلوب اللعب الخاص بلاعب الوسط الدفاعي لنادي الميلان ، على رأسها الهدوء الذي يمتاز به عند استلام الكرات ، وعند تمرير الكرات ، طوله الممتاز الذي يفيده عند القيام بالتدخلات الدفاعية ، تمريرات دقيقة وصلت دقتها حتى الآن لنسبة 80.8 % حسب الإحصاءات الخاصة به في مشاركاته في الكالتشيو الإيطالي منذ البداية حتى الآن ، وهي نسبة تدلك على مدى الإتقان الذي يتميز به النجم الشاب ، حيث أنك كلاعب وسط ، أكثر خاصية تهمك هي دقة التمرير ، أضف إلى ذلك التسديدات الرهيبة ، والنسبة الخرافية لمانويل الذي سجل هدفين من تسديدتين له على المرمى في مبارياته في الكالتشيو ، كل هذه الخصال تجعلنا نتابع هذا الموهوب لحظة بلحظة ، ونترقب كل لمساته ، وننتظر أهدافه الإستثنائية القادمة .
العروض والمستقبل
كان نادي الميلان واضحاً في التعامل مع العروض التي انهالت على مواهبه الشابة ، التي كان آخرها موهبة خط الوسط ، الواعد مانويل لوكاتيلي ، الذي جذب أنظار الأندية الأوروبية ، وخصوصاً الإنجليزية ، حيث كان نادي آرسنال أول من قدم عرضاً رسمياً لضم الموهوب الإيطالي ، قوبل بالرفض القاطع من الميلان ، الذي يبدو أنه يسعى للحفاظ على جواهره الكثيرة ، والتي ستشكل العمود الفقري لعودة الروسينيري لمنافسة عمالقة أوروبا ، حيث قام الميلان بتجديد عقد اللاعب الشاب حتى عام 2020 ، قابلة للتجديد ، فهل نحن على موعد مع عملاق إيطالي آخر في وسط الميدان يضاف لقائمة أساطير المنتخب الإيطالي والميلان ؟