يبدو أن البداية الحقيقة لمونتيلا كمدرب ستكون هذا الموسم ، فالتحدي الذي قبل مونتيلا خوضه ، هو أصعب تحدٍ ممكن لمدرب لا زال في بداية حياته التدريبية ، وما علينا الا أن نسأل سيدورف أو نذهب الى انزاجي ليخبرنا عن قصة اخفاقه في تحدٍ يمكن وضعه تحت بند “اعادة الاحياء” ، واعادة الاحياء هنا هي لأحد  أكبر أندية أوروبا ، ميلان ، صاحب ثاني أعلى عدد من الألقاب في البطولة الأغلى في أوروبا على مستوى الأندية – دوري أبطال أوروبا – بـ7 ألقاب ، كان آخرها منذ مدة ليست بالقصيرة ، وتحديداً منذ موسم 2006-2007 ، عندما كان الانتصار على ليفربول الانجليزي ، في نهائي أثينا الذي اشتهر بنهائي الثأر بعد خسارة الميلان نهائي اسطنبول الشهير قبلها بسنتين بطريقة دراماتيكية أمام ذات النادي بركلات الترجيح .

ليس انزاجي وسيدورف فقط ، بل هناك أيضاً سينسيا ميهالوفيتش ،وأخيراً كريسيتيان بروكي ، قائمة الذين خاضوا هذا التحدي وفشلوا ، لا نستطيع القاء اللوم بشكل كامل على هذه الأسماء ، فادارة ميلان بقيادة أدريانو غالياني ، وفي ظل سيلفيو بيرلسكوني ، لم تعد ذات الادارة التي جلبت المجد للميلان ، وجعلته في مصاف كبار أندية أوروبا ،حيث أصبح ميركاتو ميلان حاله حال سوق أندية الوسط في ايطاليا ، بل أضف الى ذلك ، لم يعد ميلان وجهة مفضلة لنجوم الكرة حول العالم ، وذلك ما جنته تلك الادارة ، التي كانت ومنذ اقالة ماسيمليانو أليغري خلال موسم 2013-2014 تضع اللوم على المدرب ، وتغيره ، في دائرة مفرغة بقي فيها ميلان منذ ذلك الحين حتى بداية هذا الموسم الذي تم فيه تعيين المستر فينتشينزو مونتيلا كخامس مدرب للروسينيري خلال 3 سنوات ، فهل يكون مونتيلا أو كما كان يلقب “المهاجم الطائر” هو المدرب المنشود الذي بحث عنه جمهور أرهقته الاخفاقات ؟

milan-celebrating-vs-lazio_18haksx9hm43l18g2bk6r5m8u3

ميلان الذي جمع 9 نقاط من 3 انتصارات وهزيمتين حتى الآن ، بدأ يجد نفسه مع مونتيلا ، الذي بدأت ملامح أسلوبه تتضح ، وكانت الخسارتين بغير استحقاق باجماع الأغلبية ، حيث أن ميلان لعب بشكل ممتاز واستحق نقطة على الأقل من كل من مباريتي نابولي وأودينيزي ، الا أن المستر مونتيلا يفضل أن يبقى واقعياً ، 9 نقاط حتى الآن ، والأداء في تحسن مستمر .

بنظرة شاملة على جميع خطوط الميلان ، والأداء في الـ5 جولات الأولى من الكالتشيو ، نستطيع أن نلاحظ وبشكل واضح ، أن مشكلة الميلان في المباريات كلها بلا استثناء ، كانت في وسط الميدان ، ففي المباريات التي كان يلعب فيها ثنائي الدفاع الموهوب القادم وبقوة أليسيو رومانيولي ، ومدافع الخبرة الذي برهن على قدرات ممتازة ، باليتا ، كان دفاع الميلان صلباً ، في مركز الظهير الأيسر ، كان أنتونيللي الأفضل متفوقاً على ماتيا دي تشيليو ، كالابريا على الجهة اليمنى في مباراة الجولة الخامسة أمام لاتسيو ، قدم أداء لم يدع مجالاً للشك.

أن هذا الشاب الصغير ، هو جوهرة جديدة تضاف الى كل من الحارس الشاب ، جيانلويجي الجديد ، دوناروما الرائع ، وقلب الدفاع رومانيولي ، ضمن قائمة اللاعبين الممنوع لمسهم في سوق الانتقالات ، تحت بند “ليس للبيع” ، في الهجوم كان باكا بدون منازع المهاجم الأول للفريق ،5 أهداف من 5 مباريات هذا الموسم ، تجعل المستر مونتيلا مطمئناً على مركز قلب الهجوم ، ساند باكا كل من نيانغ وسوسو ، اللاعبين حتى الآن بأداء متصاعد ، ويبشر خيراً ، تبقى المشكلة الحقيقة في توليفة وسط الميدان ، التي تناسب أفكار مونتيلا ، صاحب المرونة التكتيكية العالية ، جرب أكثر من ثلاثي في وسط الميدان في 5 جولات ، ولم يصل حتى الآن للخلطة السحرية التي تساعده على فرض أسلوبه بشكل كامل ، لكن أغلب الظن أن كوتشكا هو لاعب من ثلاثة في وسط الميدان لا يمكن الاستغناء عنهم ، مونتولفيو ظهر بأداء متذبذب ، وبونافنتورا حتى الآن ، ليس بونافنتورا الموسم الماضي ، ربما أن تغيير المراكز لجياكومو بين الجناح الأيمن ووسط الميدان ، قد شتت تركيز هذا اللاعب ، الا أنه ومن المؤكد أن بونا هو من الأعمدة الأساسية في الميلان عندما يكون في أفضل حالاته .

5723b3d0c46188ba248b4597

من وجهة نظر شخصية ، الحل في وسط الميدان سيكون عند الوافد الجديد ، النجم التشيلي ماتياس فيرنانديز ، الذي يناسب أفكار مونتيلا ، وقدراته بالتحكم بالكرة والتمرير القصير ، تلائم تماماً فكر المستر ، بانتظار عودته من الاصابة التي منعته من أن يبدأ مشواره مع الروسينيري ، لكن بغض النظر عن كل شيء ، كل من تابع مباريات الميلان ، يستطيع أن يلاحظ مباراة بعد مباراة ، أن أسلوب المستر مونتيلا ، يظهر أكثر فأكثر ، على الرغم من السوق المتواضعة التي قدمتها الادارة للمدرب البالغ من العمر 42 عاماً ، الا أنه وبكل جدارة يظهر حنكة تدريبية ، تستحق الاعجاب حتى الآن ، بانتظار أن يثبت كل ذلك في قادم المواعيد الكبرى ، وأولها أمام فيورنتينا في الجولة السادسة في ملعب الأرتيميو فرانكي ، حيث قضى مونتيلا أفضل فتراته التدريبية في مسيرته القصيرة .

معيار النجاح المعلن هو أن نرى الميلان ضمن أحد المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي ، لكن ومما لا شك فيه أن الجماهير والمدرب واللاعبين ، يهدفون للتأهل لدوري أبطال أوروبا ، أي الى المركز الثالث ، فهل سنرى الميلان في أوروبا من جديد في الموسم القادم ؟
سيحتاج الميلان لبعض التدعيم في فترة الانتقالات الشتوية ، من أجل تدعيم أي أهداف يطمح لها الفريق ، ولمساعدة مونتيلا على النجاح في نهاية هذا الموسم ، فمشكلة الفريق واضحة جداً ، حيث أن الفريق لا يملك دكة تعوض الأساسيين ، حتى يعود الفريق على أقل تقدير لأوروبا ، من بوابة الدوري الأوروبي أو كما يتمنى كل عاشق للروسينيري ، من بوابة بطولة الميلان المفضلة ، دوري الأبطال ، فقد اشتاق الجميع لرؤية الأحمر والأسود عند الاستماع لنشيد هذه البطولة .

كلمات مفتاحية