لم تكن أبدًا فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة التي شهدت مجد ميلان كانت مبنية على إفساد الكرة القدم أو قيام سيليفو برلسكوني، رئيس النادي، بإعطاء لاعبين أضعاف ما يستحقون من ملايين من أجل كسب البطولات، ولكننا كنا نرى منظومة كروية ناجحة تجمع بين أبناء ميلان الذي تحولوا إلى أساطير جنبًا إلى جنب مع النجوم الذيم يتم التعاقد معهم من الخارج.

لك أن تتخيل أن لاعبين بأخلاق وموهبة ريكاردو كاكا وأندريه شيفشينكو وأندريه بيرلو وجينارو جاتوسو وكيلارنس سيدورف وباولو ماليدني وإليساندرو نيستا وكافو وستام وديدا وفيليبوا إنزاجي وري كوستا كلهم تواجدوا في جيل واحد أسطوري من الصعب أن يتكرر سواء على مستوى ميلان أو خارجه مما جعل منافسين  لميلان من أكبر أندية أوروبا يتمنون ارتداء قميص العملاق الإيطالي في هذا الوقت.

حطام ميلان الذي شاهدناه في المواسم الأربعة الأخيرة قد يكتب له كلمة النهاية في الموسم الحالي ليس لأن ميلان قام بميركاتو جيد أو حتى تعاقد مع مدرب كبير لأن هذين الأمرين لم يتحققا، ولكن العامل المؤثر الأكبر هو بيع أسهم النادي من ملكية برلسكوني إلى الصينيين، بعد أن فقد الأول شغفه في إدارة النادي الذي يحبه، وأصبح ميلان بالنسبة له مجرد كيان يحافظ له على اسمه بعد أن خسر برلسكوني التواجد على رأس الحكومة الإيطالية وبات خارج الملعب السياسي حاليًا.

hi-res-cb12f11ebb1bbfa3d4333f40b4609f50_crop_exact

ميلان يعيش الآن فرصته الأخيرة لإنقاذ اسمه وتاريخه من الغرق، لأن طريق العودة طويل في كل الأحوال ويتطلب من ثلاث إلى خمس أعوام على الأقل كي نرى ميلان كما عهدناه سابقًا منافسًا شرسًا على المستوى الإيطالي والأوروبي، وإذ لم يبدأ البناء من الآن فلا شك أن الملاك الجدد قد يفقدون الأمل في النادي ويقررون هم أيضًا الاستغناء عن أسهم ميلان إلى ملاك أخرون قد لا يقدرون اسم أو قيمة الروسونيري.

النقطة الأبرز التي ستفرق مع ميلان منذ يناير المقبل هو حجم الأموال التي سيتم تخصيصها للميركاتو، وستبدًا بـ 100 مليون في الموسم الحالي ومثلهم للموسم المقبل، وهذا الرقم كافي كي يسير الروسونيري في طريق العودة بسرعة جيدة.

اختيار فيتشينزو مونتيلا لكي يبدأ حملة بناء ميلان اختيار موفق ليس لأن الأخير مدرب كبير، ولكن لأنه متخصص في بناء الفرق أصحاب القدرات المالية المتوسطة كما فعل قبل ذلك مع فريق  فيورنتينا ووصل معهم إلى الدور قبل النهائي من بطولة الدوري الأوروبي قبل أن يخرج أمام البطل إشبيلية.

3778498000000578-3752800-The_17_year_old_shot_stopper_celebrates_AC_Milan_s_3_2_triumph_o-m-56_1471863038085

ما يدعم مشروع ميلان الجديد ويساعد في إنجاحه هو تواجد العديد من اللاعبين الشباب في الفريق مثل الحارس جان لويجي دوناروما والمدافعين إليسيو رومانيولي وأنتونيلي، والمهاجم مباي نيانج وصانع الألعاب بونافينتورا، وهم عناصر جيدة يمكن البناء عليها بعنصرين أو ثلاث من أصحاب الخبرات كي ينهي ميلان الموسم الحالي في الثلاث الأوائل بالدوري الإيطالي، وبالتالي يحصل على دعم مالي من الملاك ومن الاتحاد الأوروبي بسبب مشاركته في دوري الأبطال وهنا تبدأ المرحلة الثانية من البناء والتي يكون أساسها هو كيفية استعادة شخصية النادي الأوروبية.