رسالة إلى باتيسوتا : يا ليلة من ليلة البنفسج

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جابرييل عمر باتيتسوتا

    موقع سبورت 360 – بقلم أحمد موسى – كما تصاغ الحليّ من سبائك الذهب، نظمها مظفر النَّواب عابثاً بالقوافي مروضاً بحور الشعر بين أنامله، فعرّب الرملَ على سلالم طالب القرة غولي، ومن لهذا البروق غير ياس؟ يطوعها ويلبسها فيضاً من إحساسه ؟

    كان لها جابرييل عمر باتيستوتا حيث عشر سنوات مع بنفسج إيطاليا أيقونة فلورنسا الكروية فيورنتيتا… صال وجال في ميادينها ناثراً السحر أينما حط وارتحل من مجاهل اللاتين إلى العربي القطري.

    الطعم الذي افتتح به ياس ليلة الأنس نابع من الجوع، جوع إلى الاستقرار والحب، ولأن ذائقة الباتي غول ،لا تشبع في أرض الفقراء حيث شراهة المواهب المبدعة، شق طريقه في نيو أولد بويز، بثمانية أهداف، ليكمل الحكاية مطلع التسعينات مع ريفربليت، بسبعة عشر هدفاً في أربع وعشرين مباراة ، ولكن صراع الجوع بين النبلاء والعمال، ونفسية المدرب الفوقية دفعته للانتقال إلى بوكا جونيورز، ليختم مشواره بثلاثة عشرة هدفاً، فيسطع نجمه أكثر ويجذب أعين صائدي المواهب الأوربيين.

    وهنا الحدث الأكبر حيث ضجت الصحف العالمية بالصفقة، فكيف بموهبة كبيرة كاباتيسوتا أن ينتقل إلى نادٍ مثل فيورنتيينا… فكان خجل الأقحوان في عينيه، وسرعان ما تفجر وصنع ألقاً وسمعة للنادي رفقة البرتغالي روي كوستا في ليالٍ صيفية آسرة تزامنت مع ألقاب قارية مع منتخب بلاده سنوات 1991-1993 في كوبا أمريكا، و1992في كأس القارات .

    خرج من الفيولا وفي رصيده 168 هدفاً بعد أن صعد بهم من السيري B، وجلب لهم كأس السوبر وكأس إيطاليا أواسط التسعينات.

    موسمٍ كالحلم كسراب ينساب بين خطوط الأمل …كما في تشبيه النواب “ياحلم يامامش بمامش” فلبى جابرييل دعوة الجايلوروسي روما ،عام 2000 وتوج معهم بلقب الدوري الإيطالي والسوبر الإيطالي بمعدل 30 هدفاً في 60 مباراة. رقمٌ صعب في جنة كرة القدم آنذاك حيث أساطير الدفاع وشراسة الأداء، وهو لين وناعم وخامل، أصفر اللون من كثر الطعنات، ويميل قليلاً الى الحمرة كسفاح يقتل خصومه بدمٍ بارد.

    أعير باتيستوتا بعد ذلك إلى إنتر ميلان في الإقليم اللومباردي، ولكن العمر والإصابات أكلت من باتي ما أكلت فلم يصنع الكثير وما قدمه كان شحيحاً قياساً لما قدمه للانتيموفرانكي والأولمبيكو، هدفان، ورحلة جديدة بدافع الشغف نحو قطر!

    فتدور الأيام برحاها فتسوق لنا نبأ اعتزاله عام 2004 “كطواري الليل” التي جاء بها النّواب في قصيدته فأشعرتنا بالفقدان وعلمتنا معنى الغربة الحقيقي في توصيف “جانن ثيابي عليي غربة قبل جيتك ومستاحش من عيوني “!

    باتي ..علّق حذائه ومنذ ذلك الحين نخط من حنيننا قصصك في الساحرة المستديرة