ما بين الأجواء الإنجليزية والإيطالية .. هل قصف إريكسن جبهة البريميرليج؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فريق إنتر ميلان الإيطالي بعد مباراة الديربي

    سبورت 360 – بدو وأن أجواء الدوري الإيطالي قد أثرت عدة لاعبين قادمين من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم إلى صفوف الإنتر.

    روميلو لوكاكو كان قد أظهر شعوره بالاختلاف بين التدريبات في إنجلترا وفي إيطاليا لكن زميليه في الفريق القادمين في يناير الحالي كريستيان إريكسن وأشلي أظهروا شعورًا بالاختلاف من جانب آخر متعلق بالأجواء الجماهيرية.

    يونج ربما كان يرمي أكثر إلى سيناريو ديربي ميلانو نفسه أكثر من الأجواء عندما وصل به الحال إلى مقارنة ما حدث بأفضل إنجازاته في مسيرته وأنه لا يمكن أن يكون هناك ما هو أفضل مما حدث في ليلة ديربي ديلامادونينا، أما إريكسن فكان الأكثر وضوحًا في هذا الصدد عندما قال إنه لا يمكن الحصول على مثل هذه الأجواء في البريميرليج.

    لكن ما هي هذه الأجواء التي يقصدها كريستيان إريكسن بالضبط؟ ما هي الأمور الإضافية الموجودة في الجماهير الإيطالية والتي لم يرها لاعب الوسط الدنماركي في بلاد الضباب؟

    GettyImages-1199724257

    في إنجلترا لا توجد تيفوهات بمعناها الحقيقي .. تلك اللوحات الفنية الرائعة التي تخرج بها جماهير الدوريات الكبرى الأخرى في أوروبا مع بدايات المباريات الهامة على أقل تقدير دعمًا لفريقها ولبث الرعب في نفوس المنافسين .. تصميمات ملاعب الإنجليز أصلًا لا تساعد على مثل هذا الأمر.

    في إنجلترا لا توجد ألعاب نارية التي على الرغم من خطورتها إلا أنها تضفي جوًا سرياليًا مبهرًا في الكثير من المباريات وتثير لعاب المصورين لالتقاط صور رائعة، وإن زادت عن الحد كثيرًا فربما تتحول لصورة تاريخية كما هو الحال مع صورة روي كوستا وماركو ماتيراتزي في ديربي ميلانو.

    في إنجلترا لا توجد أسوارًا! صحيح أن هذا ممتع للجماهير حيث تجربة مشاهدة مبهرة –وأنا شاهد على ذلك- لكن لا أعلم لماذا تعطي الأسوار شكلًا مبهرًا للملاعب يُشعرك بأننا أمام معركة في مسرح روماني يتصارع فيها كل شخص لإنقاذ حياته.

    لكن كل هذه الأمور نتائج سنوات طويلة من المعاناة الإنجليزية مع الجماهير .. في السابق كان كل شيء متاحًا ومباحًا في ملاعب إنجلترا إلا أن الكوارث الواحدة تلو الأخرى فرضت هذا النوع من الاحتياطات من أجل سلامة هؤلاء المخابيل كرويًا الذين كان أغلبهم يدخل للمباراة سكارى.

    نحن نتحدث عن جماهير رائعة فعلًا تضج بالمشاعر مثلها مثل الجماهير الأخرى وربما أكثر لكنها مختنقة بمجموعة كبيرة من القوانين الإلزامية التي لا يمكن النفاذ منها، فالأمر وصل إلى أن يرسل نادي تشيلسي تنبيهًا لأحد مشجعيه بسبب شكوى من أحد المشجعين الذي يجلس خلفه باستمرار يشتكي فيها من كثرة وقوف المشجع الآخر فيحرمه من مشاهدة سير اللعب.

    الجماهير الإنجليزية رائعة ويمكنك مشاهدة التجربة الحياتية الإنجليزية في كرة القدم من خلال تجربة الـ away fans أو مشجعي الفريق الضيف الذين ليسوا ملزمين بنفس القدر من الاحتياطات فبإمكانهم الوقوف أكثر في أماكنهم على الأقل!

    ولأنه لا يمكن الرجوع للوراء بالجماهير الإنجليزية لتلك العصور البائدة المظلمة، فإنه ربما يكون النموذج الألماني هو الأفضل حيث جماهير منظمة لا تديرها العشوائية كثيرًا مع طن من التذاكر الموسمية، لكن في نفس الوقت تبدو أكثر تحررًا وقدرة على أن تمارس تشجيعها بالطريقة التي تحلو لها كما أن الجماهير الألمانية تتمتع بنفس القدر من الولاء في المباريات خارج الأرض وتتبّع فريقها بكثافة في أي مباراة.

    لكن ربما لا يكون هذا ممكنًا أصلًا فتذكرة موسمية في ألمانيا توازي أصلًا ثمن تذكرتين أو ثلاثة لمباراة لآرسنال في ملعب الإمارات أو لمانشستر يونايتد في أولد ترافورد، ونوعية الجماهير الحالية في الملاعب الإنجليزية قد لا تحب الأمر.

    الملاعب الإنجليزية تبدو منمقة فاخرة مثل وجبة كافيار في أحد المطاعم الراقية، لكن أحيانًا تجد نفسك تميل إلى طبق فول من احدى العربات الرثة مع بعض من البصل ليكتمل المشهد البديع وتشعر بالروح الحقيقية للمكان.

    وعلى كلٍ فإن الفكرة موجودة فقط إن كان بعض الإنجليز قد قرأوا تصريح إريكسن ويريدون التغيير وإضفاء المزيد من الأجواء الجماهيرية الصاخبة في ملاعبهم، أما إن كانوا سعداء هم ولاعبوهم بهذا الأمر فلا بأس .. ليذهب كريستيان إريكسن وأحمد عطا إلى الجحيم فقد اختار الدنماركي الرحيل إلى إيطاليا على أي حال.