عن عشق كونتي لكرة القدم: أحبها وأكرهها .. إنها كل شيء

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أنطونيو كونتي مدرب إنتر ميلان

     موقع سبورت 360 – ترجمة بتصرف من مقابلة أنطونيو كونتي مدرب إنتر ميلان الإيطالي حالياً مع مجلة GQ  في 15 اكتوبر 2017 


    مدرب منذ سن 14 عامًا!

    بدأت بتدريب اول فريق لي في سن 14 عامًا حيث توليت قيادة فريق في مدرستي وعشقت الأمر وشعرت بأنني سأقوم بهذا الأمر دومًا وأنه سيكون بمثابة حياتي لكن أحيانًا أكرهه واكره عملي لانك احيانا تخسر حياتك ، إن أردت أن تؤدي هذا العمل بطريقة تجعلك مدربًا جيدًا ، مدربًا رائعًا فإنك يجب أن تضحي بحياتك الشخصية وأحيانًا أكره ذلك .

    لا أكره التضحية بحد ذاتها لكنك تجد نفسك تفكر في كرة القدم لثماني عشرة ساعة يوميًا ، لكنني أيضًا أحبها ، أكرهها وأحبها بنفس الوقت : إنها كل شيء.

    البدلة

    أعتقد بأنني رجل يسعى لأن يظهر بشكل جيد ولذلك أرتدي بدلة رسمية وأنا في مقاعد البدلاء أقود فريقي في المباريات ، ربما أرتدي بدلة جميلة لكن المهم أن يكون المدرب ذكيًا أيضًا.

    شخصيتي هي دائمة الحركة، ولم أضع جهازًا لدقات القلب لمعرفة ما يحدث له خلال المباريات لكنني متأكد من تسارع دقاته، ولكن كل هذا الشعور أهدف من خلاله لابقاء الدافع موجود وعالي لدى اللاعبين الذين أقودهم .

    عندما يأتي مدرب جديد لنادي جديد فإنه يمتلك أفكارًا وطرقًا جديدة وعلى اللاعبين التكيف معها والأمر ليس سهلًا سواء لهم أو لي ، أسلوبي التدريبي كان دومًا متعلقًا بتقديم النصيحة بقدر الإمكان ليعرفوا ما يجب أن يقوموا به في أي وقت كان.

    كونتي

    أعيشها بكل دقائقها

    لم أتغير خلال حياتي التدريبية فأنا كما تشاهدون على الخط الجانبي: أعيش المباراة بكل دقائقها وأحافظ على تركيزي، نظرتي لكرة القدم تأتي بشكلٍ مكثف وأرغب أن يكون ذلك نفس ما لدى اللاعبين أيضًا، في التدريب أيضًا أقوم بنفس الشيء من الحديث المتواصل من أجل أن يكون اللاعبون جاهزون لأي شيء قد يحدث في المباراة وعندما يواجههم فإنهم سبق لهم أن عاشوه مسبقا في التدريب .

    كرة القدم الحديثة

    كرة القدم تغيرت كثيرًا منذ أن كنت لاعبًا ، الآن لتصبح لاعبًا من النخبة فإنت بحاجة إلى أكثر من الموهبة : يجب أن تمتلك السرعة والقوة والقدرة على التحمل ،سابقًا كان الأمر مختلفًا والضغوط على اللاعب لم تكن كما الآن.

    عليك كلاعب ان ترافقك السرعة الى جانب مهارتك والأمر ليس سهلا بالجمع بين الاثنين ، في كرة القدم الحديثة لا تمتلك الوقت للسيطرة على الكرة والنظر من حولك لمعرفة من أين سياتي المنافسون لانه باتوا في مواقعهم وتحركوا لذلك يجب عليك أن تفكر بسرعة وتدرك ما يجب ان تقوم به ولذلك فان الحصص التدريبية مهمة جدا وأسعى دوما لجعلها حماسية .

    التكتيك

    ليس من السهل شرح مفهوم التكتيك الجيد لكن بالنسبة لي الأمر يتعلق بالدراسة ، أحب أن أدرس كل شيء : كيف يمكنك أن تكون خطيرًا في الهجوم وما يجب أن يقوم به اللاعبون بعيدا عن الكرة وأين يجب أن يتمركزوا والتكتيك الذي تمرره للاعبين ياتي من كل هذه الدراسة المسبقة .

    بالطبع الفريق يتعرض لتغييرات عديدة خلال المباريات : أنت تتحول إلى الوضعية الدفاعية وأن تتغير في محاولتك إستعادة الكرة بشكل سريع . لديك خطة وتسعى لتحضير الفريق لجعل اللاعبين يعيشون السيناريو قبل بدء المباراة وما يجب أن يتم تغييره إن احتاج الأمر .

    أنا لا أغضب بل إنني أكون في تركيز عميق في المباراة، ولكن إن رأيتني في حالة غضب فغن ذلك معناه أن شيءا خاطئا قد حدث وأنني أسعى لتصحيحه.
    وصفني اندريا بيرلو مرة بانني “حساس للأخطاء” وأنا أسعى لتفادي أي هفوة وان أقوم بتجهيز اللاعبين في أفضل وضعية ممكنة قبل المباراة ، إن اكتشفت خطأ خلال المباراة فإن الأوان قد فات ، عليك أن تكون مستعدا وجاهزا.

    أنطونيو كونتي وماوريزيو ساري

    أنطونيو كونتي وماوريزيو ساري

    إنجلترا تتنفس كرة القدم

    الأجواء الكروية في إنجلترا تجعلك تتنفس اللعبة في كل لحظاتها، هنا كل مباراة بمثابة مهرجان والجماهير سواء أصحاب الأرض أو القادمون مع الفريق الزائر يجلسون جنبًا إلى جنب وهو أمر صعب في إيطاليا حيث يجلس رجال الشرطة بين الجمهورين.

    في تشيلسي عندما هزمنا ميدلسبرة وتأكد هبوطهم بعد نهاية المباراة شاهدت مشجعيهم وهم يحيون لاعبيهم وبالنسبة لي كان هذا امرًا عظيمًا، وعندما واجهنا سندرلاند في أخر جولة كان فريقهم قد تأكد هبوطه قبلها بعدة أسابيع لكن الجمهور حضر المباراة والأمر كان رائعا.

    لا مباريات سهلة في الدوري الإنجليزي

    الدوري الإنجليزي هو الأقوى، في اسبانيا لديك ريال مدريد و برشلونة يتنافسان على اللقب وفي بعض الأحيان يزاحمهما أتلتيكو ، في إيطاليا هنالك يوفنتوس فقط وفي المانيا لديك بايرن ميونخ في اغلب الأوقات وفي فرنسا سان جيرمان وموناكو ناله في موسم واحد، لكن في إنجلترا فان هنالك ستة اندية لديها تفكير بأنها قادرة على الفوز باللقب .

    بل إن الأندية في إنجلترا بمستواها تجعلك تفتقد لمباراة سهلة وليس كما يحدث من انتصارات كبيرة في اسبانيا مثلا، ولذلك من الأسهل لأندية إيطاليا وإسبانيا كذلك ان تقوم بتدوير مشاركة لاعبيها بين الدوري المحلي وأبطال اوروبا حيث يمكنك ان تلعب براحة أكثر في بعض المباريات، ولكن في إنجلترا لا يمكن أن تفعل ذلك بل إنه أمر مستحيل : المباريات السهلة ببساطة لا تتواجد في إنكلترا وهو أمر يجب ان يتنبه له اللاعبون وإلا سيجدوا نفسهم يخسروا النقاط.

    ضغط الإعلام

    في إيطاليا لدينا ثلاث صحف مخصصة فقط لكرة القدم ولا شيء آخر لذلك فإن في الأمر الكثير من الضغوطات والكثير من الإعلاميين يعتقد بأنه قادر على تأدية عملك كمدرب بشكل أفضل منك ولذلك يحاولوا دوما أن يقولوا لك كيف تلعب ومن يجب أن تختار من اللاعبين.

    أنطونيو كونتي

    خجول

    أنا إنسان خجول بطبعي وإذا التقيت شخصًا لأول مرة فإنني أحتاج للتعرف عليه حتى أبدأ بالكلام لذلك في البداية لا أتكلم كثيرًا بل اكتفي بالإنصات وهو أمرٌ أحبه. لكن في التدريبات لا أتوقف عن الكلام وهذه هي شخصيتي: أقدم نصيحتي وأشرح مواقف تكتيكية، كما أشرح الحركة المناسبة في الوقت المناسب لمساعدة اللاعبين على معرفة الوقت الملائم للتمرير أو النظر من حولهم بحثا عن مساحة فارغة في الميدان وانا لا أصرخ بل اتكلم … أتحدث.

    الشخصية

    أنا أتمتع بذات الشخصية سواء داخل الميدان أو خارجه في حياتي الشخصية ، شخصية قوية في عملي وفي حياتي ولكن هنالك طبعًا من هو قادر على تهدئتي وهو ابنتي فيتوريا : فقط هي من يقدر على ذلك اما زوجتي إليزابيتا فانها في بعض الأحيان تجعلني أكثر غضبًا ، أنا أمزح طبعًا !

    أحلام كرة القدم

    لا أحلم كثيرًا لأنني أنام لساعات قليلة لا تتجاوز أربع او خمس ساعات يوميًا ، عندما أذهب لفراشي اكون دوما أفكر في كرة القدم ثم أحاول النوم وأجد صعوبة بان تأتيني الأحلام لكن عندما أستيقظ في الخامسة او السادسة صباحا فإنني أبدأ العمل مبشارة ، يبدأ دماغي التفكير في كرة القدم منذ اللحظة التي أفتح بها عيناي والكثير من الأفكار الجيدة تأتيني في تلك اللحظات ، ربما قبل أن اغادر سريري، أعتقد بأنني مهووس باللعبة.

    خارج اللعبة

    بعيدا عن كرة القدم أستمتع بماهدة فلم مع زوجتي وابنتي وفي كثير من الأحيان أتناول الطعام ف يالمنزل لان زوجتي طباخة ماهرة ، لا تعقيدات بل مجرد أكل إيطالي بسيط وهو ما يعجبني .

    اللاعب والمدرب 1

    عندما كنت لاعبًا لم أكن بذات الطريقة في التفكير الدائم باللعبة فعملك ينتهي بختام الحصة التدريبية وتسمتع بأجازة صيفية لكن كمدرب فإن الأمر مختلف لأنه ما أن ينتهي الموسم حتى تبدأ التحضير للموسم الذي يليه من اختيار اللاعبين الجديد وبيع لاعبين في الفريق وهاتفي لا يتوقف عن الرنين وهو امر مؤسف لانك تحتاج احيانا لاجازة من كل هذه الأمور لكن بصراحة لا يمكنني العيش بدون كرة القدم لانها حياتي ، والدي كان رجلا محبا لكرة القدم وهو اول مدرب لي واول “مالك” لي واول “رجل معدات” لي.

    زوجة لا تحب اللعبة

    زوجتي لا تحب كرة القدم لكنها حضيرت بعض المباريات لي كمدرب إلا ان والدها يتابع المباريات ويحاول تقديم النصائح لي ويسعى لاخباري بما يجب أن أقوم به في الفريق.

    اللاعب والمدرب 2

    كلاعب فإنني أصف نفسي بالشخص سهل التجاوب مع التوجيهات من مدربي لانني كنت أنظر لنفسي في المراة وأسالها” هل أنت تقدم أفضل ما لديك؟”
    أفضل من زاملت في مسيرتي كلاعب هما زين الدين زيدان وأليساندرو ديل بيرو .

    المال والرياضة

    لا أعتقد أن المال زاد من ابتعاد اللاعبين عن المشجعين لأن الأمر كان دوما يشمل المال في كرةالقدم ، عندما كنت لاعبا كنا نحصل على راتب يزيد عن الذي يناله المواطن العادي لكن يجب ان نحافظ على احترامنا للمشجع الذي يصرف امواله لحضور المباريات وتشجيعنا في ميداننا او خارجه .

    نعم المال حاليا اكثر للاعبين والمدربين من الأوقات السابقة لكن اعتقد ان من يصل للمستوى الاول في اللعبة يصبح الأمر متعلقا بمدى اهميته في المظمومة أكثر منه بالمبلغ المالي الذي يتم دفعه له ، ليس المال موجودا من اجل أن يتم صرفه بل انه انعكاس لمكانتك في هرم الترتيب الرياضي لكرة القدم.