سيموني إنزاجي - إنتر ميلان - الدوري الإيطالي

سبورت 360 – أعلنت إدارة إنتر ميلان تعاقدها الرسمي مع سيموني إنزاجي، لتولي منصب المدير الفني للفريق خلفاً لمواطنه أنطونيو كونتي، الذي رحل بشكل مفاجىء بعد خلاف قوي مع الملاك والمدراء، رغم التتويج المستحق بلقب الدوري الإيطالي خلال الموسم المنتهي مؤخراً، ليقرر الانفصال بالتراضي بين الطرفين، بسبب رغبة الإدارة في بيع بعض الأسماء وعدم جلب صفقات جديدة، نتيجة الأزمة المالية الحالية التي يمر بها معظم أندية أوروبا والعالم.

قرار نهائي من كونتي

حسناً فعل كونتي بالرحيل عن تدريب إنتر ميلان، المدير الفني الإيطالي لديه شخصية صدامية بعض الشيء، ولا يفضل البقاء في أي فريق لفترة طويلة. فعل ذلك من قبل مع يوفنتوس وتشيلسي، وكرر نفس المشاكل رفقة إنتر، فالرجل لا يفضل أبداً الحلول الوسط، مما يجعله أقرب إلى الرحيل بعد موسم أو موسمين من أي فريق.

في إنتر مع كونتي، راهن المدرب كعادته على رسم 3-5-2 ومشتقاته، ونجح في صناعة ثنائية هجومية مثالية مع لاوتارو مارتينيز وروميلو لوكاكو، كذلك استفاد كثيراً من تعاقد الفريق مع المغربي أشرف حكيمي، ليقود الجبهة اليمنى بنجاح، رفقة المميز باريلا في المنتصف، وحماية كل هؤلاء بثلاثي الخلف أمام الحارس سمير هاندانوفيتش.

أيضاً استفاد كونتي كثيراً من الحلول المتاحة على دكة البدلاء، سواء كريستيان إريكسن أو أليكسيس سانشيز، ليتحول بسهولة من 3-5-2 إلى خطة لعب 3-4-1-2 في بعض المباريات، التي احتاج فيها الهجوم ومضاعفة الضغط في نصف ملعب خصومه، كما حدث بالتأكيد في النصف الثاني الحاسم من بطولة الكالتشيو، ليحقق الأفاعي اللقب بجدارة واستحقاق.

بالتأكيد كان من الأفضل استمرار المدرب بعد تحقيق الإسكوديتو، لكن مع المشاكل المتوقعة بينه وبين الإدارة، فإن توقع سيناريو سيء كان أمراً ممكناً في حال حدوث خلاف عميق بين كونتي وملاك إنتر، لذلك يعتبر قرار رحيله ليس بالغريب، وفي نفس الوقت نجحت الإدارة في إيجاد البديل سريعاً، بالتوقيع مع سيموني إنزاجي.

قوة إنزاجي

لعب سيموني إنزاجي دوراً محورياً في مشروع لاتسيو، المدرب والقائد والعقل المدبر ومهندس انتصارات الفريق، بعد أن ضبط الكثير من الأمور بهدوئه وتنظيمه وتطوره التكتيكي، ليحقق مع الفريق لقب بطولة كأس إيطاليا مرة واحدة، بالإضافة إلى بطولتين سوبر محلي، ويصنع أحد الفرق المميزة والصلبة في إيطاليا خلال السنوات الماضية.

تكتيكياً، إنزاجي يلعب أيضاً بطريقة قريبة من إنتر كونتي، فالمدرب يراهن باستمرار على خطة لعب 3-5-1-1 و 3-5-2 منذ قدومه، بتواجد ثلاثي دفاعي صريح أمام المرمى، رفقة ثلاثي بالمنتصف وثنائي على الأطراف، وفي نفس الوقت يعتمد على أسلوب اللعب العمودي المباشر، بالوصول إلى مرمى منافسيه بأقل عدد من التمريرات، بالإضافة إلى تطبيق التحولات السريعة والمرتدات الخاطفة من الخلف إلى الأمام.

نتيجة لذلك أجاد لاتسيو كرة التحولات خصوصا أمام الفرق الكبيرة التي تبادر بالهجوم، وأصبح أحد أفضل الفرق التي تلعب بـ 3-5-2، من خلال: كثافة الوسط، مساحات قليلة بين الخطوط، تحولات ولا أسرع، مع ميزانية متوسطة أو محدودة، وهي النقطة التي فطنت لها إدارة إنتر واهتمت بها كثيراً، حيث أن إنزاجي غير متطلب، ويستطيع اللعب بأي قماشة متوفرة لديه، وفي نفس الوقت لديه تاريخ جيد في عالم التدريب، ومقتنع تماماً بنفس طريقة اللعب التي اتبعها إنتر في المواسم الأخيرة.

إنتر سيموني

يمكن بسهولة توقع إستراتيجية إنتر في الصيف الحالي، فالنادي لن يقوم بإبرام أي صفقات كبيرة، وفي نفس الوقت سيتخلى عن أحد الأسماء المهمة، من أجل توفير 60 إلى 70 مليون يورو، لسد العجز في الميزانية، وضبط أوراقه المالية بشكل صارم، لذلك فإن أشرف حكيمي قد ينتقل إلى باريس سان جيرمان أو بايرن كما تقول الصحف، لكن مع الحفاظ على بقية العناصر في الدفاع والوسط والهجوم، مثل سكرينيار، باريلا، لاوتارو، ولوكاكو بالتأكيد.

ومع سيموني إنزاجي، قد يلجأ إنتر إلى أسلوب لعب متوازن، لا يهاجم بضراوة ولا يركن للدفاع، لكن يغلق مناطقه بشكل جيد، وفي نفس الوقت يعتمد على إيجاد الفراغات في نصف ملعب المنافسين، من أجل استغلالها وشن هجمات مباغتة، مما يجعله في أشد الحاجة إلى انطلاقات لوكاكو ولاوتارو، مع تمريرات باريلا الحاسمة وتحركاته بين الخطوط.

ليس بالضرورة أن يحقق إنزاجي نفس النجاح الذي وصل إليه كونتي، لكن على الأقل كانت خطوة حكيمة من إدارة النيرازوري بالتعاقد معه، لأنه يملك جميع الصفات التي تؤهله للتأقلم مع الوضع الحالي، سواء بفضل طريقة اللعب أو اختيارات اللاعبين، وبالتأكيد نجاحه السابق تحت ميزانية محدودة، وهي النقطة التي ستحدد موسم إنتر بالكامل في قادم الأيام.