توماس توخيل

حينما تتعاقد مع أندريه شورليه وماريو جوتزه وأوسمان ديمبيلي وتضيف لهم مارك بارترا ورافاييل جوريرو ومجموعة من اللاعبين الآخرين ليصل عدد المنتدبين إلى ثمانية لاعبين، فلا بد حينها أن تكون سعيداً، لكن في بوروسيا دورتموند لا تستطيع أن تصل لقمة السعادة أو لمنتصفها بهذه الصفقات فالحقيقة التي يتم اخفاؤها خلف ذلك مريرة جداً.

 جماهير دورتموند ومتابعوه حول العالم اصطدموا بحقيقة أن النادي لا يستطيع الحفاظ على أفضل لاعبيه ولا يستطيع حماية عاموده الفقري موسم تلو الآخر، بل يسهل عليه التفريط بأبرز عناصره والتعاقد مع عناصر جديدة، وحين تألق العناصر الجديدة يتم بيعها لضم آخرين، وعلى هذا المنوال.

تعاقد دورتموند مع مجموعة من اللاعبين المميزين ليس شيئاً إيجابياً حينما يتخلى النادي عن 3 لاعبين أساسيين يشكلون عماد قوة الفريق ومصدر ثقته، ماتس هوميلس وإلكاي جوندوجان وهنريك مخيتاريان، لا شك بأنهم أبرز الأسماء التي امتلكها دورتموند الموسم المنصرم إلى جاب ماركو رويس وإيميريك أوباميانج، لكن الآن تم تكسير العامود الفقري للفريق ومحاولة بناء عامود جديد يدعمه ويكون له الشخصية على أرض الملعب.

إذاً جملة “نقطة وسطر جديد” الشهيرة في قاموس الشعوب العربية تتفق تماماً مع حال دورتموند، النادي لم يبدل المدرب ولم يغير من هيكله الإداري، لكنه يبدأ مرحلة جديدة بلاعبين جدد، مرحلة النجاح فيها ليس مضمون بنسبة مئة بالمئة.

كما أن مهمة توخيل تزداد صعوبة في الموسم الحالي مقارنة بالموسم المنصرم، القضية لا تتعلق في ضرورة بناء شخصية جديدة لفريقه بعامود فقري جديد من اللاعبين فقط، بل تمتد إلى مشاركة النادي في مسابقة دوري أبطال أوروبا وحاجته لتقديم مستوى طيب فيها بعد غيابه عنها الموسم المنصرم.

أندريه شورليه وماريو جوتزه

أندريه شورليه وماريو جوتزه

المشاركة في دوري الأبطال مختلفة تماماً عن المشاركة في الدوري الأوروبي، الأولى تتطلب حشد أكبر قدر ممكن من اللاعبين المميزين في الفريق وتقديمهم أيضاً أقصى طاقاتهم على أرض الملعب، بينما شاهدنا الموسم المنصرم يلجأ توخيل لإشراك بعض بدلائه في الدوري الأوروبي خصوصاً خلال الأدوار الأولى، كما أنه أساسييه لم يقدموا أقصى ما لديهم في معظم المباريات.

في الموسم الحالي سيزداد الضغط البدني والنفسي على دورتموند مما قد يؤثر على نتائجه في الدوري المحلي، لذلك هي مرحلة جديدة كلياً ومختلفة عن التي عايشها توخيل الموسم المنصرم بكافة تفاصيلها.

في ذات الوقت لا نستطيع القول بأن الفشل والإخفاق هو المتوقع في دورتموند، النجوم الذين جلبهم النادي يملكون الموهبة والذكاء ويستطيعون التألق بقميص النادي، ومع تواجد مدرب أثبت معدنه الأصيل في الموسم المنصرم يصبح النجاح أمر وارد حدوثه إن وفق في استخراج أفضل ما لدى لاعبيه.

دورتموند مع توخيل .. سواء توقعنا نجاحه أو فشله تبقى الحقيقة الثابتة بأنها مرحلة جديدة بعد عام واحد فقط من قضائه في النادي!