عوّض بروسيا دورتموند رحيل نجومه هوملز ,غوندوغان و الأرميني هنريك مختاريان بإنفاق حوالي 109 مليون يورو ليس فقط بشراء نجوم ذائعة الصيت مثل شورله و غوتزه و بارترا و سيباستيان رودي ,بل قام الفريق الأصفر بشراء نجوم واعدة بدأت بالبناء منذ الآن:ديمبيلي و غيريرو و و إيمري مور بالإضافة للمواهب الموجودة أصلاً كفيليكس باسلاك و الأمريكي كريستيان بوليسيتش و نجم منتخب المانشافت القادم جوليان ويغل.
رحيل النجوم الثلاثة ترك فراغاً كبيراً بالطبع ,خصوصاً و أن النجوم الجدد يحتاجون لوقت ليس بالقليل للتأقلم مع أجواء البوندسليغا.
الخسارة الكبرى لدورتموند:
الرحيل الأهم كان رحيل قلب الدفاع هوملز ,اللاعب الذي كان الساعد الأيمن لجوليان ويغل عندما يعجز الأخير عن إيصال الكرة للاعبي الوسط و الهجوم .إرجاع الكرة لقلب دفاع المانشافت كان كافياً لإيصال الكرة إلى الثلث الأخير لملعب الخصم بفضل دقة تمريرات هوملز الطويلة.
لتعويض هوملز احتاج توماس توخيل للنظر في الكثير من الخيارات ,الألماني من طينة المدافعين القلائل في أوروبا الذين يجيدون اللعب من الخلف كبونوتشي و ديفيد لويز ,و لكن الاختيار الأخير وقع على ابن اللاماسيا مارك بارترا.
الاختيار لم يكن الأنسب في البداية ,بارترا و بفضل اللاماسيا لا يجيد لعب الكرات الطويلة ,ولكنه ماهر جداً في التمريرات القصيرة تماماً مثل ويغل.إضافة بارترا أجبرت الفريق على الاعتماد أكثر على فكرة السيطرة على الكرة والنتائج تثبت ذلك حقيقة .
في مواجهة ريال مدريد سيطر دورتموند بنسبة 60% في السيغنال إيدونا بارك و 54% في السانتياغو برنابيو ,الفريق حل خامساً في نسبة السيطرة في دور المجموعات بعد البايرن و برشلونة و توتنهام و الباريس سان جيرمان ,تصدره لمجموعته بوجود العملاق المدريدي يثبت فاعلية نسب السيطرة.
جوليان فيجل
و لكن من هو اللاعب الأساس في خط الوسط؟
هو الألماني جوليان ويغل ذو ال 21 عاماً الذي كان يلعب في الدرجة الثانية موسم 2014 -2015 مع ميونيخ 1860 ,ثم صعد إلى القمة و كان مع منتخب المانشافت في رحلة اليورو الأخيرة إلى فرنسا.
اللاعب الذي يعتبر المفتاح في خطة توخيل الذي حل مع فريقه ثانياً الموسم الماضي خلف فريق غوارديولا ب 78 نقطة ,فقط ريال مدريد ب 90 نقطة حصل على نقاط أكثر في المركز الثاني في الدوريات الخمس الكبرى.
الألماني كان متواجداً في 30 مباراة في الموسم الماضي من أصل 34 ,نسبة تمرير ناجحة وصلت ل 92% .إصابات غوندوغان المتكررة ثم بيعه لاحقاً لم تؤثر على الفريق الأصفر.
هل يكون ويغل تشافي الجديد؟
هواة المقارنة بدؤوا بمقارنة اللاعب بتشافي ,قدرة اللاعب البدنية الضعيفة بعض الشيء و القدرة على ربط الخطوط تجعل تلك المقارنة صائبة بعض الشيء.
تعتمد خطة توخيل على بنية 4-1-4-1 بوجود ويغل أمام رباعي الدفاع و خلف رباعي الوسط كلاعب مثالي لأي مدرب يعتمد مبدأ السيطرة والتمريرات القصيرة ,لذلك ليس من المستغرب أنه كان ضمن أهداف بيب غوارديولا في بافاريا ثم في مانشستر ,لكن توخيل حتى الآن ما زال قادراً على إبعاد الإغراءات عن لاعبه الشاب.
يقف ويغل في الموسم الحالي كافضل ممرر في البوندسليغا حتى الآن بنسبة 91% و 94% في التشامبيونز ليغ ,بطول 186 سم و وزن 72 كغ يبدو حتى الآن في وضع مثالي لمركزه ,ولكن لماذا كان حجر الأساس احتياطياً في لقاء بروسيا مونشغلادباخ؟
بدأت الفرق بالانتباه إلى قدرة اللاعب الذهنية في الملعب وقدرته على التحكم برتم المباراة ,اللعب بدنياً على ويغل كان الخيار الأنسب في استغلال واضح لنقطة الضعف الوحيدة حتى الآن الموجودة عند اللاعب.
توخيل ترك ويغل احتياطياً و اعتمد خطة 3-4-3 تاركاً غينتر في الثلاثي الخلفي كصانع العاب من العمق ومدافع صلب تقف عنده هجمات بروسيا مونشغلادباخ.
ماذا يحتاج دورتموند للفوز بالألقاب مجدداً؟
الفريق يبدو ضعيف دفاعياً إلى حد كبير عندما يفقد الكرة ,توخيل يحتاج إلى عمل كبير على تموقع اللاعبين بدون الكرة دفاعياً ُ أثناء تلقي الضغط و استقدام مدافع جديد في الانتقالات الشتوية يبدو الحل الأمثل ,هذا الخيار يعطي الإمكانية للدفع ببارترا قليلاً إلى الأمام في محاولة لمساعدة ويغل لتعويض تراجعه البدني.
على المستوى المحلي يبدو من الصعب منافسة البايرن ,الفريق البافاري الفائز باللقب في المواسم الأربعة الأخيرة يبدو أكثر من مستعد للفوز بلقب جديد رغم الشكوك التي دارت بعد غوارديولا و قدرة أنشيلوتي على النجاح في بطولة الدوري.في المواسم القادمة و مع تأقلم لاعبي بروسيا دورتموند مع خطط توخيل و وصول لاعبي البافاري لحد الإشباع في التتويج عندها سيكون دورتموند البطل بالتأكيد.
وفق المعطيات المحلية ,يبدو دورتموند مرشح بقوة ليلعب دور الحصان الأسود في دوري الأبطال هذا العام ,وصيف نسخة 2013 يمتلك كل الأسلحة اللازمة للفوز في مباريات خروج المغلوب خصوصاً بوجود هجوم من نوعية أوباميانغ و الزجاجي ماركو رويس.
