مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ

سبورت 360 – ما الذي كان يُمكن أن يحدث لو أُدخل محمد علي كلاي إلى مدرسة كرة قدم، أو لم يمسك رافايل نادال مضرباً في حياته؟ كيف كانت ستُرسم أساليب الملاكمة والتنس؟ يُمكن حمل هذا التساؤل بثقله الكامل ووضعه في سياق مشابه، ما الذي كان سيحدث لمركز حراسة المرمى لولا مانويل نوير؟

إذا ما قام حارس بالخروج من مرماه كما فعل نوير أمام ليفربول ليسمح لماني أن يُسجل هدفه في نصف نهائي دوري الابطال، كان يُمكن أن يُقضى على مسيرته. يُعد مانويل نوير ملك هذه الأخطاء وإذا ما بحثت جيداً لن تجدها نادرة ورغم كل ذلك فهو من غير مفهوم الحراسة إلى الأبد.

يتقلص هامش الخطأ المسموح به في كرة القدم كلما تراجعت إلى الخلف، على سبيل المثال إذا قام المهاجم بتمريرة خاطئة يُمكن أن يعد الأمر عادياً لكن كلما عدت في الملعب إلى مراكز متأخرة وصولاً إلى حارس المرمى ستُصبح الكلفة أعلى ونوير قرر أن يكون واحداً من هؤلاء الذين لا يأبهون للكلفة.

لم تكن فكرة الحارس الذي يُشبه نوير جديدة، جربها رينوس ميتشيلز في أياكس مع ستانلي مينزو، أعادها فان غال مع الاستثنائي فان دير سار، عمل عليها بيب غوارديولا مع فيكتور فالديس. كانت الفكرة تنطلق دائماً من جملة كرويف الشهيرة في تظهر فلسفة ميتشيلز للكرة الشاملة “الحارس هو المهاجم الأول، والمهاجم هو المدافع الأول”. هذه المحاولات كلها كانت منقوصة، لكن نوير كان أكملها.

حين وصل غوارديولا إلى بايرن ميونيخ، فإن رومينيغيه تدخل لمنع بيب من إشراك نوير في مركز أكثر تقدماً من الملعب. يجيد نوير دور الحارس – الليبرو. لا يُجيد فقط البناء من الخلف كما تُبسط الصورة ولا يجيد فقط مراوغة مهاجم قبل التمرير من أجل المتعة التي قد تكون مكلفة أحياناً، بل يملك نوير نظرة أشمل إلى الملعب.

نوير الخيار الإضافي للتمرير في كل وقت، هو قلب الدفاع الثاني في كثير من الأوقات، هو الليبرو، هو تغطية مساحة 40 متر خلف دفاع متقدم، هو قراءة تمريرة الخصم قبل خروجها من قدمه، هو لحظة الانطلاق في المرتدات ولحظة التمرير في الفراغ، هو امتصاص الضغط في الخلف لأجل خلق المساحة خلف لاعبي الوسط. كل هذا يقوم به نوير من دون أن يتوقف عن أن يكون الحارس العظيم في التصديات حين يجب ان يقوم بردات الفعل.

تغير عالم التكتيك اليوم بدأت تدخل في مصطلحاته فكرة جديدة، بدأت تقل استخدامات 4-3-3 أو 4-4-2 لوصف الخطط بل بات هناك واحد أولاً (1-4-3-3( بات هذا الواحد أكثر تأثير بكثير مما مضى. تغيرت مدرسة حراسة المرمى بذاتها وتغير تكامل الجمهور معها أيضاً.

في الحياة يُمكن للأفكار أن تبقى مجرد نظريات إذا لم تُطبق بحرفية مطلقة، كان يُمكن أن تبقى فكرة ميتشيلز وكرويف عن الحراسة نظرية، لكن نوير جعل منها حقيقة دائمة.