كيميتش يستحق الاشادة وليس الإهانة يا “فيلسوف جوارديولا”

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوارديولا يوبخ كيميتش

    بعد 90 دقيقة من القوة والمتعة والسرعة والمهارة والتكتيك، بعد المباراة الكروية التي اكتملت بحنكة المدربين وتميز اللاعبين وانتقصت للأهداف، خرج لنا جوسيب جوارديولا في حادثة غير مألوفة ظهر خلالها وكأنه مدرب هاوٍ يعمل من أجل البروز على شاشات التلفاز وتصدر عناوين الصحف عبر كسر معنويات نجمه الشاب.

    جوارديولا نزل إلى أرض الملعب بعد نهاية اللقاء، صافح ألابا بانفعال ثم بدأ في الصراخ على بنعطية قبل أن يكمل لقطته “التمثيلية بامتياز” بالتوجه إلى الشاب كيميتش ليصرخ في وجهه ويوبخه أمام مرأى وسائل الاعلام والمتابعين للدوري الألماني حول العالم، وكأنه يقول له “لماذا لعبت بشكل جيد؟”.

    المدرب الاسباني لم يكترث لمعنويات لاعبه التي قد تتهشم جراء توبيخه بشكل مهين أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولم يكترث لمستقبل لاعب يملك من المهارات التي تجعل الجميع يتنبأ بقدرته على أن يصبح أحد أفضل المدافعين في العالم، كما لم يعر اهتمام لمشاعر عشاق البايرن الذين يعتقدون أن فريقهم أصبح قاب قوسين أو أدنى من اللقب ومن حقهم الاحتفال بذلك، بل أصر على خطف الأضواء وكأنه ممثل في مشهد درامي!

    وفي الحقيقة تصرف جوارديولا ربما كان سيمر مرور الكرام لو يقدم الشاب في مواجهة دورتموند ما يشفع له لنيل الإشادة بدلاً من التوبيخ والإهانة، كيميتش كان أبرز عناصر بايرن ميونخ الدفاعية على الاطلاق بل أنه اللاعب الذي حرم مهاجمي بوروسيا من أخذ حريتهم داخل منطقة الجزاء في 3 لقطات.

    guardiola-kimmich-600

    الأولى حينما انطلق الصاروخ أوباميانج في هجمة مرتدة اعتقدنا خلالها أن سينفرد بسهولة بمرمى نوير إلا أن كيميتش فاجأنا بسرعة كبيرة ومجاراة للجابوني حتى ضيق عليه المساحة وجعله يسدد تحت الضغط نحو جسد نوير، والثانية حينما التف بشكل بارع جداً حول رويس الذي انفرد بمرمى نوير وكان يحاول حجز الكرة لكن الشاب تنبه لذلك وتحرك بخفة خلف الجناح ليقطع الكرة من أمامه، والثالثة في الشوط الثاني حينما ضايق أوباميانج في انطلاقته وجعله يرسل كرة “أي كلام” نحو مرمى نوير.

    جوارديولا بدلاً من معاجلة أخطاء وسط ملعبه الدفاعي التي تتكرر مباراة تلو الأخرى، بلو موسماً تلو الآخر والتي كانت سبباً في اقصائه من دوري أبطال أوروبا خلال الموسمين الأخيرين، لجأ إلى توبيخ شاب كان أفضل من غيره في اللقاء!

    صحيح أن كيميتش أخطأ في بعض الهجمات خلال المباراة لكن بالنظر إلى صغر سنه (20 عام) والضغط الذي تعرض له بتوكيله مهمة مراقبة الصاروخ السريع أوباميانج وسط تقدم مستمر من لام نحو الهجوم فإنه أدى المطلوب منه بنسبة جيدة من النجاح.

    تصرف جوارديولا غير مبرر مهما كانت الظروف التي دفعته لفعل ذلك، على الأقل المباراة كانت انتهت ويستطيع الحديث مع لاعبه في غرف خلع الملابس بدلاً من سرقة الأضواء بطريقة سخيفة في أرض الملعب، طريقة لا تفيد فريقه بشيء ولن تغير من نتيجة المباراة سوى أنها ربما ستجعل لاعب شاب يصاب الإحباط مبكراً.

    ** اقرأ أيضاً: بايرن ميونخ يعود بنقطة ثمينة من معقل دورتموند