بايرن ميونخ - دوري أبطال أوروبا

سبورت 360 – سقف التوقعات حول بايرن ميونخ في بطولة دوري أبطال أوروبا مرتفع للغاية، لدرجة أن الكثيرين يتحدثون عن مواجهة لاتسيو في ثمن النهائي على أنها مجرد تحصيل حاصل ومحطة سهلة لعبور روبرت ليفاندوفسكي ورفاقه إلى ربع النهائي.

الفوز التاريخي الذي حققه بايرن ميونخ على برشلونة بنهاية الموسم الماضي، وبعض النتائج الساحق في بداية هذا الموسم، وأخيراً التتويج بلقب كأس العالم للأندية قبل أيام، جعل الفريق البافاري فوق جميع المرشحين للفوز بلقب دوري الأبطال وبفارق شاسع، دون أن يتطرق أحد للعديد من التفاصيل حول موسم البايرن الحالي.

بايرن ميونخ ليس فريقاً مثالياً كما يعتقد البعض، نعم هو ربما الأكثر شراسة في الجانب الهجومي عندما تسنح له الفرص للقضاء على خصمه، لكن هذا لا يجعله خالي من الأخطاء والمشاكل، بل على العكس، هناك مؤشرات خطر حول أداء الفريق هذا الموسم، والتي يمكن للاتسيو استغلالها في مباراة الغد في ذهاب دور الستة عشر، وهي على النحو التالي:-

تذبذب مستوى بايرن ميونخ

قبل الحديث عن الجوانب التكتيكية والفنية، لا بد أن نتطرق إلى مستوى الفريق بشكل عام، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة، حيث أن النتائج لا تعكس القوة التي يتحدث عنها الجميع، والأمر نفسه ينطبق على الأداء أيضاً.

بايرن ميونخ خسر مباراته الأخيرة ضد فرانكفورت بتشكيلته الأساسية تقريباً، كما تعادل في المباراة السابقة أيضاً مع أرمينيا بيلفيلد الذي كان يحتل المركز قبل الأخيرة في ترتيب الدوري الألماني، أما انتصاراته في بطولة كأس العالم للأندية فكانت خجولة، ولم يقدم خلالها الفريق الأداء المتوقع رغم فارق الإمكانيات المهول مع الخصوم.

على الجانب الآخر، يقدم لاتسيو أداءً مميزاً للغاية تحت قيادة المدرب سيموني إنزاجي في الأسابيع الأخيرة، حيث حقق الفريق الانتصار في 7 مباريات من آخر 8 مباريات خاضها في الدوري الألماني، والهزيمة الوحيدة كانت أمام إنتر ميلان متصدر الترتيب.

مشكلة ذهنية يعاني منها نجوم بايرن ميونخ

عندما يصل أي فريق إلى القمة، يواجه لاعبيه تحدياً كبيراً يتعلق في الشعور بالثقة الزائدة التي تتحول إلى غرور لاحقاً، ونادراً ما تنجح الفرق الكبيرة بالتغلب على هذه العقبة عندما تصل إلى مستوى بعيد عن باقي الخصوم في مختلف البطولات، شاهدنا هذا الأمر حدث مع ليفربول مثلاً بعد منتصف الموسم الماضي، وكان قد سقط به ريال مدريد أكثر من مرة في المواسم الماضية أيضاً، وتكرر مع برشونة كذلك بعد الثلاثية التاريخية عام 2015.

شعور اللاعبين أنهم أقوى من الخصوم فنياً وتكتيكياً مؤشر خطير جداً يهدد مشوار بايرن ميونخ في البطولة، لأن هذا يجعلهم يلعبون بمجهود أقل، والتزام منخفض، حتى أن التركيز يكون غائبا في الكثير من الأوقات، فكل هذا ينتج عن الشعور الذي يسيطر على الفريق أن الأمور سهلة ويمكن التعويض في أي لحظة.

عندما يدخل بايرن ميونخ في حالة من التراخي خلال المباريات، ويلقى نفسه متأخراً بالنتيجة أو أن الأمور أصعب بكثير مما كان يتخيل، يقوم برفع نسقه بشكل سريع وتعود الماكينة التي خلقها المدرب هانز فليك للعمل مجدداً، في بعض الأحيان ينجح في الخروج من الأزمة، وفي أحيان أخرى لا يسعفه الوقت والفارق بالنتيجة، وهذا يصيب اللاعبين بالإحباط ويجعلهم يدخلون في دوامة التسرع بدلاً من السرعة.

بايرن ميونخ سيخوض مباراة سهلة على الورق ضد لاتسيو، وهذا في حد ذاته يثير القلق، فإذا لم ينجح اللاعبين بالخروج من حالة الثقة المبالغ بها والعيش على الإنجازات الأخيرة، فستكون مهمة الفريق أصعب مما يتخيله الكثيرين، لاسيما وأن لاتسيو من أكثر الفرق التي تستغل حالة التراخي التي تصيب المنافسين.

المساحات القاتلة في دفاع بايرن ميونخ

لا شك أن هذه النقطة يعرفها الجميع، بايرن ميونخ من الفرق التي تهاجم بثمانية لاعبين، كما أنه يضغط على الخصم في مناطقه الدفاعية بشكل مكثف لكي يستخلص الكرة سريعاً ويتجه نحو المرمى، وهذه الفلسفة تعد نقطة قوة المدرب هانز فليك، لكنها تكون أحياناً نقطة ضعف أيضاً.

عندما يفشل بايرن ميونخ في عملية الضغط، أو التسجيل أثناء الهجوم، بسبب تذبذب مستوى بعض اللاعبين أو أن الخصم يدافع بشكل جيد، يرتفع مؤشر الخطورة على مرمى الحارس مانويل نوير، خصوصاً عندما يكون الفريق الخصم يجيد الخروج بالكرة والارتداد بشكل سريع، وبالطبع لاتسيو يجيد الأمرين بكل براعة.

مبالغة بايرن ميونخ في العملية الهجومية أو الضغط على المنافس في مناطقه يجب أن يكون في حدود المعقول خلال مباراة الغد، لأن الفريق إذا تلقى هدف بسبب المساحات التي يتركها خلفه، فإنه سيكون معرضاً لتلقي أهداف أخرى مع مرور الوقت، لأنه سيبحث عن التعديل السريع والاندفاع بشكل أكبر نحو مناطق الخصم، فيجب أن يتمتع الفريق البافاري بمرونة تكتيكية خلال المباراة، ويلتزم اللاعبين بأدوارهم الدفاعية قبل الهجومية، ويتم تسريع نسق اللعب ضمن المعدل الطبيعي.

الاعتماد على العرضيات مؤخراً

من مزايا بايرن ميونخ أنه يجيد استغلال الكرات العرضية بشكل مثالي، وهي سلاح مكّنه من التفوق على منافسيه في عام 2020، لكن في الآونة الأخيرة بدأ الاعتماد عليها يرتفع بشكل أكبر من المطلوب، لدرجة أن الفريق بدأ يفقد القدرة على الاختراق من العمق والتوغل عبر الكرات البينية.

عدم التنوع في أداء بايرن ميونخ مؤخراً قد يجعل مهمة لاتسيو أسهل في الدفاع عن مرماه ثم الارتداد على مانويل نوير، وبالتالي ينبغي أن يأخذ المدرب هانز فليك هذه النقطة بعين الاعتبار ويخلق مصادر أخرى في العملية الهجومية، والعودة لنفس الاستراتيجية التي كان يتبعها في النصف الثاني من الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، والتي تتمثل بشن الهجمات من جميع الجبهات، وبشتى الطرق أيضاً.