ناجح محلياً وفاشل أوروبياً.. لماذا يُعاني سواريز باستمرار في دوري الأبطال؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لويس سواريز - أتلتيكو مدريد - دوري أبطال أوروبا

    سبورت 360-  صدق أو لا تصدق، آخر هدف سجله لويس سواريز خارج ملعبه في دوري أبطال أوروبا، كان يوم 16 سبتمبر 2015، خلال مباراة برشلونة وروما في الملعب الأوليمبي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، ليلعب وقتها خلال عدة مواسم مع البارسا، ثم هذا الموسم رفقة أتليتكو مدريد، دون أن يسجل أبداً خارج ملعبه، في رقم يبدو غريباً للغاية.

    سواريز أوروبياً

     لويس سواريز لا خلاف عليه، أحد أفضل المهاجمين في آخر 20 سنة، ويؤكد كثيرون أنه الأميز من بين لاعبي جيله، لكنه مؤخراً أصبح أقل، عامل السن، وزيادة الوزن، وكثرة إصابات الركبة، وعدم القدرة على اللعب بوتيرة ثابتة في الدوري والشامبيونزليج، مما جعله في موضع انتقادات جماهير وإعلام البارسا، ثم أتليتكو مدريد مؤخراً.

    سواريز 9 صريح مؤخراً، صحيح أنه يتحرك ويصنع، لكنه أيضاً ليس كالسابق، على مستوى القيام بالشق الدفاعي، الضغط على حامل الكرة، اللعب من لمسة واحدة، العودة إلى الوسط والميل تجاه الأطراف، أي أنه ليس الرجل المناسب الذي يلعب في مباريات خروج المغلوب أوروبياً، والتي تعتمد بشكل أو بآخر على السرعة والتحولات والمرتدات.

    الهجوم والدفاع لا ينفصلان. عندما يكون هجومك قوي فإنه لا يسجل أو يصنع فقط، بل أيضاً يقوم بالضغط والافتكاك والدفاع من الأمام، مما يعود بالإيجاب على لاعبي الخط الخلفي. ولم يقم لويس سواريز بهذه الأدوار خلال الفترة الماضية، لذلك فإن أتليتكو مدريد أيضاً عانى بوضوح أوروبياً، ليخرج أمام تشيلسي بعد خسارته ذهاباً وإياباً بنتيجة 3-0 في مجموع المباراتين.

    GettyImages-1307639019-2

    سيميوني وسواريز

    سواريز لم يكن غريباً على طريقة لعبه سيميوني وإستراتيجة الدفاع، هكذا تحدثنا عند انتقاله إلى أتليتكو مدريد خلال الصيف الماضي. بالتأكيد لم يلعب بهذا النسق مع البارسا وليفربول وأياكس، لكنه أحد قادة منتخب أوروجواي الذي ينافس دائماً بأسلوب شبيه، مع المدرب القدير أوسكار تاباريز، الذي يركز باستمرار مع الفريق على إغلاق المساحات، اللعب البدني، القوة الدفاعية، واستغلال أنصاف الفرص عن طريق ثنائية كافاني وسواريز، فيما يعرف بإستراتيجية “المخلب” في إشارة إلى الجانب العنيف والشخصية القوية لهذه المجموعة في معظم البطولات القارية والعالمية.

    لذلك نجح لويس سريعاً مع الفريق محلياً، لإجادته ترجمة الفرص إلى أهداف، ولعبه بشكل جيد أمام الفرق التي تدافع وتضيق الفراغات، إنها الإستراتيجية التي كانت ترهق سيميوني كثيراً، عندما يواجه خصماً يلعب بنفس طريقة لعبه، يضيق الفراغات ويدافع بشكل قوي، مما كان يمنعه من التسجيل والحصول على الثلاث نقاط.

    مع سواريز في الليجا، الوضع صار مختلفاً بشكل كبير، لأنه يسجل أمام الفرق الدفاعية، ويعرف كيف يستغل الأخطاء ويحصل على المخالفات، بالإضافة إلى خبرته العريضة التي مكنت فريق العاصمة الثاني من تصدر بطولة الليجا منذ فترة طويلة حتى الوقت الراهن، لكنها لم تشفع له أبداً في مباريات أوروبا كعادته مؤخراً.

    SUA

    أسباب تكتيكية

    تلعب معظم فرق دوري الأبطال بنظام قائم على الضغط والركض. لا يوجد فريقاً يدافع باستمرار لأنها بطولة للكبار خاصة في مرحلة خروج المغلوب، لذلك يتفوق أكثر الفريق الذي يجيد التحولات السريعة، من الدفاع للهجوم والعكس. وأتليتكو لا يجيد هذا الأمر أبداً خاصة بعد قدوم سواريز، بسبب البطء الشديد للمهاجم اللاتيني، بالإضافة إلى نقص حركته وكبر سنه خلال السنوات الماضية.

    عانى أتليتكو خارج أرضه أمام تشيلسي، كما عانى البارسا أيضاً ضد ليفربول، بايرن، وروما خارج قواعده في المواسم الأخيرة، لأن سواريز لا يضغط ولا يدافع ولا يركض باستمرار، مما يجعل الفريق ضعيفاً أثناء المرتدات، وفي نفس الوقت غير قادر على قطع الكرات في نصف ملعب منافسيه.

    نتيجة لذلك، قرر دييجو سيميوني سحب سواريز سريعاً في الشوط الثاني أمام تشيلسي، لأن مهاجمه سمح بتقدم لاعبي الفريق اللندني أكثر، ولم يقدر على استغلال المساحات المتاحة خلفهم، ليقول الشولو بعد المباراة بكل هدوء، أنه قرر إخراج سواريز لأنه أراد تسجيل هدفين في الوقت المتبقي من المباراة.

    لا يعني كل ما سبق أن صفقة انتقال سواريز إلى أتليتكو فاشلة، هي مفيدة جداً محلياً، وربما سيجلب لهم لقب الدوري بنهاية الموسم، لكن من الصعب بل المستحيل الفوز بدوري الأبطال وفق ظروفه الحالية القائمة على السرعات والتحولات والضغط والدفاع المتقدم، برأس حربة مثل لويس سواريز الحالي، مع كامل الاحترام والتقدير لتاريخه العريض.

    imagick-21-1