هل قصف ماسيمليانو أليجري جبهاتنا جميعًا؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس وميلان سابقاً

    سبورت 360 – خرج المدير الفني السابق ليوفنتوس ماسيمليانو أليجري بحوار مثير وثري مع صحيفة ليكيب الفرنسية ناقش فيه رؤيته لكرة القدم وللتدريب.

    أليجري تحدث عن أن التدريب قد تغير كثيرًا مع الزمن وأنه صار على المدرب التعامل مع عدد كبير جدًا من الأشخاص حتى أنه عندما يكون هناك اجتماع للفريق، يكون عدد أفراد الطاقم أكثر من عدد اللاعبين، فالطاقم يتألف من عدد كبير من المتخصصين في العلاج الطبيعي والأطباء والمعدّين ومحللي الفيديو.

    مدرب ميلان الأسبق كان يميل كثيرًا في الحوار برأيي إلى التقليل من دور المدرب التكتيكي في الملعب مشيرًا إلى أنه عندما يكون لديك 20 لاعبًا في آخر 20 مترًا من بينهم 10 لاعبين من الخصم فإنه لا يمكنك أن تتخيل أن الرسم التكتيكي هو ما سيجعلك تسجل هدفًا بل إن اللاعب هو من سيقرر دائمًا ودورك كمدرب فقط أن تعمل على طلب الكرة من متوسط الميدان.

    بينما ركز أليجري على نقطتين مهمتين وهما قدرة المدرب على تهيئة أفضل ظروف ممكنة للاعبين والحديث هنا عن الأجواء والظروف النفسية والنقطة الأخرى هي التي بدا فيها غير مقتنع كثيرًا بدور الإحصائيات والأرقام أو على الأقل أنه يجب قراءتها من خلال المباراة.

    أليجري لفت نظري في تصريحاته إلى رغبته الشديدة في التوضيح للناس أن المدرب لا يتحكم في كل تفصيلة كما يتصور البعض، وصحيح أنه سبق لبعض المدربين -بمن فيهم بيب جوارديولا نفسه- وأن أشاروا إلى أن الأمر بيد اللاعبين إلا أن أحدًا لم يكن بذلك الوضوح كما فعل أليجري في حديثه الشيق.

    رونالدو يعانق أليجري

    رونالدو يعانق أليجري

    المدير الفني الإيطالي عزز من فكرتي أن المدرب عليه أن يكون طبيبًا نفسيًا يجيد التعامل مع البشر قبل أي شيء آخر .. اللاعبون يصبحون أصعب في التعامل مع كل يوم يمر فهم لا يجعلون الأمور سهلة وبدلًا من تركيز المدرب على ما يخص فنيات الفريق فإننا أصبحنا نرى ازديادًا حقيقيًا في عدد الحالات التي تنجح فيها الفرق أو تفشل لمجرد نظرة اللاعبين تجاه المدرب.

    الأمر وصل في بعض الأحيان إلى أن أغلب اللاعبين يرهنون نجاحهم الشخصي نفسهم على مدى اقتناعهم بالمدرب وليذهب ناديهم إلى الجحيم، فلو لم يكن المدرب مقنعًا على المستوى النفسي قبل الفني فإنه لن ينجح، أي أنه على كل مدرب أن يكون متحدث لبق يجيد استخدام الكلمات ويعمل على النفسيات أكثر من أي وقتٍ مضى .. إن كنت أينشتاين كرة القدم نفسه ولم تكن ذي قدرة على الكلام بشكل خطابي مميز أو ذي قدرة على كسب ود لاعبيك فأنت ميت لا محالة.

    هذا الأمر تحدث عنه جوزيه مورينيو قبل فترة هو الآخر .. لاحظ أن مدربين من نوعية فان خال وفابيو كابيلو –ممن يضعون حاجزًا واضحًا بينهم وبين اللاعبين- قد بدأوا في الاندثار من عالم كرة القدم .. الجميع يبحث عن الطبيب النفسي الذي يمكنه التعامل مع هؤلاء الصبية المرفهين.

    لكن لنعد لكلمات أليجري الذي أكد أنه لا يمكنك تخيل الفوز بالمباراة بالرسم التكتيكي ملمحًا إلى أنه على المدرب التعامل مع الظروف والأجواء وفهم الفريق والشعور بالحالة التي يمر بها وأنه ما يفعله المدرب هو منح التنظيم للفريق بينما من بالمباريات هم اللاعبون مشيرًا إلى أنه لم يكن ليكتب كتابًا حول التكتيك لأن هناك مليارًا من المدربين لديه معرفة أكثر منه في هذا المجال بل أراد أن يكتب كتابًا عن الموارد البشرية التي تصنع الفارق الأهم لدى المدربين.

    أليجري وماوريزيو ساري

    أليجري وماوريزيو ساري

     والسؤال الآن هل أليجري محق فيما يقول؟ هل ما يردده المدربون عن تعزيز دور اللاعبين وأنهم في  النهاية هم من يقررون هو نوع من التواضع من المدربين أم أن أليجري وغيره قد قصفوا جبهاتنا أو على الأقل جبهات بعضنا؟

    نحن نعيد الكثير من الأمور في المباراة إلى جوانب تكتيكية كبيرة قبل كل شيء .. هذا الفريق تحسن داخل الملعب لأن المدرب قد قام بهذا التبديل وهذا الفريق قد تراجع في المستوى لأن تمركز لاعبيه قد تغير .. بينما نحن نفكر بتلك الطريقة يُشعرنا المدربون في تصريحات كثيرة بأن الأمر أبسط من ذلك على المستوى التكتيكي وأن السر دائمًا هو العمل الذهني والنفسي مع هؤلاء الشباب المحتاجين طوال الوقت للدعم وبث الثقة والسهر على نفسياتهم كما تسهر الأم إلى جانب طفلها المريض!

    الأمر محير حقًا، وصحيح أن من صرح بهذه الأمور لم يلغي الجانب التكتيكي في حديثه بشكل تام إلا أنه بعد ما تحدث عنه أليجري، تذكرت بوست كوميدي على فيسبوك يظهر فيه أحد الأشخاص محللًا احدى اللقطات في احدى الأفلام بشكل فلسفي وكيف أن المخرج تعمد إظهار كذا لأنه قصد كذا وكذا وكذا بينما يقف المخرج يستمع إلى هذا الشخص لا يفهم من أين أتى بكل هذه التفسيرات وأنه لم يتعمد أي شيء أصلًا!