حكايات من الدوري الإيطالي … إيان راش الصقر الذي فشل في الصيد بإيطاليا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    هذه المرة وداعا إيطاليا وذلك نحو الأفضل

    كان إيان راش واحدا من نجوم ليفربول في أنجلترا بأهدافه ال346 في 658 مباراة وفي موسمه الأخير قبل إنضمامه إلى يوفنتوس في 1987 كان قد سجل 40 هدفا في 57 مباراة وهو لم يكمل عامه الخامس والعشرين بعد

    وصل لإيطاليا في قمة عطائه ولكن موسمه الأول كان سيئا فسجله التهديفي توقف عند سبعة أهداف فقط في 29 مباراة، نجم بريطاني جديد يفشل على الأراضي الإيطالية

    كان معروفا أن راش قد قال بأن العيش في إيطاليا يشبه العيش في دولة أجنبية غريبة، اللاعب دائما ما ينفي أنه قال ذلك وحتى لو فذلك لا يبرر المستوى السيئ الذي كان يقدمه نجم كبير مثله رفقة يوفنتوس قبل أن يعود لإنجلترا مرة أخرى ويواصل التهديف لسنوات طويلة

    تعاقد معه يوفنتوس صيف 1986 ب3.2 مليون جنية إسترليني وأرادت إدارة الفريق أن ترسله في إعارة إلى لاتسيو من اجل أن يتأقلم مع الأجواء الإيطالية كما حدث مع مايكل لاودروب قبله ولكن اللاعب رفض مفضلا البقاء في ليفربول لعام أخر

    حط النسر كما كان يلقب في تورينو رفقة زوجته بعد 17 يوما فقط من إرتباطهم الرسمي وأقاموا في فيلا كبيرة على تلة قريبة من تورينو ويومياته في إيطاليا كانت تكشف حماسا شديدا ورغبة في إستكشاف كل شيء حول العالم الجديد الذي أنتقل إليه

    وصل راش بطموحات كبيرة وحماس من الجماهير التي لم تتذكر ما حدث في هيسل، في البداية على الأقل

    كان السبب الأبرز في فشله في إيطاليا هو أن الوصول لشباك المنافسين هنا أصعب فالمدافعون وحراس المرمى في إيطاليا أفضل والمدربين يمتلكون رؤية تكتيكية أوسع وأسلوب اللعب أكثر عنف حيث سيتم إرتكاب الاخطاء عليك من أجل إيقافك

    في إيطاليا سيأكلك المدافع إذا عرف نقطة ضعفك وحتى طريقة إحتساب الأهداف تبدو أصعب فما يتم إحتسابه هدفا لمهاجم في دوري أخر يكون بسهولة هدف عكسي إذا لمست الكرة أي جزء من مدافع الخصم حتى وإن لم تغير إتجاهها، راش أدعى أن ذلك حدث معه مرتين على الأقل

    لقد ظننت أني سجلت الهدف الأول اليوم ولكن بعد المباراة فوجئت بأنها أحتسبت هدف عكسي

    كما كانت المقارنة بين راش والنجم الويلزي السابق ليوفنتوس جون تشارلز غير عادلة رغم ان الثنائي يحمل نفس الجنسية ويلعب في نفس المركز ولكن تشارلز كان يلعب بجانب عمر سيفوري وبنابيرتي بينما كان يمتلك راش أنجيلو أليسيو (2 هدف في 25 مباراة) وماسيمو مورو (0 أهداف في 25 مباراة) ومايكل لاودروب ( 0 أهداف في 27 مباراة) و ريناتو بوسو ( 2 هدف في 19 مباراة) هؤلاء من كان من المفترض أن يدعموا راش على أرضية الملعب

    إضافة إلى مشكلة كارثة هيسل التي لن تنساها جماهير يوفنتوس وكانت تلك الصفقة تعتبر خطوة من أجل إعادة العلاقات مع ليفربول بعد أن تهدمت تماما في 1985 ولكن راش نفى تماما أن تكون كارثه هيسل قد أستخدمت ضده طوال فترة تواجده بإيطاليا

    وفوق ذلك كان راش ينضم لواحدة من أضعف نسخ يوفنتوس الذي كان قد بدء في التراجع بعد جيل تاريخي والتعويض للنجوم كان سيئا فبعد رحيل ميشيل بلاتيني تم التعاقد مع لاعب إيطالي يدعى ماجرين مميز في الركلات الحرة فقط والعديد من الأسماء الشابة أنضمت للفريق وفشلت تماما بشكل سريع

    كان ماركيزي هو المدير الفني ليوفنتوس حينها وقرر السير على نهج دفاعي متحفظ بزيادة فكانت النتيجة تسجيل 35 هدف فقط في 30 مباراة لعبها الفريق ذاك الموسم وراش كان معزولا في الامام بمفرده ومطالبا بالعودة لدعم زملائه في الخلف ومحاولة الحصول على الكرة

    إذا جمعت كل تلك المعطيات فستجد أن أهداف راش السبعة كانت إنجازا كبيرا ويوفنتوس أنهى ذاك الموسم في المركز السابع ولولا تفوقه في النهاية في المباريات الإقصائية لما تأهل للمشاركة الأوروبية والتي كانت لتكتب غيابا هو الأول للفريق منذ 25 عاما

    كتب كين جورمان مذكرات راش الإيطالية وفي إفتتاحيتها كتب

    في موسم 1987/1988 كان هداف الفريق في الدوري

     

    7 أهداف؟ الهداف الأول؟ تلك الحقيقة فقط تخبرك كيف كان موسم يوفنتوس

     

    كان بلاتيني قد أعتزل ولاودروب لا يزال صغيرا وغير قادر على القيادة بمفرده وأرقامه 0 أهداف في 27 مشاركة تتحدث عن ذلك

     

    موسم صادم

     

    اليوميات تعتبر رسالة حزينة لموسم سئ عاشه فريق كبير وإبتعاد الجميع عن راش

     

    لماذا لا يتحدث إلي أحد؟ أين هم أصدقائي وزملائي في الفريق؟ تلك كانت تساؤلات راش في تلك الفترة

    كان راش يرغب في العودة سريعا إلى أنجلترا وأجوائها واللاعب كان مصدوما من تعامل الصحافة الإيطالية

    سار موسم راش كالأتي حيث سجل 10 اهداف في المباريات الإعدادية ولكن الإصابة حرمته من بدء الموسم رفقة زملائه وبعد عودته وجد نفسه غير قادر على إستعادة قدراته التهديفية والسبب انه لا يلمس الكرة طوال الدقائق التي كان يحصل عليها حينها علم بأن مهمته في إيطاليا لن تكون سهلة أبضا

    بدأت الجماهير في الهتاف ضد راش واللاعب فشل في تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف بحلول شهر مارس ولم يشارك سوى في 1500 دقيقة، المدير الفني ليوفنتوس ماركيزي الذي تمت إقالته بنهاية ذاك الموسم أتهم راش بأنه السبب لأنه غير مناسب للدوري الإيطالي

    أصبح راش مصابا بمرض البارانويا فكان يؤمن بأن تلفونه مراقب وأن صاحب المنزل الذي يعيش به يمد الصحافة بأخباره أولا بأول ولغة اللاعب الإيطالية كانت سيئة ولا تتحسن ولادروب الذي كان مسئولا عن التجرمة لم يكن يأخذ مهمته بجدية

    حاول راش تعلم اللغة الإيطالية ولكنه كتب

     

    أنا أتحدث الإنجليزية بصعوبة فكيف لي بتعلم لغة أجنبية كالإيطالية

     

    ساءت الامور أكثر لراش في إيطاليا وذلك بعد أن قاد وايلز للفوز على الأزوري بفضل هدفه في مباراة جمعت بين المنتخبين في بريشيا وبنهاية ذاك الموسم قام الرئيس جياني أنيلي بالتعاقد مع لاعب روسي هو زفاروف بعد أن اعجب بأدائه ليصبح لدى يوفنتوس 4 لاعبين اجانب وثلاثة فقط مسموح لهم بالمشاركة

    فشلت صفقة إنتقال لاودروب إلى هولندا لتقرر إدارة يوفنتوس التضحية بمهاجمها الوايزلي وإعادته إلى ليفربول مرة اخرى ليعود إلى الانفيلد رود ويتنفس من جديد ويحلق النسر الوايزلي فوق رؤوس المنافسين ليكتب لنفسه تاريخا تهديفيا في الأراضي الإنجليزية وعاما ضائعا فوق هضبة تورينو