حكايات من الدوري الإيطالي … التلاعب في النتائج قانون غير مكتوب

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    من الصعب التلاعب في نتيجة مباراة كرة قدم ففي النهاية كل المباريات تلعب بشكل عام أمام الجماهير وعلى التلفزيون ويديرها ثلاثة حكام على الأقل بجانب تواجد 22 لاعب وأثنين مدربين

    ولكن هناك العديد من الطرق لتجاوز كل تلك النقاط فأحيانا يكون هناك أتفاق ضمني بين الطرفين على النتيجة النهائية وهذا الأتفاق يمكن عقده قبل صافرة البداية أو أثناء المباريات نفسها عندما يقرر اللاعبون بأن التعادل يكفي في هذه المباراة

    التعادل بتلك الطريقة منتشر في الدرجات الأدنى أو بين المتنافسين على الهبوط في الدوري الإيطالي خصوصا مع أقتراب الموسم من نهايته وهذا الاتفاق لا يعتبر تلاعب في النتائج ولكنه جزء من كرة القدم

    الأتفاق على التعادل يعتبر مقبولا في كرة القدم الإيطالية وأحيانا الصحافة الإيطالية تنجذب لمثل تلك المباريات بعدم إعطائها أي تقييم للاعبين المشاركين مكتفية ب”لا نقاط” في التقييم النهائي للاعبين المشاركين وتلك العامة لا تعطى إلا للاعب الذي شارك في الثواني الأخيرة من المباريات ولم يكن هناك وقت كافي للحكم على مستواه وتأثيره في المباراة

    ولأنه لا يوجد أتفاق ورقي قبل المباراة بين الأطراف فلا يوجد أي طريقة لإثبات تواطئ وحتى الآن يتم منع المراهانت على المباريات تلك والجماهير نفسها تعرف هذه الأتفاقات، في 1993 قامت بعض الجماهير قرب نهاية الموسم في الدرجة الثانية برفع لافتة “نراهن أن تلك المباراة ستنتهي بالتعادل” وبالفعل كانت النتيجة النهائية تعادل سلبي بين الطرفيين

    تسير الأمور كالآتي فهناك النادي الكبير الذي لا يوجد أي شيء يقاتل من أجله في نهاية الموسم ويقابل فريق يصارع على البقاء وعلى مر السنين أعتادت الفرق الصغيرة الفوز بتلك المبارايات مما كان يؤدي إلى إحتدام النقاش حول أتفاقات بين اللاعبين أو الإدارات على هذه النتيجة

    ولكن الحقيقة أبسط من هذا فلا أحد يتوقع من النادي الكبير أن يقوم باللعب بكل قوته في مثل تلك الحالات فلا يوجد سبب لإتفاقات سابقة من أجل هذا بل في إيطاليا يعتبر لعب تلك المباريات بقوة فضيحة تخالف تقاليد اللعب النظيف تلازم صاحبها بصفته مخادع

    ليس من الصعب البحث عن أمثله على هذا ففي مايو 1999 كان بولونيا قد ضمن البقاء في وسط الجدول وألتقى في الجولة النهائية بسامبدوريا الذي كان يحتاج إلى الفوز من أجل البقاء وسط الكبار وحارس بولونيا كان لاعب سامبدوريا السابق جيانلوكا باجليكا

    أنتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق وهبط سامبدوريا للدرجة الثانية وفي الموسم التالي أوقعت قرعة الكأس الفريقان وجها لوجه وجماهير سامبدوريا أستقبلت حارسها السابق بالسباب وقامت بقذفه بقطع حديدية تم قطعها من حمامات الملعب ليتم إنهاء المباراة خوفا على حياة الحارس من الجماهير الغاضبة

    كان هذا الغضب لان هناك فريقا قرر اللعب بقوة في مباراة ليست مهمة بالنسبة له وفوت فرصة على منافسه الذي أحتاج الفوز بالفعل، مثال أخر ما حدث في الجولة الاخيرة من موسم 1999-2000 عندما احتاج يوفنتوس لنقطة واحدة من أجل حصد اللقب وكان منافسه هو بيروجيا

    قام جاوتشي رئيس بيروجيا بشحن لاعبيه قبل المباراة من أجل تقديم كل ما لديهم وعلى ملعب غارق في مياة الامطار حسم بيروجيا المباراة لصالحه بهدف نظيف وضيع على يوفنتوس فرصة الفوز باللقب لصالح لاتسيو

    بعد عامين تكرر الأمر مرة أخرى حيث أحتاج إنتر ميلان إلى الفوز على لاتسيو في روما من أجل حصد لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ 15 عاما حينها ونسور العاصمة قرروا أصطياد الأفاعي فأسقطوهم بأربعة أهداف مقابل هدفين وماركو ماتيرازي لاعب إنتر ميلان والذي كان حاضرا ضمن فريق بيروجيا الذي أضاع الدوري على يوفنتوس كاد أن يبكي على أرضية الملعب

    تحدث ماتيرازي على أرضية الملعب للاعبي لاتسيو مستعطفا إياهم اللعب بطريقة أقل جدية مذكرا إياهم بأنه منذ عامين فقط أهداهم لقب الدوري بمساهمته في إسقاط يوفنتوس وماسيمو موراتي رئيس إنتر حينها خرج مهاجما فريق لاتسيو لأنه لعب بجدية كأنهم في نهائي دوري الأبطال  مقارنة بأداء سيئ قدمه طوال الموسم

    وفي 2004-2005 أتهم مسئولي فريق جنوى مسئولي فريق تورينو بانهم شجعوا لاعبي فريق فينيسيا على اللعب بقوة أمام جنوى في مباراة بنهاية ذاك الموسم

    كان السؤال هو لماذا قدموا كل هذا الجهد؟ ماذا كسب الفريق من هذا؟ وذلك في ثقافة تفضل الفوز بأي طريقة على اللعب النظيف فمن الصعب الإجابة على هذا السؤال إذا لم يحصد الفائز أي جوائز في النهاية