كتاب أنشيلوتي(16): كلوب و ساكي – الحرب الرقمية

أسامة شاهين 17:22 04/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • إيقاف دييغو كوستا:

    في مدريد و قبل مواجهة الأتلتيكو كانت التحليلات الرقمية تشير إلى أن كوستا سيركض 8 كم كمعدل وسطي في المباراة, مسافات طويلة و بسرعة في الفراغ خلف قلبي الدفاع. و أشارت الأرقام أيضاً أنه  في بعض المباريات سيركض كوستا نصف تلك المسافة,عندما يفعل ذلك فإن الأتلتيكو غالباً سيخسر تلك المباراة.

    كان السؤال الأهم هو كيف نستخدم تلك المعلومات لإيقاف كوستا؟ تكتيكياً أخبرت المدافعين أن يتراجعوا نحو الخلف لتقليل المسافة و منع دييغو من الركض مسرعاً خلفهم ,كان يتحتم علينا أن نجعله يقترب ليستلم الكرة أمام المدافعين و ظهره للمرمى ,لم نهزم الأتلتيكو دائماً ولكن استطعنا إيقاف خطورة كوستا في أغلب المباريات.

    العامل الأهم في تقرير التكتيك:

    بالنسبة لي فإنني أفضل رؤيتي الشخصية عندما أتابع المباريات ,عيناي هما الأداة الرقمية المفضلة.امتلكت المعرفة و الخبرة التي أتت من متابعتي آلاف المباريات ودائماً ما كانت المعلومات التي تصلني تثبت وجهة نظري.

    الاعتماد على الرؤية الشاملة دائماً هو خياري المفضل وليس فقط متابعة الأرقام و الهوس بها.

    في تشلسي مثلاً كانت الأرقام تشير أن كالو و أنيلكا وجو كول عندما يلعبون معاً فإنهم يركضون أكثر من 1000 م بدون كرة عدواً سريعاً ,هناك ارتباط مهم بين تلك الأرقام و الفوز بالمباريات ولكن جوابي كان بسيطاً:

    “رائع جداً ولكن أين تقترحون أن نضع دروغبا إذاً! “

    في مدريد الإحصائية الأهم كانت أن رونالدو يسجل 60 هدفاً في 60 مباراة ,وهذا يعني أن امتلاك رونالدو يعني أنك ستبدأ المباراة متقدماً بهدف على الخصم!

    و الشيء العظيم الذي يتعلق برونالدو أنه حتى لو عرف الخصم كيف سيلعب فإنه لا يستطيع إيقافه!

    تسمى هذه القاعدة بقاعدة لومباردي ,نسبة إلى مدرب كرة القدم الأمريكية الشهير فينس لومباردي.

    القاعدة ببساطة تقول أنه يجب أن تلعب وفقاً للخطط الأساسية دون أخطاء تقريباً لأنه مهما فعل الخصم فإنه لن يستطيع إيقافك.

    arrigo-sacchi_cqr8xetkz4np16qshbscznqpq

    ساكي و كلوب:

    لو عدنا بالزمن قليلاً إلى أريجو ساكي بالتحديد ,كان سيلقى مساعدة كبيرة لو توفرت لديه كل تلك المعلومات عن الحالة العضلية و الفيزيائية للاعبين ,كان سيعرف أكثر مقدار اندماج كل لاعب في موقعه ضمن الخطط المرسومة.

    إذا فضلت اللعب بكثافة عالية كما هو الحال بالنسبة لكلوب دورتموند و حالياً في ليفربول سيكون استخدام تلك المعلومات مهماً جداً ,و السؤال هنا ليس عن مدى صحة النظام المعمول به و إنما قدرة العمل بنظام مثل هذا (الكثافة و الجهد) لمدة موسم كامل ثم موسمين أو ثلاثة؟ هل سيكون اللاعبين قادرين على تحمل الجهد العضلي لفترة طويلة؟

    العامل النفسي عند اللاعبين – إيطاليا 94:

    لست من النوع الذي يهتم كثيراً في الحروب النفسية التي يخوضها بعض المدربين و أحاول دائماً أن أتعامل باحترام مع اللاعبين ومع نفسي و مع سمعة الفريق.

    أحاول دائماً أن أقاتل مع فريقي على أرض الملعب و ليس عبر تشويه سمعة الخصم او الحكم و أن أستخدم الجانب النفسي لإخراج الأفضل عند اللاعبين و الفريق ,بشكل عام يتم الاهتمام بالجوانب الفيزيائية وبدرجة أقل الجانب العقلي.

    كنا نملك طبيباُ نفسياً في الميلان و تشيلسي ولكن ليس في مدريد ,على الرغم من أن هذا الجانب ممتع و مفيد جداً و لكن يبقى مهملاً بسبب أن اللاعبين نفسهم يقاومون ذلك لأنهم يعتقدون أن تلك الأمور شخصية جداً و على درجة عالية من السرية.

    كل يوم هناك مشاكل على الصعيد النفسي وهي غير مهمة جداً بالنسبة لي و لكنها مهمة جداً بالنسبة للاعب.على الكادر معرفة السبب و محاولة التعامل مع كل فرد على حدا.

    إذا نظرنا للمباراة بشكل منفصل عندها من الممكن أن نرى الأسباب النفسية التي سببت شيء معين ,فعلى سبيل المثال ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة و أنت متقدم بفارق 5-0 تختلف عن ضربة الجزاء في نهائي المونديال و أنت تعرف أن هناك حوالي 2 مليار شخص يتابعونك عبر التلفاز.

    في 1994 عندما كنت مساعداً لساكي في كأس العالم وصلنا للنهائي وواجهنا البرازيل ,عندما حان وقت ضربات الجزاء لم يتوقع أحد أن باجيو وباريزي لن يصيبوا المرمى .

    IMG_1918

    في الحقيقة هم ليسوا فقط لم يصيبوا المرمى وإنما ما زلنا نبحث عن الكرة التي أضاعوها ,المشكلة هناك كانت ذهنية تماماً.

    عندما واجهنا نيجيريا في الأدوار الإقصائية كانت أجهزة الكمبيرتر قد دخلت ميدان الكرة حديثاً وساكي طلب من كادر الفريق معلومات تفصيلية لأول مرة في تلك المباراة.

    لو خسرنا تلك المباراة فإن الجمهور الإيطالي كان سيقوم بقتلنا عند العودة ,فزنا بهدف متأخر وقتها و ساكي طلب مني المعلومات و شريط المباراة كاملاً ,أخبرته أننا فزنا ذهنياً وليس هناك ضرورة لرؤية الشريط كاملاً ,ولكن ساكي أصر وقتها على متابعة المباراة مرة أخرى و الأشواط الإضافية و لكنني ما زلت أؤمن أننا انتصرنا ذهنياً في تلك المباراة و ليس للأرقام أي ضرورة.

    علينا العمل أكثر على المجال النفسي في عالم كرة القدم و يجب أن نحصل على المساعدة من خبراء مختصين في هذا المجال ,و الأهم أنه على اللاعبين أن يفهموا أن الموضوع يتعلق بمساعدتهم و ليس توجيه النقد لهم.

    ترجمة:أسامة شاهين