الساحرة الساخرة المستديرة وتقلباتها !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • الساحرة المستديرة كما يحلو لعشاقها أن يدعوها، يحلوها لها أحياناً أن تمارس دور الساخرة المستديرة، فتهزأ باعتقادات أدمنها أصحابها كثوابت لا بديل لها في عالم كرة القدم، أو تلهو بعقول البعض ليعتنقوا أراء كانوا أبرز مناقضيها فيما مضى، أو تقدم لنا مفاجآت لم يتوقعها خيال أكثر المنجمين جموحاً.

    من منتخبات وأندية خالفت المنطق بقدرتها على الوصول لمنصات التتويج وانتزاع الألقاب بإمكانياتها المتواضعة الى أندية لم يتخيل عاقل أن تقبع في وسط الترتيب غير قادرة على انتزاع بطاقة مؤهلة الى أبطال أوروبا،  كحال اي سي ملان العريق الذي طالما صال وجال في أوروبا و ايطاليا؛ حينما كانت بلاد الأزوري قبلة للنجوم والمواهب قبل أن تتحول لبطولة نجوم الصف الثاني أو من يشقون طريقهم نحو النجومية.

    وكحال الأندية يخيب بعض النجوم التوقعات، وإن كان من المنصف توقع تراجع أداء بعض النجوم اثر انتقالهم وصعوبة تأقلمهم في الدوريات الجديدة، إلا أن البعض يخالفون التوقعات بإعادة اكتشافهم لآنفسهم ومواهبهم في أندية مختلفة، فمن كان يتوقع تألق الصغير موراتا في سيدة ايطاليا العجوز بعد أن كان لاعب دكة في ريال مدريد ولم يكن حتى الخيار الأول للمدربين في التبديلات، وأحياناً يكون السر بتغيير مركز لاعب ما في نفس الفريق لتحول من حمل زائد الى حجر أساس وسر بطولات وتألق فريقه، أما غير المألوف هو أن ينفض لاعب ما الغبار عن نفسه بدون تغيير لمركزه أو فريقه بل مجرد تجديد الثقة به مما يكون له أثر السحر في أدائه، فأن تذعر الجماهير المدريدية بسبب إصابة بنزيما بعد أن كانت تطالب كل صيف بمهاجم ثقيل ليحل محل الأنيق الفرنسي هذا حتماً لم يكن ضمن دائرة توقعاتهم خلال السنين القليلة الفائتة.

    في حين تأتي نهايات بعض النجوم بشكل مبكر وبطريقة غير متوقعة كرحيل تيفيز الى بوكا جونيورز وهو في قمة تألقه او انتقال كاسياس نحو بورتو بعدما كان رمز وقديس ريال مدريد، أو رحيل نظيره فالديس الذي كان حامي العرين الكتلوني الأول فلا يجد له مكان سوى فريق ناشئي مانشستر يونايتد !

    ولا يختلف حال المدربين كثيراً، حيث يقعون ضمن دائرة المستديرة وتقلباتها، فهاهي ترفع من شأن مدربين قوبلوا بالإستهجان والصافرات أو قلة الصبر على أدائهم في بعض الأحيان كأليغري في يوفنتوس و لويس أنريكي في برشلونة وبينيتز في مدريد، لينجحوا في قيادة فرقهم نحو بر الأمان والاستقرار في النتائج والأداء، بل والألقاب في حالة اليوفي والبرسا مع انتظار نتائج موسم المدرب المدريدي.

    في حين أدارت المستديرة ظهرها لمن استطاعوا جلب المجد لأنديتهم بالفوز بأهم الألقاب ، كروبيرتو دي ماتيو الذي أقيل رغم تحقيقه للأبطال بعد استلامه تشيلسي المتدهور في الدوري، وأنشيلوتي الذي عوقب على موسم جفاف وحيد رغم موسمه السابق الناجح جداً مع العاشرة المدريدية الحلم، بل هاهي تنقلب على من حمل لقب الإستثنائي في عالمها، ليحقق أسوء بداية في تاريخ النادي بعدما كان جنرال مجده وألقابه، والحديث في هذه الحالة عن مورينيو وتشيلسي،كما استطاعت محو بعض الأسماء من ذاكرة الجماهير القصيرة كفيلاس بواس الذي اعتقد الجميع أنه سيكون مورينيو الجديد، ليخيب الأمال مع الأندية التي أشرف عليها.

    ساحرة، مشوقة، متقلبة، تنقلنا إلى عالم تصعب فيه التوقعات حيث تختلط الموهبة بالمصادفة والشغف ليكون لدينا خليط إثارة نحاول كجماهير اللحاق به وتفسيره وبعض الأحيان استباق احداثه، مع إدراك أنه لا مجال لتفادي مفاجآته.

    لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك