حرب الكرة .. حكاية هدف أشعل حربًا بين دولتين

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • getty images

    موقع سبورت 360 – كرة القدم بالفعل توحد الشعوب، وتجعلك تتعرف على ثقافات البلدان الأخرى، لدرجة أنك بسببها تتعرف على أسماء بلدان لم تكن على علم بها من قبل.

    ولكن في نفس الوقت كرة القدم قد تكون سببًا في قيام الحروب والنزاعات، وهذا ما حدث من قبل مع سلفادور، وهندوراس.

    موقع “بي بي سي” قام بسرد قصة الهدف الذي كان سببًا في الحرب بين سلفادور وهندوراس -المعروفة باسم حرب الكرة- التي استغرقت أربعة أيام، وراح ضحيتها آلاف الأرواح.

    حرب الكرة

    GettyImages-1151739926

    قبل مونديال المسكيك نسخة عام 1970، كانت المنافسة على أشدها بين منتخبي الهندوراس، والسلفادور بغية التأهل لكأس العالم.

    السلفادور واجهت الهندوراس ثلاث مرات في أقل من شهر تقريبًا من أجل التأهل لنهائيات كأس العالم في المكسيك.

    المباراة الأولى في تيجيوسيجالبا قد انتهت بفوز الهندوراس، وفي المباراة الثانية فازت سلفادور، لذلك لعب المنتخبان مباراة فاصلة في مكسيكو سيتي في السابع والعشرين من شهر يونيو.

    كانت نتيجة المباراة حتى الدقيقة 10 من وقت بدل الضائع تشير إلى تعادل سلفادور وهندوراس إيجابيًا بهدفين لمثلهما.

    وفي الدقيقة 11 من عمر الوقت الإضافي، تقدم لاعب سلفادور الشهير وقتها موريشيو رودريجيز الشهير بـ”بيبو”، ودخل منطقة الجزاء، ووضع رأسية متقنة في شباك الهندوراس، معلنًا عن الفوز لسلفادور.

    وفي الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب، قال رودريجيز صاحب الهدف الشهير ” عندما أحرزت الهدف لم أكن اعتقد أن هناك مزيدًا من الوقت أمامهم للتعادل، فقد كنت على يقين أننا فزنا وانتهى الأمر”.

    وأضاف ” شعرنا أن علينا واجبًا وطنيًا وهو الفوز من أجل السلفادور، كنا نخشى الخسارة بسبب تلك الظروف، كانت الخسارة تعني عارًا أبديًا، ما لم ندركه أن ذلك الفوز وذلك الهدف سيكون رمزا للحرب”.

    وتابع “بالنسبة لي سيظل ذلك الهدف دائما مصدرًا للفخر، لقد استخدمت السلطات والسياسيون نصرنا الرياضي لتمجيد صورة السلفادور”.

    وأكمل “ورغم كل ما حدث بعد ذلك فقد ظل فريق السلفادور يحمل الكثير من التقدير والاحترام لفريق هندوراس المنافس، فلم تكن المباراة بالنسبة لنا بين عدوين بل بين فريقين رياضيين متنافسين”.

    ماذا حدث؟

    GettyImages-453570332

    كان عدد سكان السلفادور نحو 3 ملايين نسمة عام 1969، وكانت هناك نخبة من ملاك الأراضي يمتلكون أغلب أراضي البلاد تاركين القليل للغاية للمزارعين الفقراء.

    بينما كانت هندوراس، التي سيطرت عليها وقتها نخبة إقطاعية صغيرة أيضًا، تبلغ مساحتها خمسة أضعاف مساحة السلفادور وعدد سكانها 2.3 مليون نسمة عام 1969.

    وكنتيجة لذلك كان أهالي السلفادور يهاجرون إلى هندوراس بحثا عن العمل في الزراعة، وفي عام 1969 كان هناك نحو 300 ألف سلفادوري يعملون في هندوراس.

    وكانت النخبة الإقطاعية في السلفادور تدعم هذه الهجرة الجماعية التي تخفف الضغط على أراضيهم، ولكن هذه الهجرة أدت إلى امتعاض المزارعين في هندوراس الذين كانوا يناضلون من أجل الحصول على مزيد من الأراضي من النخبة الإقطاعية حينئذ، لذلك مررت حكومة هندوراس قانونًا زراعيًا إصلاحيًا لتخفيف التوتر

    ولم تكن السلطات تركز على الأراضي المملوكة لشركات الفواكه الأمريكية، بل على الأراضي التي استقر فيها

    المزارعون المهاجرون من السلفادور.

    وقد بدأ رئيس هندوراس، أوزوالدو لوبيز أريلاندو، في ترحيل الآلاف من السلفادوريين إلى بلادهم، حيث تحدثت الصحف وقتها عن اضطهاد المزارعين من سلفادور في هندوراس، ومزاعم عن اغتصاب وقتل.

    بعد المباراة الثانية التي انتهت بفوز سلفادور، قام أكثر من 12 ألف سلفادوري بمغادرة هندوراس، وبعد انتهاء المباراة الثالثة بفوز السلفادور، قالت الصحف بأن سلفادور انتصرت في “حرب كرة القدم”.

    وأثناء المباراة الثالثة، كانت جماهير سلفادور يهتفون “قتلة، قتلة”، وفي الأيام التالية، وقعت مناوشات حدودية، وأمرت حكومة سلفادور قواتها بغزو هندوراس، وشن غارات جوية ضدها.

    وكما ذكرنا، استمرت هذه الحرب أربعة أيام، ونجحت بعدها منظمة الدول الأمريكية في التوصل لوقف إطلاق النار في 18 من شهر يوليو، لتنتهي حربًا أسفرت عن وفاة 3 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين في هندوراس.

    هدف في مباراة كرة قدم كان السبب أشعل حربًا بين دولتين، بالطبع الأسباب ليست رياضية، ولكن كانت الفتيل الذي أشعل الحرب بين سلفادور وهندوراس.