حكم لمباراة كرة القدم - صورة تعبيرية

سبورت 360 – أصبحت أخطاء الحكام هي الشغل الشاغل لجماهير كرة القدم في السنوات الأخيرة، حيث لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تسليط الضوء عليها، وهو ما دفع الجماهير للتناحر بعد كل مباراة كبرى حول صحة قرارات الحكم، ومدى نزاهته.

وحين الحديث عن نزاهة الحكام فيجب حينها المرور على واقعة تاريخية تتعلق بأحد أشهر المباريات المشبوهة في تاريخ كرة القدم والتي بطلها الحكم البرتغالي جواولا كالابوت

من هو كالابوت ؟

جواولا كالابوت ، حكمٌ برتغالي يحمل الشارة الدولية ، وُلدَ في عام 1917 وتوفي عام 1999 ، ويُعد أول حكم في البرتغال توجه إليه تهم الفساد ومحاولة التلاعب في النتائج وعمل تقارير كاذبة ، وذلك لصالح نادي بنفيكا وتحديداً في موسم 1958/1959 ، فماذا حدث آنذاك ؟

القصة الكاملة

بداية القصة ونهايتها في الجولة الأخيرة من منافسات الدوري البرتغالي حيث وصلَ كلًا من الغريمين التقليديين ( بورتو وبنفيكا ) إلى الجولة الأخيرة وهما متساويان بالنقاط، ويحتاج نسور البرتغال إلى الفوز بفارق +4 أهداف عن النتيجة التي من ممكن أن يحققها التنين الأزرق من أجل الظفر باللقب .

الشكوك حول نزاهة الحكم أصبحت موضع شك حتى قبل أن تبدأ المباراة إذ أنه تأخر في موعد إنطلاق مباراة بنفيكا ضد فابريل لما بعد ثماني دقائق من بداية مباراة بورتو وتورينسي التي انطلقت في الوقت المحدد لها وذلك تمام الساعة 15:00 بتوقيت البرتغال آنذاك .

ويقول الصحفيون البرتغاليون حينها أن كالابوت وبنفيكا قاما متعمدين بهذه الحركة وتم بذل كل ما في وسعهما من أجل تأخير إنطلاق مباراة بنفيكا وفابريل ، وذلك ليتسنى لهم معرفة نتيجة مباراة التنين الأزرق عند نهايتها ومحاولة التلاعب في نتيجة مباراة النسور .

الأمر لم يقف عند هذا الحد ، بل أن كالابوت منحَ بنفيكا ثلاث ركلات جزاء ( هناك شكوك تحوم حول عدم صحة الركلة الثانية منها ) استفادَ منها نادي العاصمة لشبونة في ترجمتها لأهداف ، عدا أنه قام بطرد ثلاثة لاعبين من فابريل في محاولةٍ لمنح بنفيكا التفوق العددي .

وصلت الأخبار حينها بنهاية مباراة بورتو بتفوقهم على تورينسي بثلاثة أهداف نظيفة ، وكانت نتيجة مباراة النسور ضد فابريل 7-1 وهذا يعني حاجتهم الى هدفٍ إضافي من أجل خطف اللقب من التنانين ، كالابوت زادَ من أمر التشكيك به وبنزاهته خصوصاً بعد أن وضع أربع دقائق كوقتٍ بدل ضائع عن هذه المباراة وجعلها تنتهي بعد مباراة بورتو بعد احتساب وقت التأخير بما يقارب الـ 12 دقيقة ، ورغم ذلك فشل بنفيكا في إضافة الهدف الثامن ما منحَ بورتو اللقب عن جدارةٍ واستحقاق .

شعار نادي بورتو البرتغالي

شعار نادي بورتو البرتغالي

التهم الموجهة لكالابوت

قامَ كابولات بتلك المباراة بالعديد من الأخطاء التي وجهت إليه أصابع الإتهام من قبل الاتحاد البرتغالي لكرة القدم وهي :

– تأخير موعد إنطلاق المباراة لأكثر من ثماني دقائق .

– منح بنفيكا ثلاث ركلات جزاء ، اتفق جميع النقاد والمحللون حينها على عدم صحة الثانية منها والتي كان من الممكن أن تغير مسار اللقب تماماً لو أضافَ بنفيكا هدفاً ثامناً .

– استكمال المباراة رغم طرد ثلاثة لاعبين من فابريل ، إذ تنص قوانين الإتحاد البرتغالي لكرة القدم حينها على إنهاء أي مباراة بمجرد طرد لاعبين اثنين من فريقٍ واحد .

– الكذب في التقارير وتزوير موعد انطلاق / نهاية المباراة .

علم نادي بنفيكا البرتغالي

علم نادي بنفيكا البرتغالي

كالابوت والصحافة البرتغالية

نفى كالابوت حينها جميع التهم الموجهةِ إليه إذ أصرَ أنه أطلق المباراة في موعدها وأنه قد تم إنهائها بالموعد المحدد لها أيضاً وذلك بعد نهاية الوقت الأصلي والوقت بدل الضائع .

كما أشارَ الحكم البرتغالي الشهير الى عدم تلقيه أي رشاوي من أي طرف وأنه أدارَ المباراة بما يمليه عليه ضميره المهني وبشكلٍ يضمن استمرار النزاهة في الكرة البرتغالية وتحكيمها .

الصحافة البرتغالية انقسمت بينَ مؤيدٍ ومعارضٍ لكالابوت ، إحدى الصحف المحلية وتُسمى صحيفة موندو ديسبورتيفو قالت : ” كانت يمكن أن تكون ضربة حرة فقط ، لا يمكن بكل الأحوال أن تكون ركلة جزاء ( عن ركلة الجزاء الثانية ) ” .

أما صحيفة الأبولا الشهيرة بدعمهما وتحيزها لبنفيكا فقد قال أحد أشهر صحفييها حينها : ” لقد قام لاعبوا فابريل بتضييع الوقت وابقاء الكرة في منطقة جزائهم الكثير من الوقت ، كان من الواضح أنّ هناك حالة من التواطؤ مع بورتو وهذا يُثبت براءة السيد كالابوت ” .

بريء كبراءة كالابوت

أصبحت هذه الجملة بعد ذلك مثلاً للسخرية في البرتغال وذلك لمن يدعي البراءة من فعلٍ قام به ، وارتبط إسم كالابوت منذ ذلك الوقت بهذه القضية التي تُعد من أشهر فضائح التحكيم البرتغالي .