سبورت 360 – كم مرة سمعت وقرأت كلمة “منتهي” مقترنة باسم كريستيانو رونالدو؟ أراك تحك شعر رأسك محاولًا إحصاء عدد لا يحصى مثله مثل عدد شعرات رأسك التي تحكها .. حسنًا، تخيل معي أن هذا الوصف قد بدأ من خلال عنوان لم يحدث من صحيفة “سبورت” الكتلونية.
الحكاية وما فيها أن ريال مدريد كان قد تعادل بنتيجة 1-1 مع ملقا في فبراير 2016 قبل أيام من مواجهة أتلتيكو مدريد، وهي النتيجة التي كانت بمثابة إعلان عن فوز برشلونة عمليًا بلقب الليجا باتساع الفارق لدرجة كبيرة بينه وبين الريال.
كل ما فعلته صحيفة سبورت الكتلونية وقتها أنها وضعت صورة كريستيانو رونالدو وهو على الأرض متحسّرًا على الهزيمة وكتبت عنوانًا واضحًا بإنجليزية لا تحتمل أي لبس “The End” أو “النهاية” في دلالة على حسم برشلونة للقب ونهاية قدرة الريال على المنافسة على لقب الليجا.
صدق ما قالته سبورت بأن المنافسة قد انتهت على اللقب لكن بصورة عجائبية ترجمت بعض صفحات الفيسبوك عنوان سبورت إلى كلمة “المنتهي” بدلًا من النهاية لينتشر الوصف كالنار في الهشيم ويصبح مادة دسمة للسخرية من الصحيفة بعدما تُوج رونالدو بلقب دوري الأبطال في نهاية الموسم.
إن كنت مصدومًا من تلك القصة فتعال معي أحكي لك عن بعض الأكاذيب التي دارت في عالمنا ومن يصدقها أكثر كثيرًا ممن يعلم حقيقتها.
'The End'. Esta es nuestra portada de este lunes. ⚽️ pic.twitter.com/s7UDfwxhaa
— Diario SPORT (@sport) February 21, 2016
كانت ليلة قاسية تلك التي عاشها برشلونة وجماهيره إثر السقوط المدوي في ملعب أنفيلد بأربعة أهداف نظيفة ليودع الفريق دوري الأبطال من جديد وبريمونتادا جديدة بعد التي كان صاحبها مانولاس.
بمجرد خروج البرسا طفا على السطح الفيديو الخاص بـ ليونيل ميسي في بداية الموسم وهو يمسك بميكروفون يخاطب جماهير البرسا أثناء التقديم الرسمي للفريق ويعدهم بالتتويج بدوري الأبطال هذا الموسم.
الحكاية تبدو مثيرة بهذا الشكل وممتعة على مستوى السيناريو .. أفضل لاعب في العالم يعد جماهير الفريق بجلب دوري الأبطال فإذا به يسقط هو وزملاؤه في أنفيلد بأول ريمونتادا بعد 3/0 في تاريخ دوري الأبطال بشكل الجديد.
لكن الحقيقة هي أن هذا لم يحدث، وأن ميسي لم يعد جماهير برشلونة بالتتويج بالبطولة وأن من سوء حظه أنه يتحدث لغة ليست منتشرة بشكلٍ كافٍ في عالمنا العربي فكل ما قاله في هذه الخطبة البسيطة أنه يعد جماهير الفريق ببذل أقصى جهد للتتويج بدوري الأبطال لكنه لم يعد أبدًا بالتتويج!
🔵🔴 Leo Messi free-kick 🔥#UCL | @FCBarcelona pic.twitter.com/gwtsDp8pnF
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) November 9, 2019
إن كنت متابعًا للبريميرليج فربما سمعت عن نجم مانشستر يونايتد الأسبق دينيس لو وكونه أحد أفراد الثلاثي التاريخي للشياطين رفقة بوبي تشارلتون وجورج بست، وإن كنت ضليعًا في تاريخ البريميرليج فربما سمعت عن أن دينيس لو لعب في نهايات مسيرته لمانشستر سيتي.
وإن وصلت إلى هذه المحطة فأنت على الأرجح سمعت أنه في سبعينيات القرن الماضي سجل هدفًا رائعًا بكعب القدم في مرمى فريق عمره مانشستر يونايتد بقميص مانشستر سيتي ليتسبب في هبوط الشياطين الحمر إلى الدرجة الثانية وهي آخر مرة هبط فيها اليونايتد.
ماذا لو أخبرتك أن هدف لو لم يتسبب في هبوط اليونايتد وأن هذا الأمر مجرد أسطورة؟ لا أتحدث عن هبوط اليونايتد فقد حدث بالفعل لكن لو لم يتسبب في ذلك رغم تسجيله لهدف هزيمة الشياطين والتي بعد سكون الهدف مرماها بقليل تم اقتحام الملعب من قبل الجماهير الغاضبة.
القصة التي تسيل اللعاب الصحفي لم تكن بتلك الدقة، فالحقيقة أنه حتى لو لم يسجل دينيس لو هدفه لم تكن الأمور لتتغير فمنافس اليونايتد على الهبوط كان بيرمنجهام سيتي الذي تمكن من الفوز في نفس التوقيت ولم يكن فوز اليونايتد ليغير من أمره شيءً ويجعله يتفادى المصير المحتوم بعد أن استحال تعويض الفارق النقطي بين الفريقين بمجرد فوز بيرمنجهام.
منذ أن وصل المدرب الألماني الشهير فايتسا إلى الملاعب المصرية، اجتاحت حمّى “الليبرو” أندية مصر حتى صارت بلا استثناء تلعب بثلاثي دفاعي يتضمنهم ليبرو وأمامه قلبي دفاع أو “مسّاكين” باللهجة المصرية.
عشنا قرابة الـ 15 عامًا في الملاعب بطريقة اللعب تلك ليتحول الأمر لهوس وأمر مقدّس لا يمكن المساس به أبدًا.
الأمر وصل إلى أن يهاجم المحللون أي مدرب يفكر في التحول للعب برباعي دفاعي بدلًا من خماسي واصفين إياه بالمتفلسف ومن لا يعرف قدرات المدافعين المصريين .. حدث ذلك مع كثيرين من ضمنهم مدرب الأهلي مانويل جوزيه في فترته الأولى ومدرب حرس الحدود طارق العشري والذين كان يتم اتهامهم بما لذ وطاب بمجرد سقوطهم في احدى المباريات.
فجأة، نسي الجميع تلك الكذبة الكبيرة بإصرار المزيد من المدربين على التحول للعب برباعي دفاعي لما له من فائدة كبيرة على صعيد زيادة عدد لاعبي الوسط وابتلع المحللون كذبتهم الكبيرة ودعوا ربهم أن تتمتع الجماهير بذاكرة سمك، لكن لحسن الحظ لم تصيبني دعواتهم!
روين كين يصرخ على المصاب ألف هالاند
تعرفون إيرلينج هالاند أليس كذلك؟ هذا الشاب الصغير الذي أمطر شباك منافسيه في الدوري النمساوي ثم دوري الأبطال وحاليًا يستمتع بتسجيل الأهداف من مقاعد الاحتياط في البوندسليجا على سبيل الهواية.
عقب تسجيله هاتريك في شباك جينك البلجيكي ليصبح أصغر مسجل هاتريك في تاريخ دوري الأبطال، خرجت الكثير من التقارير والحكايات عن هالاند ووالده ألف هالاند الذي لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز والذي شهد عداوة كبيرة بينه وبين نجم وسط مانشستر يونايتد روي كين الذي انتقم مما حدث له على يد هالاند الكبير في الموسم الماضي ليقوم بكسر قدمه وإنهاء مسيرته الكروية.
من جديد فإن تفاصيل كثيرة في هذا الأمر هي كذبة فجة .. الصحيح هو أن روي كين قام بتدخل عنيف جدًا على هالاند استوجب طرده من المباراة إلا أن هالاند استكمل المباراة بشكلٍ عادي بل إنه خاض مباراة دولية بعدها بعدة أيام رفقة منتخب النرويج اشترك فيها لمدة 45 دقيقة.
وإن لم تكن مقتنعًا فيكفيك أن تعرف أن حادثة كين كانت في أبريل من عام 2001 بينما اعتزل ألف هالاند بنهاية موسم 2002/2003 وصحيح أن اعتزاله كان بسبب معاناته مع الإصابات إلا أن ذلك كان بسبب إصابات ركبته اليسرى بينما كان تدخل روي كين على ركبته اليمنى.
Roy Kean's infamous revenge on Alf-Inge Haaland pic.twitter.com/7SqDl05E1O
— UTFR 🇾🇪 (@ManUtd_HQ) August 10, 2019
لمانشستر يونايتد نصيب الأسد من الخرافات على ما يبدو في هذا المقال وهذه المرة مع عدنان يانوزاي الذي قيل أنه يستطيع تمثيل منتخبات إنجلترا وبلجيكا وألبانيا وكوسوفو بالإضافة لإشاعات حول تركيا كذلك لأسباب مختلفة ما بين مكان الولادة أو النشأة أو جنسية الوالدين وما شابه.
حسنًا، سنضطر أن نستثني أحد المنتخبات من هذه القائمة الطويلة التي تليق بطيور الفلامينجو المهاجرة بين الدول وسنكتقي بكل المنتخبات المتبقية فيما عدا إنجلترا.
يانوزاي ببساطة لم يفضل تمثيل بلجيكا على منتخب إنجلترا لأنه لم يكن في موضع اختيار بين المنتخبين إذ أنه لا يحق له تمثيل منتخب إنجلترا لأن ثمة قانون في بلاد الإنجليز يقتضي ضرورة أن تكون قد قضيت 5 أعوام أو أكثر في الأراضي الإنجليزية قبل إكمالك لسن الـ18 لتكون أهلًا للعب في المنتخب الإنجليزي وهو ما لا ينطبق على يانوزاي حتى لو كان بإمكانه حمل الجنسية الإنجليزية بعد فترة من إقامته في إنجلترا.
وقبل الوداع أعتذر لكم عن هذا المقال هادم لذات الأكاذيب ومُعيدكم إلى عالم الحقائق غير اللذيذة!
