ليفربول أبهر الجميع الأسبوع الماضي بتقديم أداء استثنائي أمام ضيفه روما الإيطالي، ضمن ذهاب دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث كانت تشير نتيجة اللقاء بتقدم الريدز الإنجليزي بخماسية نظيفة.
وتوقع الكثيرون أن لقاء العودة سيكون مجرد نزهة لابناء المدرب الألماني يورجن كلوب، ولكن تغير هذا الرأي في الحال بعدما سجل روما هدفين في أقل من عشر دقائق، ليضرب ناقوس الخطر لليفربول قبل مواجهة الأوليمبكو.
وسيستضيف فريق روما منافسه ليفربول مساء غد الأربعاء، ضمن إياب دور نصف النهائي، ويدخل الذئاب بمعنويات عالية – رغم خسارتهم بخمسة أهداف لهدفين – وكلهم أمل من أجل الوصول لنهائي دوري الأبطال.
بالطبع طموحات وآمال روما صعب تحقيقها، ولكن بالنظر لما حدث من انهيار تام بالنسبة لخط دفاع الريدز، ودخول مرماه هدفين على ملعبه في أقل من عشر دقائق، فإن بالتأكيد سيعطي الأمل للذئاب من أجل القيام بعودة تاريخية مشابهة لما حدث في دور ربع النهائي أمام برشلونة الإسباني.
هذه الطموحات السبب فيها افتقاد تركيز لاعبي ليفربول في الربع الأخير من اللقاء، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة هذا الموسم، وكان سببًا في ضياع العديد من النقاط في مسابقة الدوري الإنجليزي كان بشأنها إبقاء الريدز في الصورة، ومنافسة مانشستر سيتي على لقب البريميرليج.
ولكن الآن هذه الأمور أصبحت من الماضي، ويجب على كلوب أن يبحث عن حل لهذه المشكلات، لتجنب الخسارة والخروج بشكل دراماتيكي من دوري الأبطال.
لوفرين سمُ قاتل
لا شك أن الكرواتي ديان لوفرين مدافع قوي وحل مناسب في بعض المباريات بالنسبة لفريق ليفربول، ولكنه كثير الأخطاء، ولا يجيد مراقبة خصومه بالشكل المطلوب، وأبرز عيوبه هو افتقاده للتركيز في آخر دقائق المباراة، فكان هو السبب الرئيسي في استقبال شباك الليفر الهدف الأول لروما.
لوفرين من الممكن أن يستغله كلوب في جزء من المباراة كبديل دفاعي، ولكن من الصعب اللعب به كأساسي، لأن غلطاته تكلف الفريق الكثير، وتواجده في مباراة مصيرية مثل روما قد يكون العامل الرئيسي في خروج الريدز بالرغم من فوزه بخماسية في الذهاب.
تبديلات كلوب
يورجن كلوب مدرب مميز ولديه أسلوبه الخاص في الأداء، وهذا ما ظهر مع ليفربول، حيث أصبح الفريق يلعب بمرونة أكثر، وخط هجومه أصبح من ضمن أقوى الخطوط في أوروبا بامتلاكه الثلاثي محمد صلاح، وماني، وفيرمينيو.
ولكن مشكلة كلوب الكبرى هي تبديلاته الغريبة في الدقائق الأخيرة من اللقاء، تبديلات يدفع ثمنها بعد ذلك، وبالتأكيد الكل شاهد كيف أثر خروج محمد صلاح على إيقاع اللعب بالنسبة للريدز، حيث خرج اللاعب المصري وكانت نتيجة المباراة تشير لتقدم الريدز بخماسية نظيفة.
وبعد خروج صلاح أنهار فجأة ليفربول، وأصبح روما هو الأخطر، وهذا بالتأكيد بعد استبدال أفضل لاعب في الليفر الذي كان يرغم الذئاب على الرجوع للدفاع من أجل إيقاف خطورته.
تبديل وحيد جعل كلوب يدخل مرماه هدفين متتاليين في أقل من عشر دقائق، ولم يكن هذا التبديل هو السبب الوحيد بل أحد الأسباب.
مشكلة ليفربول هي افتقاد عناصر الفريق للتركيز في آخر 10 دقائق باللقاء، الأمر قد يعود لانهار الجانب البدني بالنسبة للاعبين، بسبب اعتماد كلوب على أسلوب الضغط العالي منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة من اللقاء، وهذا يجعل لاعبو الريدز يشعرون بالإرهاق في الدقائق الأخيرة من المباراة، وقد يكون هذا هو سبب استقبال الليفر هدفين متتاليين في لقاء روما السابق.
ولتفادي هذا الأمر يجب على كلوب تقسيم اللقاء لفترات، خاصةً وأنه قد فاز بنتيجة كبيرة في لقاء الذهاب، ولا يحتاج لإحراز الأهداف، فمن الممكن أن يبدأ اللقاء بشكل متوازن، وقبل انتهاء الشوط الأول يضغط على روما كي يخطف الهدف، ويصعب من مهمة الفريق الإنجليزي.
ليفربول أمام مهمة ليست بالسهلة، نتيجة لقاء الذهاب لا تشير إلى أي شيء، بل أشارت إلى نقطة واحدة، وهي أن من الممكن عودة روما للقاء من جديد، فهل سينجح كلوب في حل مشكلة انهيار ليفربول الغير مبرر، أم ذئاب روما تكرر سيناريو لقاء برشلونة من جديد؟
للتواصل مع الكاتب من هنا
ريال مدريد في معركة الوصول للنهائي الثالث على التوالي أمام بايرن ميونخ .. فيديو
