تغريدات كروية(3): لعنة جوتمان على بنفيكا!

باسم مهدي 16:16 12/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لم يكن أحد يتوقع ما حدث لنادي بنفيكا البرتغالي، بعد تولي المجري بيلا جوتمان مسؤولية تدريب الفريق المدير الفني الجديد

    ‏لم يفز فقط بالدوري البرتغالي، بل استطاع كسر هيمنة ريال مدريد على البطولة الأوروبية. ففي عام 1961 انتصر بنفيكا على نادي برشلونة الإسباني

    ‏بنتيجة 3-2 وتوج لأول مرة في تاريخه بطلًا لأوروبا. ارتدى جوتمان ملابسه الأنيقة وذهب إلى الاحتفالية التي يقيمها النادي

    ‏للاحتفال بفوزه ببطولة أوروبا، ذهب رافعًا رأسه كملك مُنتصر، فإنجازه كان تاريخيًا. دارت الأفكار في رأس المجري وهو في طريقه

    ‏أخذ يفكر في حجم الهدية التي ستقدم له بعد هذا الإنجاز. في الواقع هو لم يكن يطمح إلى أكثر من زيادة في راتبه

    ‏و لكن كل تلك الأفكار ذهبت مع الريح بمجرد وصوله إلى مقر النادي. خرج جوتمان من الاحتفال بخُفي حُنين، فلم يتلقَ أي شيء سوى التصفيق.

    ‏” حققت البطوله الأوروبية ولم أنل سوى التصفيق”، قالها جوتمان لنفسه وهو يشعر بخيبة الأمل عائدة معه إلى المنزل. أخذت الأفكار تتصارع في رأسه

    ‏قرر أخيرًا أن ينتظر موسما آخر، فمن الممكن أن تكون إنجازاته غير كافية للإدارة لمنحه راتبا أكبر

    2823719_full-lnd

    ‏قرر ان يعتبر نفسه إنجازه، شيئًا عاديًا، وأن إنجازه القادم سيفوق الحالي بمراحل. في العام التالي، وقف جوتمان أمام التاريخ يروّضهُ

    ‏وصل إلى المباراه النهائية أمام بطل أوروبا خمس مرات حينها، المباراة النهائية بين بنفيكا وريال مدريد على أرض الاستاد الأولمبي أمستردام

    ‏يومها ذهب جوتمان إلى ملعب المباراة بثقة في النفس، ولكن ثقة يشوبها بعض الخوف، شعر بخوف طفل يذهب إلى مدرسة لأول مرة. الوضع لم يكن سهلًا

    ‏الإطلاق، إنجازه الجديد على وشك أن يتحقق. كان يمكن للجميع توقع فوز بنفيكا، ولكن ما لم يكن متوقعا أن يفوز على الفريق الملكى

    ‏فاز 5-3 صرخ جوتمان يومها في داخله صرخة لم يسمعها سواه، صرخة أسد مُنتصر، صرخة قائد عسكري عظيم حقق كل ما يمكن من انتصارات

    ‏أُعيد المشهد من جديد، جوتمان يرتدي ملابسه الأنيقة، وهو متأكد أنه سيلقى هذه المرة التقدير والهدية المناسبة لخدماته لبنفيكا

    ‏ولكن في الواقع لم يكن في انتظاره سوى التصفيق أيضًا هذه المرة. عاد وعلى وجهه نظرات تعدت خيبة الأمل بمراحل

    ‏وقرر أن يطلب بنفسه زيادة راتبه. استيقظ في صباح اليوم التالي، وأخذ طريقه إلى رئيس النادي. برغم البركان الذي كان يغلي داخل جوتمان

    ‏إلا أنه طلب من السكرتير بكل هدوء طلبه “صباح الخير، أريد مقابلة رئيس مجلس الإدارة” وما هي إلا دقائق ودخل جوتمان إلى “الرئيس”

    ‏الرئيس : “أهلًا بملك أوروبا وزعيمها”، شعر جوتمان بأن الجو العام مُلائم لطلب زيادة راتبه، فرد مبتسمًا: أهلًا بك سيدي

    ‏الرئيس:ماهو شعورك بعد البطولة الأوروبية الثانية على التوالي؟جوتمان:شعور رائع،لكن هناك شيء يعكر صفوه.الرئيس:ماذاماهو؟جوتمان أريد تعديل راتبي

    ‏أريد زيادة في الراتب أعتقد أنني أستحق أكثر ،دخل أحدهم ليضع لجوتمان قهوته وفي تلك الأثناء قال الرئيس: وما هي الزيادة التي تراها مناسبة؟

    ‏نظر جوتمان لمن يضع القهوة أمامه، وهمس في أذن الرئيس بالمبلغ المطلوب. فجأة وقف الرئيس

    قائلًا: أنت مبالغ يا جوتمان

    2615767077249937600

    ‏هذا المبلغ كبير للغاية، ولا أعتقد أن أحدهم يستحقه، في الواقع أنا لن أعطيك هذا المبلغ. جوتمان: لا أحد يستحقه، أنا من بنيت هذا الفريق

    ‏أنا من صنعت منه بطل أوروبا بالتدريب والتخطيط والمجهود، وليس بجلوسي على كرسي مُريح في مكتب فخم

    ‏زادت حدة النقاش وتحول إلى شجار، الجميع يقف خلف الباب الموصد يسترقون السمع، يحاولون معرفة ما يحدث في الغرفة بين جوتمان والرئيس

    ‏و لكن ما هي إلا ثوان وكان كل شيء يحدث على مرأى ومسمع من الجميع. جوتمان فتح باب غرفة الرئيس وهو في حالة غضب عارمة

    ‏وقالها بصوت عال “أنا مُستقيل، من اليوم ستعرفون قيمة جوتمان، لن يفوز بنفيكا ببطولة أوروبية واحدة، ولو بعد مائة عام”

    ‏قالها وهو يشير بيده مثل ساحر يلقي تعويذته على المكان صدى الصوت لم يظهر إلا في كلمات جوتمان الأخيرة وكأن القدر يريد ترديد الجملة مرة أخرى

    ‏على مسامع الجميع رغم أن الجملة خرجت لحظة غضب جوتمان بعفوية،إلا أن وقعها كان سيئا جدًا على الجميع، شعروا كما لو كانت روحهم قبضت لثوان معدوده

    ‏أربعة مدربين تولوا تدريب بنفيكا بعد جوتمان في الفترة من 1962 إلى 1965، وفشل الجميع في التتويج الأوروبي

    big_benfica-eusebio-bela-guttmann-e-mario-coluna-01

    ‏يبدو أن جملة جوتمان هي لعنة ألقاها على بنفيكا. بدأ الجميع يتحدث عن الأمر، حتى وصلت قصة اللعنة إلى مسامع الرئيس

    ‏ولم يجد هو نفسه بُدا إلا أن يصدقها. أرسل الرئيس إلى جوتمان مرة أخرى يتأسف له ويطلب منه العودة إلى تدريب الفريق

    ‏وكان رسوله في ذلك الأسطورة البرتغالية إيزيبيو

    ‏الذي أقنع جوتمان بالعودةعاد جوتمان للفريق وهو يحمل شيئا بداخله ضد الرئيس والإدارة،أي نعم فاز ببطولة الدوري ووصل إلى نهائي البطولة الاوروبيه

    ‏وفي هذا النهائي تكالبت شباك اللعنة أمام أعين وأفكار جوتمان نفسه، شعر وكأن رأسه توقفت عن التفكير وكذلك لاعبوه

    ‏لقد فات الأوان. لعنة جوتمان أصبحت حقيقة واضحة للجميع، تعويذته قالها من كل قلبه، لذلك هو نفسه لن يستطيع إبطال مفعولها،

    ‏يٌقال إن الجميع تجرع من كأس لعنة جوتمات حتى جوتمان نفسه. وعندما توفي جوتمان قيل إنه عاد وهو غير راض بذلك في داخله، لذلك لم تُكسر اللعنة

    ‏تعاقب المدربون على بنفيكا، البعض من المصدقين باللعنة والبعض يراها مجرد قصة أسطورية فلكلورية

    ‏منذ لعنة جوتمان وحتى عام 2014، خسر بنفيكا 8 نهائيات أوروبية

    جوتمان-620x400

    ‏رغم محاولات بنفيكا وإدارته على كسب ود روح جوتمان، إلا أن جوتمان رفض كل تلك المحاولات،

    ‏حتى بناء تمثال له على مدخل نادي بنفيكا لم يكن كافيًا لكسر العقدة …!!