شهد الموسم الكروي الحالي العديد من الأحداث الغريبة على مستوى الدوريات الأوروبية ، بدايةً من اقتراب ليستر سيتي تحقيق حلم التتويج بالبريمير ليج مروراً بالتراجع الكبير للأربعة الكبار في انجلترا، إضافة للعودة القوية لليوفي وتصدره للكالتشيو بعد البداية السيئة للغاية ، وانتهاءاّ بوجود أندية بنفيكا و فولفسبورج في دور الربع نهائي في التشامبيونز ليج.
صحيح أن هذه الأحداث لن تتكرر في كل موسم، إلى أنّها لم تكُن الحدث الأبرز في الموسم الحالي ، بل إنّ هناك حدثُ غطّى بأهميته على كل الأحداث السابقة ، وهو انتقالات المُدربين!!!
البداية كانت من إقالة مورينيو من تدريب تشلسي، مروراً بإعلان بايرن ميونيخ رحيل جوارديولا عن الفريق في نهاية الموسم وقدوم انشيلوتي بدلاً منه لقيادة الفريق البافاري، إضافة إلى إعلان المان سيتي قدوم جوارديولا ليحُل بديلاً عن بيليجريني لقيادة السيتيزنز، انتهاءاً باقتراب تشلسي التعاقد مع كوتني و المان يونايتد مع مورينيو.
كل ما سبق يجعلنا نُدرك أنّ انتقالات المُدربين كانت الحدث الأبرز هذا الموسم ، ولكن لماذا؟؟؟
في هذا التقرير سنُسلط الضوء على أهم الأسباب التي أدّت إلى ذلك:
درجة التنافس العالية… ولا وقت للتجربة: تميّزت البطولات الأوروبية ، وبالأخص البريميرليج والتشامبيونز ليج، خلال هذا الموسم والمواسم السابقة بالتنافسية الكبيرة، وهذا ما يُحتم على الأندية، ضرورة التعاقد مع أسماء لامعة ذات خبرة كبيرة ، حيث أنّ هذه الأندية لا تمتلك الوقت لتجربة أو صناعة أسماء في عالم التدريب ، لتكون قادرة على دخول المُنافسة في أسرع وقت، وبالتالي، فإن الأسماء القادرة على جلب البطولات أصبحت معروفة للجميع، لذا فإننا نرى لعبة الكراسي الموسيقية بين الأسماء الكبيرة في عالم التدريب.
دخول المُعسكر التدريبي القادم بتركيز أكبر: عندما تعرف الأندية هوية المُدرب القادم للفريق قبل بداية الميركاتو الصيفي، فإنّ ذلك يُساعدها على التركيز فقط على احتياجات الفريق، حسب وجهة نظر المُدرب القادم، إذ سيعمل المُدرب على جلب اللاعبين المناسبين لخطته، وبالتالي البدء عملية التفاوض مع اللاعبين المطلوبين وربُما انهائها منذ الآن، ليدخل الفريق في المُعسكر التدريبي بتركيز أكبر، حيث سيكون اهتمام المُدرب مُنصباً على الجوانب التكتيكية للفريق.
المُحافظة على الاستقرار الداخلي للفريق: عندما نتحدث عن الاستقرار في الأندية الكبيرة ، فإننا بالتأكيد عن بايرن ميونيخ، لأنّ السمة الأبرز للفريق البافاري هي الاستقرار، حيث أّنّ النادي الألماني يحاول إبعاد لاعبيه عن أية أمور أخرى لا تخُض كرة القدم، وهذا ما بدا واضحاً عندما أعلن جوارديولا رحيله عن الفريق في نهاية الموسم، لتتحرك إدارة النادي بشكل سريع وتُعلن أنّ كارلو انشيلوتي هو المُدرب القادم للفريق، حيث أنّ هذا القرار يمنع تشتت أذهان اللاعبين في التفكير باسم المُدرب القادم للفريق وهو ما يُساهم في المُحافظة على استقرار الفريق.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
